في الذكرى الثالثة لغياب الشحرورة «النادي الثقافي العربي» يستحضر «الصبّوحة» بصوت المطربة غادة فتوني

إسماعيل فقيه (بيروت) 25 مارس 2018

في ذكرى غيابها الثالثة، حضرت «الشحرورة» صباح وصدح صوتها في المدينة، كأنها لم تغادر بعد. احتفل «النادي الثقافي العربي» بالمناسبة، فأحيا سهرة فنية طربية في مركزه في بيروت ــ الحمراء، حضرها حشد من متذوّقي الفن الرفيع، وقدّمت خلالها الفنانة غادة فتوني باقة من أغاني الراحلة، على أنغام الموسيقار الدكتور نبيل جعفر.

صدحت غادة فتوني بصوتها القريب جداً من صوت الراحلة، وأنشدت أجمل أغانيها، من ميجانا وفلكلور ودلعونة... فتفاعل معها الجمهور بحماسة. تعشق غادة صوت «الصبّوحة» منذ طفولتها، وعن ذلك تقول: «تمثل لي الفنانة صباح نجمة الليل وأريج الصباح. لقد ترعرعت على صوتها، وكان غذاءً لروحي. علّمني صوتها كيف أغنّي... لقد غنّيت الليلة أجمل أغاني الصبّوحة، وكم شعرت بالعزّة والسعادة في هذه اللحظات الطيبة. وما أسعدني أكثر هو أن صاحبة الذكرى لا تبدو غائبة أبداً، بل حاضرة لا تغيب. أغانيها تستحضرها وترفع من شأن حضورها، بل تزداد حضوراً كلما أوغلت في الغياب. أليست هذه السهرة هي مساحة الحضور التي تتسع، ولا أمل لأن تضيق وتنحسر؟».

كل ما غنّته الراحلة «الشحرورة» وأنشدته يجسّد الحب والوطن والإنسان. وفي ذكرى غيابها لا يفتقدها وطنها ولا جمهورها، بل تحضر الغائبة، ويستحضرها جمهورها أكثر. فما زالت أغانيها في مرمى السمع والبصر. تحضر الشحرورة ولا تغيب مهما أوغل الزمن بفصلها عن حاضرنا. الموت غيّب جسدها، لكنه استحضر روحها وصورتها، جعلها في كل ذوق تحلّ، وفي كل آهٍ تطل، مثل عروس في البهجة الكبرى.