لمناسبة بلوغ الناقد الدكتور صلاح فضل الثمانين عاماً، أصدرت الدار المصرية - اللبنانية، أحدث مؤلفاته بعنوان "أنساق التخييل الروائي"، وهو يقع في سبعة أقسام: "التخييل الذاتي"، "التخييل الجماعي"، "التخييل التاريخي"، "التخييل الأسطوري"، "التخييل الفانتازيا"، "التخييل البصري والمشهدي"، و"التخييل العلمي".

ويرى صاحب الكتاب أن الرواية قد أصبحت "ملاذ الموهوبين فيها جميعاً، يلجأ إليها المبدعون في الشعر والموسيقى والرسم والسينما، ليحيلوا الأحداث التي مروا بها والتجارب التي عانوها، إلى سياقات سردية منتظمة".

ويرى – أيضاً - أن قيمة الأعمال الإبداعية لا تتحدد "وفقاً لطبيعة الوقائع أو المحكيات التي ترويها، مما كان يسمى بالمضمون مباشرة، بل تكمن على وجه التحديد في الأساليب والتقنيات والوسائل الجمالية الكفيلة بتمثيل نبض الحياة ومنظومة قيمها في الأدب".

وحازت غالبية الروايات التي تناولها الكتاب، جوائز مصرية وعربية مرموقة، وأثارت جدلاً ونقاشاً واسعين بين القراء والنقاد، وصار بعضها يمثل علامات بارزة في عالم السرد، وحقق مبيعات غير مسبوقة في عالم الرواية المعاصرة. وقد احتفى الدكتور صلاح فضل بأسماء تنشر رواياتها للمرة الأولى، كما نوَّع جغرافية الكتابة، حيث اختار لكتابه المهم روايات من عديد من الأقطار العربية: مصر، اليمن، سورية، لبنان، الكويت، العراق، المغرب، تونس، الإمارات، السعودية، السودان، الأردن، وفلسطين، بحيث يندر أن غاب قُطْر عن مشهده النقدي في هذا الكتاب.

ويقول الدكتور فضل: "تفجرت ينابيع الإبداع الروائي العربي في كل المناطق التي كانت شبه قاحلة أو قاصرة، امتصت نسغ الحياة من أنابيب الثقافة العربية المستطرقة في اللغة وثورة الاتصالات".

ومن أبرز الأسماء الروائية التي تناولها الدكتور فضل في كتابه: جمال الغيطاني، إلياس خوري، إسماعيل فهد إسماعيل، إبراهيم عبدالمجيد، إبراهيم أصلان، صنع الله إبراهيم، وصولاً إلى محمد برادة، رؤوف مسعد، رشيد الضعيف، أشرف العشماوي، عمَّار على حسن، سلوى بكر، مكاوي سعيد، ناصر عراق، وشكري المبخوت.

ومن بين 52 روائياً، درس الدكتور فضل أعمال تسع كاتبات، وهن: عالية ممدوح، إنعام كجه جي (العراق)، لينا هويان الحسن، شهلا العجيلي (سورية)، سلوى بكر، ضحى عاصي، إقبال بركة، رشا سمير (مصر)، وبسمة الخطيب (لبنان).