«مات قيس وبقي المجنون»...

زينب مرعي الضاوي, دار النهار

20 مايو 2009

الكتاب: «مات قيس وبقي المجنون»

الشاعرة: زينب مرعي الضاوي

الناشر: «دار النهار»،٢٠٠٩

ماتت زينب مرعي الضاوي وبقيت قصائدها حيّة... وقدر الشعراء أن يموتوا وتبقى كلماتهم نابضة دوماً. فبعد مرور عام على رحيل الشاعرة اللبنانية زينب مرعي الضاوي صدر ديوانها الأخير الذي كتبته ولم توقّعه عن دار «النهار» تحت عنوان «مات قيس وبقي المجنون».لعبة «الموت» و«البقاء» حضرت في العنوان وكأنّ الشاعرة الراحلة كانت تعلم مُسبقاً أنّها ستخوض مغامرة الموت والبقاء من خلال ديوانها الذي بقي رغم موتها.وما يحصل عند قراءة قصائد هذا الديوان يحصل عادةً بعد قراءة كلّ قصيدة لأي شاعر رحل قبل أن يقرأها هو في صيغتها النهائية. فالكلمات تغدو أقوى والمعاني أعمق والإحساس أعلى.
عمدت الشاعرة في ديوانها الأخير إلى صك عقد صلح أبدي بين «الكوني» و«الإنساني»، فجاءت الأبيات غنية بالصور البلاغية الطبيعية التي تتكاثر مُحدثةً عرساً جماعياً للإحتفاء بالطبيعة سواء كانت ماءً أو ناراً: «روافد النار»، «على قيد الماء»، «النهران»، وكذلك بالطبيعة والإنسان معاً «أنثى اللهب»، «الموءودة» وغيرها...
وتُعدّ هذه الصور البلاغية إلى جانب الموسيقى الداخلية للأبيات من أهم المولدات لديناميّة الأبيات.الكون في ديوان «مات قيس وبقي المجنون» إذاً موحّد، والأرض ترقص مع الفضاء بتناغم وانسجام بالغين في أكثر من قصيدة. كما أنّ الإنسان يتكلّم مع التراب والهواء في «سواتر»، وكأنّ الشاعرة أرادت الدلالة على أنّ التداخل أو بمعنى أصحّ الإتحاد بين الإنساني والكوني وحده القادر على إيجاد «إنسان» قادر على فهم ماهية الحياة.

ومن قصيدة «ماء الفرد»:

«الماء أنا

وأنت البحر

والشاطئ

وأنا...

حبّة الرمل

وما أدراك

ما حبّة الرمل؟

حبّة تكفي

لشاطئ،

وقطرة عشق

خيرٌ من ألف

نهر».