التنبؤ بالعنف المدرسي.. ممكن حالياً

24 مايو 2018

تنامت ظاهرة "العنف المدرسي" بشكل مقلق في الفترة الأخيرة، والدليل على ذلك الأرقام والإحصائيات التي تُنشر بين الحين والآخر حول عدد الضحايا، وكذا العدد الكبير للمؤتمرات والملتقيات التي تُقام في مختلف دول العالم للتوعية والتوجيه بخصوص هذه الظاهرة.
كريمة هادف


أرقام مقلقة
في الجزائر مثلاً، سُجلت 90 حالة عنف داخل المؤسسات التربوية منذ بداية السنة الجارية، أسفرت عن 230 ضحية و99 متورطاً، حيث يُعد العنف الجسدي واللفظي الأكثر انتشاراً في الوسط المدرسي.
وبخصوص الأسباب التي تقف وراء تزايد الظاهرة، فإن المختصين يرجعونها إلى عوامل كثيرة تتعلق بالمحيط والأسرة والشخص في حد ذاته. وحسب ما قالته الخبيرة في علم الاجتماع، فضيلة قروج، في تصريحات صحافية، فإن سبب تزايد العنف مرده إلى اكتظاظ الأحياء السكنية وعدم وجود متنفس للأطفال والمراهقين وتزايد الضغوط عليهم، إضافة إلى تلقيهم مشاهد العنف باستمرار، سواءً من خلال شاشات التلفزيون أو الهواتف الذكية، في الوقت الذي غابت فيه الرقابة الأسرية.
ومن أجل الحد من الظاهرة، اتخذت السلطات الجزائرية والمجتمع المدني جملة من الحلول، منها إنشاء 50 فرقة لحماية الطفولة تابعة للأمن الوطني، تستقبل شكاوى الأطفال المعنَفين، ومن ثم تتخذ الإجراءات اللازمة، فيما توفر كذلك شبكة "ندى" المعنية بالدفاع عن حقوق الأطفال المرافقة النفسية للأطفال ضحايا العنف، سواءً في المدرسة أو في الشارع أو حتى داخل الأسرة.


إجراءات محتشمة
غير أن مثل هذه الإجراءات تبقى غير كافية في الوقت الراهن مع تزايد العنف وتطوره من لفظي و جسدي إلى حد استعمال الأسلحة البيضاء، كما أن هذه الإجراءات تتم بعد حدوث حالات العنف، وصار من الضروري الآن التفكير في حلول أخرى لتفادي الوصول إليه، والتنبؤ بالعنف قبل وقوعه لتفادي النتائج السلبية على التلاميذ في الوسط المدرسي.
وهذا الأمر ممكن حالياً، إذ ظهرت دراسة تجريبية حديثة تشير إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلاب الأكثر ميولاً لارتكاب العنف المدرسي.
وذكر الطبيب النفسي درو بارزمان، قائد فريق البحث الذي نُشر في مجلة "Psychiatric Quarterly" أنه قام بتقييم سلوك 103 من التلاميذ المراهقين في 74 مدرسة تقليدية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتم التركيز على الأفراد الذين لديهم تغيير سلوكي كبير أو طفيف أو عدواني تجاه أنفسهم أو الآخرين.


الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالعنف
وبينت نتائج الدراسة وجود اختلاف كبير في مجموع الدرجات بين المجموعات "عالية الخطورة" و"منخفضة الخطورة"، وحققت خوارزمية التعلم الآلي التي طورها الباحثون نسبة دقة قدرها 91.02 في المئة، وهي النسبة التي اعتبرها العلماء ممتازة إذا ما تم استخدامها للتنبؤ بمخاطر العنف المدرسي، وارتفع المعدل إلى 91.45 في المئة عند إضافة البيانات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية.
في السياق نفسه، يقول الدكتور ييزهاو ني، وهو عالم حواسيب في قسم المعلوماتية الطبية الحيوية وأحد المشاركين في الدراسة، إن "خوارزمية التعلم الآلي القائمة بنيت فقط على مقابلة المشارك دقيقة واحدة، لا سيما في تقييم مستويات المخاطر، كتقييم كامل من قبل فريق البحث"، مضيفاً "هدفنا النهائي نشر استخدام تكنولوجيا التعلم الآلي في المدارس لاستخدامها بشكل أكثر فعالية لمنع العنف المدرسي".


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"