يوماً بعد يوم تظهر تطورات طبية جديدة تخدم المريض وتعود عليه بفوائد كثيرة تسهل عليه الكثير من الأمور التي يمرّ بها في حالات مرضية مختلفة.
من أحدث التطورات في المجال الطبي جراحة الروبوت التي تم الإعلان عنها في مؤتمر طبي في مركز كليمنصو الطبي الذي يتوافر فيه أول جهاز روبوت في لبنان والمنطقة، يسمح بإجراء جراحات في مجالات متعددة في وقت أقل مع دقة أكثر ومضاعفات وألم أقلّ للمريض.
كما تتيح هذه التقنية للمريض الخروج من المستشفى خلال وقت أقل. أما الجروح التي تخلّفها الجراحة بواسطة الروبوت «دافنشي» الموجود في مركز كليمنصو الطبي في لبنان، فصغيرة جداً، خصوصاً أنها تتيح إنجاز العملية بدقة كبرى مع نظام الرؤية الثلاثي الابعاد المتوافر في الروبوت.
وبالتالي تأتي هذه التقنية لمصلحة المريض وخدمته، مع ما لها من فوائد عديدة ونسبة نجاح 100 في المئة في حالات كثيرة ومجالات متعددة، منها عملية سرطان البروستات التي يمكن للجراحة بالروبوت أن تستبعد مضاعفاتها وآثارها الجانبية التي تحصل في الجراحة التقليدية كالسلس البولي والضعف الجنسي، فيحافظ المريض على القدرة على التحكّم في التبوّل وعلى حياته الجنسية.
ضم الفريق الطبي الذي أجرى عشر عمليات في اختصاصات متعددة قبل الإعلان عن الجراحة بالروبوت، البروفسور الجراح كلود طيّار والاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد كريم نوفل والاختصاصيين في جراحة المسالك البولية نديم ايوب وفراس زهوة الذين تحدثوا عن ميزات الجراحة بالروبوت خلال المؤتمر.

- كيف يتميّز جهاز الروبوت عن المنظار العادي؟
يتميز بالدقة في إنجاز العملية. فلا بد من التوضيح ان يد الجراح ومفاصله تعجز عن الدخول في أماكن معينة في تقنيات الجراحة الكلاسيكية. أما أذرع الروبوت فتعمل بدقة أكثر وتدخل إلى أي مكان يود الجراح أن يدخل إليه.
كما تتميز العملية بالروبوت عن العمليات الأخرى التي تتم بالمنظار في كونها تنجز بألم أقل وسرعة كبرى وتكون النتيجة أفضل والجروح أصغر حجماً بحيث لا تتعدى 8 مللم فتكون عبارة عن 4 نقاط تقوم بها الأذرع الأربع للروبوت.
هذا يتيح إخراج المريض بسرعة من المستشفى، وقد أنجزنا عمليات خرج فيها المريض في اليوم التالي من المستشفى.
حتى أن عمليات استئصال الكلية أو البروستات أصبحت تتم بأربعة جروح صغيرة فقط ويتم العمل على أن تتم العملية بجرح واحد.
وقريباً سيسمح التطور باستئصال المرارة بجرح واحد. ومن المهم أيضاً أن العملية بالروبوت تتيح انجاز العملية بمضاعفات أقل. وهذا مهم جداً للمرضى، خصوصاً في بعض الحالات التي تكثر مضاعفاتها في العمليات التقليدية.

- ماذا عن التخدير، هل يتم بالطريقة نفسها كما في الجراحات التقليدية؟
يعتبر التخدير في الجراحة بالروبوت مشابهاً تقريباً للتخدير الذي يتم في العمليات التقليدية، إلا ان المضاعفات الناتجة عن ذلك هي أقل في هذه الحالة.

- أليس هناك أي خطر في إنجاز عمليات على مستوى من الخطورة بواسطة جهاز روبوت؟
الجراح هو الذي يقود الروبوت ومن دونه لا قيمة له، فهو لا ينفذ شيئاً بمفرده بل من خلال الجراح الذي يجلس قربه وينقل الحركة بدقة وينفذها بدقة أكثر ويحسّنها.
الروبوت يساعد الجراح لينجز الجراحة بدقة أكثر مقارنةً مع الجراحات الكلاسيكية، خصوصاً في الحالات المعقدة.
اما إذا ابتعد الجراح او توقف عن العمل بشكل مفاجئ فيتوقف الروبوت عن العمل.
الجراح هو الذي يعمل على تحريك الروبوت في أماكن يصعب الوصول إليها باليد أو بالتنظير العادي كما في الجراحات التقليدية.
دور الروبوت هو تسهيل عمل الجراح بمضاعفات أقل ودقة أكثر كما يسمح بالحفاظ على الأعضاء في الجراحة.
فعلى سبيل المثال في جراحة البروستات تسمح الجراحة بالروبوت بالحفاظ على الحياة الجنسية للرجل بعكس ما يحصل في الجراحات التقليدية.
كما يتم اللجوء إليها في هذه الحالة لأنها تسمح بالحفاظ على القدرة على السيطرة على التبوّل.
لذلك، تجرى معظم عمليات البروستات في الولايات المتحدة وفرنسا بواسطة الروبوت فهو لا يترك إلا جروحاً صغيرة جداً وقطباً بسيطة بشكل مختلف عن الجراحة الكلاسيكية، كما يحافظ على الحياة الجنسية ويحل مشكلة السلس البولي. لذلك من الأفضل إجراء هذا النوع من العمليات بهذه التقنية.

- ما العمليات التي يمكن أن تجرى بواسطة الروبوت؟
قبل إطلاقه في لبنان في مركز كليمنصو الطبي، أجريت 10 عمليات ناجحة في مجالات متعددة.
ويمكن استخدامه في جراحة المسالك البولية كالبروستات وعمليات سرطان الكلى والمثانة وغيرها من الحالات المرتبطة بها.
كذلك يمكن استخدامه في الجراحة النسائية لاستئصال الرحم والأورام الليفية الرحمية وأمراض المبيض وهبوط الرحم والسرطانات المرتبطة به. كذلك في سرطان المعدة والبنكرياس والكبد والفتاق والسمنة، إضافةً إلى جراحة القلب.

- هل يمكن لأي جراح أن يجري الجراحة بالروبوت؟
يحتاج إجراء الجراحة بالروبوت إلى تدريب لمدة أشهر ليصبح متمرساً فيها، كما بالنسبة إلى العمليات التي أجريت بالمنظار في المرحلة الأولى والتي تطلبت تدريب الاطباء على المنظار لإجرائها. ففي النهاية الجراحة بالروبوت هي الشكل الاكثر تطوراً للعملية بالمنظار مع فوائد أكثر لمصلحة المريض.

- متى تقررون إجراء الجراحة بالروبوت ومتى تجرى الطرق التقليدية؟
عندما نجد الحاجة إلى إجراء الجراحة بالروبوت حيث يتبين أن في ذلك فائدة للمريض ولو بسيطة نجريها بهذه الطريقة.
اما إذا لم تكن منها فائدة للمريض فلا نجريها بل نلجأ إلى الجراحة بالطريقة التقليدية. إذ أن الجراحة بالروبوت لها متطلبات أكثر بالنسبة إلى المستشفى.

 -ما هي الجراحة بالروبوت؟
الجراحة بالروبوت هي عبارة عن تكنولوجيا متطورة تعتبر آخر ما توصّلت التطورات في مجال الجراحة. فهي تسمح بإنجاز العمليات التي تجرى بالمنظار بشكل أسرع وأدق وبألم أقل.
كما يخرج المريض من المستشفى في وقت أسرع عند إجراء العملية بواسطة الروبوت الذي يحمل اسم «دافنشي».

 -كيف يعمل جهاز الروبوت خلال الجراحة؟
يقسم الروبوت إلى قسمين، الأول يتضمّن عربة سرير المريض التي تتضمن أيضاً 4 أذرع تدخل كل منها بطن المريض من خلال ثقب صغير يراوح قطره بين 5 و12 ملم. وهنا يمكن تصوير بطن المريض من الداخل والرؤية في كاميرات الروبوت التي تنقل صورة ثلاثية الأبعاد.
وتنتقل الأوامر من حركة الجراح إلى الروبوت وتحديداً إلى الأذرع بواسطة الكابلات. علماً أن الصورة ثلاثية الأبعاد تسمح بالتعرف إلى أدق الأعصاب والشرايين.
أما القسم الثاني للروبوت فهو منضد الجراح حيث يجلس الجراح ويحرّك أذرعة الروبوت ضمن مجال الرؤية الثلاثي الأبعاد.

 -إلى أي مدى تزيد كلفة الجراحة بالروبوت «دافنشي» عن كلفة الجراحة التقليدية بالمنظار؟
حتى الآن الكلفة هي نفسها ونعمل جاهدين على ذلك لتبقى الكلفة بالمنظار التقليدي هي نفسها الكلفة بالروبوت.