الفصل الدراسي الأخير... وفرصة النجاح

ديانا حدّارة 27 مايو 2018

اقترب الصيف، وشارف العام الدراسي على النهاية، ويشعر التلامذة بالرغبة في تقليل الجهد المدرسي. ومع ذلك، فإنّ الامتحان النهائي هو الاستحقاق الأهم الذي على أساس نتائجه يتوّج جهد التلميذ بالترفّع إلى الصف التالي في العام الدراسي المقبل.
فكيف يمكن الأم التفاوض على هذا الاستحقاق الأخير مع ابنها الذي يتوق إلى اللعب في الخارج، وتناول المثلّجات! قد يبدو الأمر صعبًا على التلميذ والأم في آن، فكلاهما بدأ يشعر بالتعب، والشهر الأخير في المدرسة يبدو بالنسبة إليهما دهرًا، وفي الوقت نفسه تجد الأم نفسها ملزمة بمتابعة ابنها الذي يبدو عليه الملل، مما يشعل الشجارات بينهما.
ومع ذلك يمكن الأم الحفاظ على حماسة ابنها للتحضير لامتحانات نهاية العام. وهذه بعض النصائح التي يسديها التربويون إلى الأم.


وضع الأهداف وطريقة تحقيقها
قبل الشروع في الدرس والإعداد لامتحانات آخر السنة، على الأم وضع خطة ذات أهداف واضحة. وكما الراشد، قد يشعر التلميذ الصغير بالإرهاق من حجم المهمة لأنها تبدو مجردة أو غامضة بالنسبة إليه.
ولكن من اللحظة التي تضع فيها الأم أهدافًا محدّدة يمكن تحقيقها مع الطفل، سيتمكن هذا الأخير من تقديم أفضل ما لديه.
عليها في البداية معرفة ما هي نقاط ضعفه؟ هل يواجه صعوبة في حفظ المواد «عن ظهر قلب»! إذا كان الأمر كذلك، فهناك الكثير من الأشياء المتاحة له. يمكن عمل البطاقات التي تلخّص النقاط المهمة لموضوع الدرس. ومن ثم يمكنه قراءة الدرس بصوت عالٍ.
أمّا الأم فيمكنها مساعدته في المراجعة من خلال طرح الأسئلة عليه. الشيء المهم هو وضع القليل من الحيوية في فترة الفروض المنزلية، فالمسألة الأساس هي إبقاء التلميذ محفزًا يومًا بعد يوم. وبهذه الطريقة، سيكون قادرًا على المثابرة والاستمرار في تقديم الجهد حتى آخر يوم من العام الدراسي.
أمّا إذا كان يعاني صعوبة في فهم الموضوع، ويجد نفسه أمام جدار مسدود، وإذا كان يشعر بأنه غير قادر على حلِّ مشاكله بنفسه، وفي المقابل تشعر الأم بالعجز، فقد يكون من المفيد تعيين مدرّس يمكنه اكتشاف العقبات التي تمنعه من المضي قدمًا.

لم يفت الأوان لتغيير عادات إنجاز الدروس
قد يتبنّى التلميذ منذ بداية العام عادات درس بعضها جيد وبعضها الآخر سيئ. ومع ذلك لا يزال هناك ما يكفي من الوقت لتغيير العادات السيئة. فهل يتناسب الواجب المنزلي مع روتين العائلة؟ هل ينجز فروضه في مكان عمل حيث يتم فصله عن الإلهاءات اليومية؟ غالبًا ما يشعر التلميذ الصغير بالأمان لدى وجود شخص بالغ يتابع معه إنجاز فروضه، بينما يفضّل التلامذة في سنّ المراهقة الخصوصية، وينجزون فروضهم في ركن خاص بهم. ولكن، من يدري! ربما يكون الصغير هو الاستثناء، ويرغب في إنجاز فروضه في غرفته أو في مكان منعزل في البيت.

البحث عن سبب غياب الحافز
المرحلة الأخيرة، والاختبارات النهائية هي الأهم في السنة الدراسية. ومع اقتراب التقييمات، سيواجه بعض التلامذة الصغار الأكثر ضعفًا صعوبة في التغلب على التوتّر الذي يعانونه.
لذا يجدر بالأم الانتباه لسلوك طفلها في الأسابيع الأخيرة من العام الدراسي. هل تغير مزاجه؟ هل حاز الكثير من المتعة في وقت فراغه مع أصدقائه؟ قد تشير هذه التغيرات في السلوك إلى أن الطفل فقد الحافز في المدرسة، أو حتى بعضًا من تقديره لذاته. إنّ فرض نظام عسكري دون مرونة لن يحسّن الوضع، بل سيعقّده!
وفي كل الحالات، سواء كان التلميذ يعاني مشكلة كسل صغيرة أو لديه مشكلة أكثر تعقيدًا، فإن الشيء المهم هو أن تكون الأم حاضرة لتقدّم له المساعدة في العثور على الوسائل التي سيحقق بها أهدافه، وليس استكمال واجبه المنزلي بدلاً منه. كل من يعرف كيف يصطاد هو أفضل إعدادًا من الشخص الذي تُقدّم له الأسماك!

من الفشل إلى النجاح... هل هذا ممكن!
كل شيء ممكن بحلول نهاية العام الدراسي بعد استراحة الربيع، يبدأ الطلاب في الأسابيع الأخيرة من العام الدراسي. بالنسبة إلى الجزء الأكبر منهم، كل شيء تحت السيطرة، هم فقط في حاجة للحفاظ على الوتيرة نفسها. غير أن آخرين في وضع غير مستقر. لحسن الحظ، لم يفت الأوان للعودة إلى المسار الصحيح.

 عدم تحويل الفشل إلى دراما
الجميع يجد نفسه في يوم من الأيام في حالة من الفشل. حتى إذا كان الفشل يجعلنا نعاني مشاعر سلبية مثل الغضب أو الحزن، فإنّ الشيء المهم هو تعلّم قبوله والذهاب إليه.
ولمساعدة التلميذ الذي واجه الفشل خلال عامه الدراسي، ويشعر بأن ما من فائدة لبذل جهد في نهاية العام، يمكن الأم إخباره عن فشل واجهته، عندما فشلت في امتحان الرياضيات مثلاً في الصف الثاني ثانوي، أو عندما لم تحصل على الوظيفة التي تريدها، ثم تشرح له بشكل وافٍ كيف تغلبت على هذا الفشل. وهكذا، سوف تطمئنه إلى فرصه في النجاح.


 تقييم أدائه خلال العام

يمكن الفشل أيضًا أن يحقّق نتائج إيجابية، لأنه يسمح بإعادة النظر في استراتيجياته التعليمية أو الشعور بالتنظيم.

• ما الذي يجعله يحصل على درجة واحدة أو درجات متدنيّة؟

• هل درس بما فيه الكفاية؟

• هل قام بأداء واجبه باجتهاد؟

• هل يطرح أسئلة على معلمته أو أصدقائه عندما لا يفهم؟

• هل كان مستعدًّا كفاية في يوم الامتحان؟

• هل كان شديد التوتر خلال الامتحان؟

• هل نفد الوقت قبل إنجاز أسئلة الاختبار؟

• فمن إجاباته ستتمكن الأم من وضع خطة درس جديدة له.

                        
في ما يأتي بعض الاقتراحات، حسب عناصر العمل.

• الطلب من مدرّسه الحصول على شروح لاستيعاب المفاهيم التي تبدو صعبة.

• طلب المساعدة من معلمه أو أصدقائه.

• بذل المزيد من الجهد، والإعداد، وكتابة الملاحظات الصفيّة كل يوم.

• كتابة الملخصات أو الأسئلة والأجوبة.

• مراقبة واجباته خطوة خطوة وبشكل متواصل.

• طلب تمارين إضافية، من أجل إتقان المواد.

• وضع لائحة بكل المفاهيم التي يصعب عليه فهمها، سيكون من المشجع حلّها الواحد تلو الآخر عند فهمها.

• النوم بما فيه الكفاية.

• التمرّن كل يوم.

• تناول الطعام بشكل جيد.

• ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس، واليوغا، والتأمل... لإزالة التوتر والسيطرة على الإجهاد.          


وأخيرًا، على الأم أن تتذكر أن معلم طفلها هو أفضل حليف لها، لذا يمكنها تحديد موعد معه، إما لعقد اجتماع عبر الهاتف أو وجهًا لوجه... هو بالتأكيد سيكون قادرًا على إعطائها نصيحة قيّمة. فالهدف النهائي هو نجاح الطفل.