Home Page

'إذا أردنا التقرّب من الطفل، علينا أن نصبح أطفالاً أحيانًا'

رعاية الطفل / الأطفال, قضية / قضايا الطفل / الأطفال, الأم والطفل, طفل / أطفال, مشكلة / مشاكل عاطفية, عبارة, عبارة استوقفتني

21 فبراير 2013

«إذا أردنا التقرّب من الطفل، علينا أن نصبح أطفالاً أحيانًا»
رواية الجدّة- بوزينا نيمكوفا

 

هذه العبارة للأديبة التشيكية بوزينا نيمكوفا تعكس الكثير من الأمور التي على الأهل التفكير فيها، في تعاملهم مع أبنائهم أطفالاً كانوا أو مراهقين.
فعلم نفس الطفل يشير إلى أن غالبية الصعوبات التي يواجهها الأهل مع أطفالهم، تعود إلى عدم قدرتهم أحياناً على معرفة ما يدور في خلد هذا الطفل الصغير أو ما الذي يزعجه و يجعله غاضباً، فيحدث سوء فهم مما يوتر العلاقة بينه وبين والديه.
فغالبًا ما ينسى الأهل تاريخهم الشخصي وينسون أنهم في يوم من الأيام كانوا أطفالاً، وقاموا بأمور ربما تثير غضب الراشدين.
فكم مرّة نسمع مثلاً أمًا توبّخ طفلها لأنه لم يسمح لطفل آخر باللعب بألعابه، فهي بدل أن تعرف مبرّراته تتهمه بالبخل، في حين أن عليها أن تضع نفسها مكانه وتتذكّر طفولتها وما كانت تشعر به حين كانت تحاول إحداهن اللعب بدميتها المفضّلة.

صحيح أن تقرّب الراشد لا سيّما الأم والأب من الطفل والتودد إليه يساعدان في نموّه النفسي وتطوّره العاطفي، إلا أن ذلك يتطلب في كثير من الأحيان أن يضع الوالدان نفسيهما مكانه ويحاولان التعامل معه على أساس أنه طفل وكائن إنساني مستقل، ويحاولان قدر الإمكان أن يتحقّقا مما يدور في خلده.
فمثلاً إذا دعت الطفلة والدتها إلى حفلة شاي افتراضية، فعلى الوالدة ألا تدخّل في مخطط لعبها من خلال تعديل قواعد اللعبة، بل عليها مجاراتها في ادعاءاتها حين تجلس إلى طاولتها الصغيرة لشرب الشاي، فهي بذلك تُشعر طفلتها بأنها شخص مهم مما يعزّز العلاقة الودّية بينهما، وبالتالي تستطيع أن تعرف ما يدور في خلد طفلتها من خلال اللعب.

من المعلوم أن المحيط الخارجي بكل مكوّناته يشكّل لغزًا كبيرًا للطفل، يحاول اكتشافه وتقويمه وغالبًا ما يشعر بالحذر منه وأحيانًا بالخوف، خصوصًا عندما يحاول الراشدون اقحامه فيه بالقوّة، فمثلاً عندما يجبر الوالد طفله على القفز في الماء، فيستهزئ به إذا أبدى هذا الطفل خوفه لأنه يرى البحر ماردًا مائيًا يبتلعه، وبالتالي يظن أن والده يريد التخلص منه لأنه يرميه في الماء، فيما يظن الوالد أنه يلاعبه وبأنه بهذه الطريقة يتقرّب منه، وقد نسي هذا الوالد أنه عندما كان في سنّه كان يرى كل شيء كبيراً جدًا ومخيفاً.
لذا كما قالت نيمكوفا أفضل وسلية للتقرب من الطفل هي أن نحاول نحن الراشدين أن نصبح أحيانًا أطفالاً، ولكن ليس طوال الوقت فالطفل في حاجة إلى القواعد التي يضعها الأهل لأنها تُشعره بالأمان.