السوشال ميديا تصيب مستخدميها بـ "الحسد الإلكتروني"

15 مايو 2018

يستخدم ثلاثة بلايين شخص، أي حوالي 40 في المئة من سكان العالم، وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، وينفق الفرد ما معدله ساعتان كل يوم في المشاركة والإعجاب والتغريد وتحديث هذه المنصات، ويطلق المغردون يومياً  حوالى نصف مليون تغريدة، ويتم مشاركة صور "سناب شات" كل دقيقة، وفقًا لبعض التقارير المنشورة في موقع "غلوبال ويب انديكس" في العام 2017.
ميس حمّاد


إلا أن دراسة علمية كشفت عن جانب سلبي لهذا التواصل. وشملت الدراسة 600 شخص، وتوصلت إلى أن ثلث العدد تقريباً يعتقدون بأن وسائل التواصل الاجتماعي جعلتهم يشعرون بالعواطف السلبية، ومنها الإحباط والحسد.

وجاءت تلك المشاعر لدى المشاركين في الدراسة من خلال مقارنة حياتهم بآخرين ، وكان السبب الأكبر في ذلك هو صور سفر الأشخاص الآخرين، ما تسبب بالإحساس بالحسد أو ما يعرف بـ"دوامة الحسد". ويتفاعل الناس مع الحسد من خلال إضافة المزيد من المحتوى نفسه، ما يجعل متابعيهم  يشعرون بالغيرة في المقام الأول.

ومع ذلك ، فإن الحسد ليس بالضرورة عاطفة مدمرة. فغالباً ما يمكن "أن يجعلنا نعمل بجد"، وفقاً لدراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة "ميتشيغان" وجامعة "ويسكونسن-ميلووكي"، إذ طلبوا من 380 طالباً أن ينظروا إلى صور ونصوص على موقعي "فايسبوك" و"تويتر"، بما في ذلك المشاركات حول شراء البضائع باهظة الثمن، والسفر. لكن نوع الحسد الذي وجده الباحثون هو "حسد حميد" ، على الأرجح يجعل الشخص يعمل بجدية أكبر، بحسب موقع  BBC Future

يحدث الحسد في وسائل التواصل الاجتماعي عندما يغار الشخص من نمط حياة شخص آخر، كما يتضح من خلال أعين وسائل الإعلام الاجتماعية. الخبر السار وفقاً لمقال نشره موقع (Inc)، أن ما يشعر به الشخص من حسد أو غيرة هي مشاعر طبيعية تماماً. فمن الصعب أن تشعر بالسعادة لزفاف شخص وأنت تجلس وحيداً أمام شاشة الهاتف أو الكمبيوتر.


الحسد الإلكتروني

وفي وقت سابق، استطلعت المختصة في وسائل التواصل الاجتماعي هبة حسين السمت، آراء المغردين ضمن "هاشتاغ الحسد الالكتروني"، بسؤالها "هل سمعتم عن الحسد الإلكتروني؟" فجاءت الإجابات بأن 46 في المئة أجابوا بـ "نعم"، و 54 في المئة كانت إجابتهم "لا".
وغرّد أستاذ الإدارة الدولية والبشرية في جامعة الملك فيصل محمد دليم القحطاني بضرورة الحذر من "شبكات التباعد الاجتماعي" بحسب وصفه، معللاً بأنها "سبب رئيسي للأمراض، من بينها الحسد الإلكتروني والسحر والعين الإلكترونية". واقترحت رشا خليفة ضرورة "تحصين البروفايل ضد الحسد الإلكتروني".


درء الحسد في "السوشال ميديا"

يشرح كاتب المقال في موقع (Inc) ريهيت بووَر، كيفية درء الحسد في وسائل التواصل الاجتماعي في تسع خطوات، مركزاً على جوانب عدة، منها أن صور الأصدقاء المنشورة عبر السوشال ميديا لا تُظهر الجوانب كافة، بل يتم إدخال إضافات معينة وتعديلات على الصورة لتظهر بشكلٍ يراه الآخرون حقيقياً. ويضيف أنه يجب التذكر بأن الوظائف الاجتماعية لوسائل الإعلام يتم إنشاؤها عادة للحصول على رد فعل من الآخرين، بالإضافة إلى ضرورة الاقتراب من صفحات منصات التواصل الاجتماعية بعقلية مختلفة، ومن الصفحات التابعة لميول واتجاهات المستخدم، والتي تتسم بالإيجابية، والابتعاد عن صفحات المتباهين. كما أن على المستخدم أن يتذكر أنه يمكن أن يجعل حياته مثيرة، ومليئة بالمغامرة والعفوية، حتى يُسِقط عنه شعور حسد حياة الآخرين.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"