تقليص أيام الدراسة.. بوابة إصلاح التعليم

18 أبريل 2018

"أذكر شكلي جيداً وأنا طفل قصير القامة أحمل حقيبتي الثقيلة على ظهري، كل يوم في السادسة صباحاً، لأسير بها نحو 600 متر، ذهاباً إلى المدرسة، ستة أيام في الأسبوع، كنت بالفعل أعاني”.
فتوح شعبان علي

هكذا كتب المهندس المدني أحمد إبراهيم، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، مضيفاً: "كنا ننتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر، كالسجين الذي ينتظر الإفراج عنه، وكانت فرحتنا بيوم العطلة الرسمية توازي فرحتنا بذكرى السادس من تشرين الأول (أكتوبر)، أو عيد تحرير سيناء، وتعادل فرحة الوصول إلى المباريات النهائية في كأس العالم مثلاً".

بغض النظر عن مدى جودة التعليم، فإن الكثير من الأطفال لا يحبون المدرسة ونظامها الذي يقوم على ستة أيام في الأسبوع، وسبع حصص يومياً، مدة كل حصة منها تقارب الساعة، أي أنهم يمضون نهاراً كاملاً في المدرسة.

ودعا العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى تغيير أساليب التعليم، واعتماد الحديثة منها، مشيرين إلى أن العطلة الأسبوعية ينبغي أن تكون ثلاثة أيام بدلاً من يوم أو يومين.

تلك الدعوات جاءت متماشية مع ما خلصت إليه دراسة أميركية نُشرت في وقت سابق في المجلة العلمية Education, Finance and Policy كشفت عن أن تقليص عدد أيام الدراسة إلى أربعة أيام فقط، أي الحصول على ثلاثة أيام إجازة أسبوعياً، يؤثر إيجاباً على التحصيل الأكاديمي لطلاب المدارس ويزيد من درجاتهم في الاختبارات المختلفة.


وعدد تقرير نشره موقع
"amerikanki" خمس فوائد لتقليص عدد أيام الدراسة في الأسبوع إلى أربعة أيام فقط، وهي كالتالي:

1 - المكاسب الأسرية
حين تكون عطلة الأسبوع ثلاثة أيام، تكون الفرصة أكبر لإنجاز مهام أكثر، بخاصة لدى الطلاب الكبار الذين يساعدون أهاليهم في الأعمال المختلفة، ويساعدهم أيضاً ذلك في اللحاق بمواعيد زيارات الأطباء أو الأقارب وغير ذلك، وهو ما يجنب الطلبة ضغطاً حياتياً إضافياً.

2 - تعويض الوقت
بعد جعل الأسبوع الدراسي أربعة أيام فقط، سيتم مد وقت الحصص، وهذا معناه تعويض أوقات انتظار جلوس الطلبة، وإخراج أدواتهم، والوقت الضائع بين الحصص، وهو ما يعني تحصيلاً أكبر، إذ أثبتت دراسات أن كل أسبوع في حال كانت الدراسة خمسة أيام، يضيع فيه نصف يوم من دون فائدة.

3 - توفير التكاليف
أن تصبح المدارس والأبنية التعليمية خارج الاستخدام ثلاثة أيام في الأسبوع، هذا يعني توفير موارد مثل الكهرباء والماء، والحفاظ على أساسيات المدارس، علماً بأن تلك الفائدة قد تكون غير منطقية حين تكون غالبية المدارس والمباني الحكومية لا تطفئ أنوارها ليل نهار حتى أيام العطلات، بسبب الإهمال.
وعلى الجانب الآخر، يستفيد أولياء أمور الطلاب من الأمر، بتوفير تكاليف النقل، وإراحة مركباتهم وتقليل أعطالها.

4 - ميزانيات العمل
يتيح الأسبوع الدراسي الذي يمتد لأربعة أيام فقط فرصة أمام المدارس من أجل تخفيض ميزانية العمل، فتصبح المدارس بحاجة لعدد أقل من المعلمين والموظفين وعمال الصيانة.

5 - جودة التعلم
طُبق الأسبوع الدراسي أربعة أيام على المدارس في بعض الدول مثل الولايات المتحدة، ولاحظ باحثون أن درجات اختبار الطلاب لم تقل، وأن أدائهم ازداد على رغم قصر الأسبوع.
وتحاول الأجيال الكبيرة حالياً إيجاد فرص أفضل وتعليم أفضل لأبنائهم، عبر تجنيبهم ما عانوا هم منه أثناء دراستهم، يريدونهم أن يحبوا التعليم والدراسة، لا أن يصبح الذهاب إلى المدرسة نوعاً من العقاب بالنسبة للطالب.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"