مجموعتان قصصيتان لإميلي نصر الله
إميلي نصر الله, ياسمين جمال, آثار نفسية, رحلة إلى الفضاء, مهرجان سينما الذاكرة المشتركة المغربي, رحلة فوق النيل, وصارت الصخور فراشات, قصة
26 مايو 2009الكتاب الأول تتخذ الرحلة فيه بعدين أساسيين: داخلي وخارجي، الرحلة بمعناها البسيط الدارج، والرحلة بمعناها العميق حيث الغوص في النفس الإنسانية لتعريتها وكشف المخبوء فيها بغية فحصه ومعرفة مساربه. إنها أوراق رحلة غير منسية إطلاقاً، لأنها مستيقظة باقية دائماً في أعماق الذاكرة، تتحرك فيها الكاتبة في حركة متموجة هادئة سلسة، تتغلغل إلى الأعماق في رهافة حس وفيض نفسي صافٍ دافق، فتبدو كمرتحل إلى جزيرة ساحرة المنظر، بهية الملامح لا تسمع فيها إلا كل نغم عذب، إنها رحلة تقع في سبع قصص وثمانين صفحة، رسم غلافها الفنان محمد حجي.
الكتاب الثاني «وصارت الصخور فراشات» فيتكوّن من ثلاث قصص طويلة نسبياً في 65 صفحة هي: غابة الزيتون، وصارت الصخور فراشات، خطوط الوهم الرائعة. وتتناول مفهوم الجمال الذي تحاول التماسه في كل ما يحيط بنا، فهو يضع بصماته على الأشياء الموجودة حول الإنسان. والمجموعة مزودة برسوم رقيقة جذابة تعبر عن المضمون الكلّي للكتاب وترسخ مفهوم الجمال في ذائقة القارئ رسمتها هنادي سليط وبغلاف وإخراج داخلي للفنان التشكيلي صلاح بيصار.تتراوح القصص بين الحديث الذاتي الهامس، وقبول الآخر في علاقة تناغمية، وفي أحد أبعادها الخفية تحترم وتحثّ بل تقدس العمران والإنجاز البشري كرسالة أولى للبشرية، تتوارثها جيلاً بعد جيل. وفي هذين الكتابين توسع إميلي نصر الله دائرة كتابتها، فتفتحها على عوالم أكثر غنى وتعدداً، وشرائح مختلفة من القراء.