طوني خليفة: لا تشابه بيني وبين نيشان

هنادي عيسى 18 فبراير 2018

طوني خليفة إعلامي ذو مستوى رفيع، استطاع أن يحافظ على استمراريته في تقديم البرامج رغم مرور 25 سنة على عمله في مجال الإعلام المكتوب، السمعي والمرئي.
خليفة الذي يقدّم برنامج «العين بالعين» على شاشة تلفزيون «الجديد»، يستعد حالياً لخوض تجربة جديدة في المحطة نفسها، فضلاً عن تحضيره لبرنامج يطلّ به عبر قناة «الحياة» المصرية.
«لها» التقت طوني خليفة فتحدّث عن جديده من أعمال، وعلاقته بزملائه، وأمور أخرى يُطلعنا عليها في هذا الحوار.


- هل صحيح أنك في صدد التحضير لإعادة إحياء برنامج «ساعة بقرب الحبيب» وعرضه على شاشة «الجديد» بعد أن قُدّم منذ سنوات على شاشة lbci؟
بالفعل، أستعد لتقديم برنامج فكرته مستوحاة من «ساعة بقرب الحبيب»، لكن لا أعرف ما إذا كنت سأقدّمه بالاسم نفسه أم سأغيّر العنوان.

- يقال إن فكرة «ساعة بقرب الحبيب» تعود للمخرج سيمون أسمر؟
لا، هذا البرنامج وكل البرامج التي قدّمتها على مختلف الشاشات العربية من بنات أفكاري.

- لكنك صرّحت سابقاً أنك لن تعود إلى تقديم البرامج الفنية!
هذا صحيح، لكن هذه المرة سأستضيف في برنامج «ساعة بقرب الحبيب» شخصيات إعلامية وسياسية وفنية معروفة. وبصراحة أسأل: هل يمكن المحطات المحلية في الوقت الحالي استضافة فنان من دون مقابل مادي كبير؟

- متى سيُطلق هذا البرنامج؟
لا أعرف، ولا نزال في مرحلة التحضير له، وربما يُعرض في منتصف شباط/ فبراير المقبل.

- وهل سيتوقف برنامج «العين بالعين»؟
في هذا الموسم قدّمت 16 حلقة من «العين بالعين»، وهذا كافٍ، وبدءاً من عام 2016 نكون قد عرضنا 50 حلقة منه.

- لماذا لم تقدّم برنامجك الجديد في الموسم السابق وفضّلت العودة بـ»العين بالعين»؟
ارتأت إدارة تلفزيون «الجديد» أن تُكمل مسيرة «العين بالعين»، بعدما وجدت أنه حقق أعلى نِسب مشاهدة بين كل البرامج التي تُعرض على شاشته.
وطالما أنه الأول فليس محبّباً إيقافه في عزّ نجاحه، علماً أنني كنت أرغب في ذلك، وأُفضّل تقديم برنامج آخر يعتمد على مبدأ المذيع الذي يحاور ضيفاً واحداً، ويكون شبيهاً بالبرامج التي قدمتها على المحطات المصرية، لكن قناة «الجديد» كانت تعرض أكثر من برنامج بهذه الصيغة، كـ»أحلى ناس» و»بلا تشفير».

- ألا ترى أن البرامج الاجتماعية على المحطات اللبنانية أصبحت كثيرة ومملّة ومتشابهة في المواضيع التي تعالجها؟
البرامج التي تحقق أعلى نسبة مشاهدة بعد الدراما اللبنانية، هي البرامج الكوميدية مثل «لهون وبس» و«هيدا حكي»، تليها البرامج التي تعالج القضايا الاجتماعية مثل «للنشر» و»هوا الحرية»، وهذا يدل على أن المشاهدين يحبّون هذه النوعية من البرامج ويتقبّلونها.

- أحياناً، تعرض البرامج التلفزيونية حالات اجتماعية حسّاسة في دون أن تجد حلولاً لها، ألا ترى ذلك استغلالاً لمشاكل الناس لاستقطاب نِسب مشاهدة عالية؟
لو أردنا التحدّث عن برنامج «أحمر بالخط العريض» لمالك مكتبي، لأمكننا القول إنه لا يزال يحقق أعلى نِسب مشاهدة منذ بدء عرضه قبل عشر سنوات بفضل الحالات الاجتماعية والإنسانية، والتي لا حلول لها... بينما أكثر برامجي الاجتماعية التي قدّمتها عبر الشاشات، كنت أجد لها حلولاً، لأنني أحرص على متابعتها من البداية الى النهاية. مثلاً، هناك من احتاج الى زراعة قلب أو كبد، فبذلت كل جهدي لتقديم المساعدة. كذلك صدرت في حق البعض أحكام قضائية مجحفة، فلاحقناها إلى أن أُسقطت... ومع ذلك، في أوقات كثيرة نعرض مشاكل، لكننا لا نستطيع إيجاد حلٍ لها.

- قيل إن برنامج «العين بالعين» لدى انطلاقته لم يحقق نِسب مشاهدة عالية، مما اضطرك للجوء الى شخصيات مثيرة للجدل مثل ميريام كلينك...
ميريام كلينك شخصية معروفة بمبادئها الداعية الى حماية الحيوانات وصون حقوقها، وأنا لم أناقشها بمظهرها الخارجي... لكن ما يضايقني أنني قدمت حلقة مميزة عن القدس، وأخرى سياسية بامتياز عن اغتيال الرئيس بشير الجميل، لكن للأسف لم يتحدث أحد عنهما، في وقت دفعت استضافة كلينك الجميع للتعليق ونعتي بالانحطاط الأخلاقي والبحث عن «الرايتينغ».

- صرّح الإعلامي هشام حداد بأن مدرستك الإعلامية ونيشان وزافين ووسام بريدي قد انتهت، فما رأيك؟
أوافقه الرأي، علماً أن مدرستي الإعلامية لم تكن مشابهة لمدرسة نيشان أو زافين أو أي أحد غيرهما.

- يقصد هشام أن مدرستكم الإعلامية لم تعد مرغوبة، أي أن المذيع الجدّي ليس محبوباً من المشاهدين الذين باتوا يبحثون عن «خفة الدم» والروح الشبابية على الشاشة؟
لا شك في أن هشام حداد شخصية «دمها خفيف» وكذلك عادل كرم، لكن ما يقدّمانه اليوم بأسلوب كاريكاتوري فكاهي، كنتُ وميشال قزي قد قدّمناها منذ سنوات طويلة من خلال برامج المسابقات التي شاركنا فيها. لكن بالنسبة إليّ، وبعد مرور 25 سنة على عملي في الإعلام، لا أستطيع العودة الى الوراء، لأن صورتي الجدّية أصبحت راسخة في أذهان الجمهور، وأكبر إنجاز حققته أنني ما زلت موجوداً على الساحة الإعلامية وبقوة.

- هل ترى أنه يمكنك الاستمرار أم أن الجيل الجديد سيقتحم الشاشة مستقبلاً؟
بالطبع، الجيل الجديد سيأخذ مكاننا، وهل سأبقى في المقدّمة طوال عمري؟

- ثمة مأخذ عليك بأن أسئلتك طويلة ومتشعبة، وعادة يكون الجواب ضمن السؤال، مما لا يسمح للضيف بقول ما يريده.
هذه الانتقادات سمعتها من أهل الإعلام، لأن المشاهد العادي لا يلاحظ هذا الأمر، لكنني أحاول تعديل أسلوبي في محاورة الضيف.

- وقّعت أخيراً عقداً مع محطة «الحياة» المصرية، ماذا عن تفاصيل هذا العقد؟
بالفعل، وقّعت عقداً مع إدارة قناة «الحياة»، لكننا لم نتفق على نوعية البرامج التي سأقدّمها عبر هذه الشاشة، لأن الإدارة الجديدة لا تزال في طور الانطلاق وتحديث كل شيء.
لكن من المؤكد أنني لن أقدّم برنامجاً سياسياً في الوقت الحالي، بعدما قدمت عدداً من البرامج من هذا النوع. اليوم قررت ترك السياسة لأهل البلد لأنهم أدرى بتفاصيل حياتهم اليومية، وفضّلت الذهاب الى المواضيع الاجتماعية والفنية، علماً أن وضع البرامج الفنية في مصر أسوأ منه في لبنان، ذلك أن المحطات اللبنانية يمكنها استضافة فنان من دون أن تدفع له أموالاً، بينما في مصر يُعدّ ذلك مستحيلاً، لأن الأرقام المالية التي يطلبونها خيالية.

- لكن راغدة شلهوب تستضيف فنانين في برامجها على قناة «الحياة»؟
لا نزال في انتظار الخطة الجديدة، وبعد ذلك نبني على الشيء مقتضاه.