Home Page

الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق

لؤلؤ / لآلئ, إذاعة صوت الخليج, قناة دبي المائية, مهرجان قطر البحري, عبد العزيز إبراهيم آل إسحاق, قناة الحرة, حمد بن عبد العزيز الكواري, بيت الحكمة, قناة الجزيرة, صحيفة الوطن القطرية, صحيفة الراية, إذاعة مونتي كارلو, مجلة لها

16 مارس 2010

كان على حق حين قال إن جيل اليوم بغالبيته يظن أن إبن رشد وإبن خلدون هما رجلا دين فقط. فالثقافة العربية باتت هشّة بعد أن شابتها «ثقافات الوجبات السريعة». لكن إيمانه بالماضي والحقيقة ساطع بهوية العروبة التي تطبع بها قطر ثقافتها الناهضة تزامناً مع إختيار قطر عاصمة للثقافة العربية ٢٠١٠. هو الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق مدير تحرير مجلة «العاصمة» الثقافية التي خطّت غلافها ريشة الطائر التي كان يستخدمها الكتبة والخطاطون الأوائل لكتابة القرآن الكريم والأحاديث النبوية والدواوين وزخرفة الفن الإسلامي. هو نجم إعلامي خبر المنبر المكتوب والإذاعي والمرئي والمسموع، محققاًً رصيداًً مهنياًً محترفاًً، حتى وصف أنه يُسمع ويُقرأ وكأن المرء يراه. «لها» إلتقته وسط زحمة، وكان سرد عن مخزون قطر الثقافي للعام ٢٠١٠، والذي اعترض بخصوصية مجتمعه أنوثة بعض الأقلام الصحافية.  


- عبد العزيز آل إسحاق إسم قطري في عالم الصحافة إنتقل أخيراً إلى موقع الإعلام الإداري، ماذا عن بداية مشوارك المهني؟
لقد مارست العمل الإعلامي عبر الصحافة والإذاعة والتلفزيون منذ عشر سنوات. كانت البداية مع جريدة «الوطن» القطرية حيث عملت محرراًً في صفحاتها الرياضية، ثم إنتقلت إلى جريدة «الراية» التي أصدرت والزملاء فيها ملحقاً أسبوعياً بعنوان «إستراحة الراية»، متخصصاً في المنوعات والترفيه.  دخلت لاحقاً إذاعة «صوت الخليج» التي شاركت في تأسيسها، وهي إذاعة متخصصة في الفن والرياضة. بعد خمس سنوات من العمل الإذاعي، قدّمت أكثر من برنامج في تلفزيون قطر أفكارها قائمة على المزج بين عالمي الرياضة والفن. وخلال مشواري التلفزيوني والإذاعي تعاونت مع العديد من القنوات كـ «الحرة» الأميركية و«دبي» وإذاعة «مونتي كارلو». كما راسلت مطبوعات عربية عدة منها مجلة «العربي اليوم» المصرية ومجلة «الصقر» القطرية. عقب ذلك، إتجهت إلى العمل الإداري في مكتب وكيل وزارة الثقافة مبتعداً عن الإعلام المهني المباشر، إلى أن تسلمت إدارة مكتب وزير الثقافة والفنون والتراث معالي الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري. ترأست من بعدها قسم الإعلام والبروتوكول في مهرجان قطر البحري، وتحضيراً لإحتفاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية ٢٠١٠ كلّفني الوزير الكواري أن أكون عضواًً في اللجنة الإعلامية ورئيساًً للجنة العلاقات الإعلامية، بالإضافة إلى كوني مدير تحرير المجلة الشهرية «العاصمة». وهي المجلة المرافقة لنشاطات إحتفالية الدوحة طوال عشرة أشهر.

- كيف تم التحضير لإصدار هذه المطبوعة وهل ستنتهي صلاحياتها بعد عشرة أشهر من الصدور؟
إرتأينا خلال إجتماعات اللجنة الإعلامية للإحتفالية ضرورة توثيق فعالياتها. بالتأكيد الصحف اليومية تسلط الضوء على النشاطات الثقافية، لكننا فكرنا في إصدار مطبوعة توثق ما سبق وما سيأتي خصوصاًً أن الإحتفالية عشرة أشهر ومن الصعب إصدار جدول يضم كل الفعاليات. فكانت المجلة قراراً موفقاً بالنظر إلى حجمها المتوسط  وشمولها. هي ملخص لما فات وعرض ولما سيأتي، يمكّن القارىء داخل قطر وخارجها من الإطلاع على العناوين الثقافية والفنية ستشهدها الدوحة. قدمنا المشروع إلى الوزير الذي أعجب بالفكرة، وكانت الإفتتاحية كلمته بعنوان «العاصمة» معتبراً أن المجلة خطوة أولى نحو تخليد هذه الإحتفالية ومبدياً رغبته في أن يستمر صدورها ما بعد عام ٢٠١٠ ليظل إسمها يذّكر بالمناسبة العزيزة، مناسبة عيد الثقافة الحقيقي.

- لم حرّرت ثقافة المجلة أقلام ذكورية؟  
كفريق عمل لا نفرّق بين إمرأة ورجل، إن لم يكن العنصر النسائي حاضراً بالكلمة فهو طاغٍ في اللجنة المنظمة. لقد أجرينا في العدد الأول من المجلة لقاءين موسعين مع الفنانة نادية المضيحكي، وهي رئيسة لجنة الفنون البصرية، والدكتورة مريم النعيمي رئيسة لجنة الندوات والمحاضرات. من جهة أخرى، أود أن أشير إلى أن العدد أبصر  النور بعد خمسة أيام من التحرير والتحدي للنجاح في توزيعه في حفلة الإفتتاح. لكن في المرحلة المقبلة ستنضم أسماء جديدة إلى هيئة التحرير. إن لم تكن المرأة حاضرة في أسرة التحرير فهي الجهاز الذي يدير المجلة ويؤمن التواصل مع وسائل الإعلام والكتّاب.

- ألن يكون إسم المجلة عائقاً مستقبلياً إثر إنتهاء فعاليات قطر لعام ٢٠١٠ وموجهاًً لمسارها الرسمي؟
يحتمل هذا الأمر لو كنا أطلقنا على المجلة إسم «عاصمة الثقافة» أو «عاصمة  ٢٠١٠». لقد طرحنا رمزية العنوان في إجتماعات اللجنة وكانت هناك خيارات عدة إلاّ أن كلمة «العاصمة» لها حضور قريب من النفس فهي المركز. على سبيل المثال مجلة «لها» تُشعر المرأة كأن المجلة هدية لها. كما أن هذا العنوان يمثل هدف المجلة في أن تكون مقصداً ثقافياً للمثقفين العرب، عاصمة دائمة  للكتّاب واللقاءات، سواء أدرنا دفة الحوار أو تشرّفنا بمقالاتهم في مختلف الدول العربية. لقد نفد العدد الأول بتوزيعه على ضيوف المهرجان لكننا سنحرص إدارياً على إيصال العدد الثاني إلى كل مثقف وإعلامي عربي في الوطن العربي عبر صندوق بريده الخاص أو مقر عمله.

- قدّمتم في العدد الأول عنوان إفتتاحية المهرجان عبر الإسقاط القطري للعمل الثقافي العربي أوبريت «بيت الحكمة»، فهل سيحظى إبهارها المشهدي المسرحي بطرح موسع؟ 
 سنفاجىء القراء في العدد الثاني بتناول شامل لأوبريت «بيت الحكمة» يسلط الضوء على تفاصيل لم تسردها أي صحفية أو مجلة. سنتوارى في الكواليس لطرح الصعوبات التي واجهها فريق العمل وكيفية تغلّبه عليها بإيجابية وسلبية. لقد أثّر هذا العمل فينا كقطريين لأنه جسّد رؤية سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بتحويل الدوحة إلى مدينة الحكمة. وقد يكون أجمل وصف سمعته عن قطر هو أنها رغم نهضة العمران والتطور القياسي فيها فإن المرء يشعر بأنه في دولة عربية حين يجوب كل زاوية في أرجائها، لأنها لا تزال تحافظ على روحية تراثها. وهي تحتضن الكثير من المشاريع التي تخلّد هويتها، كمشروع «الحي الثقافي»، وهو على أهبة الإنطلاق، والدار الجديدة لإذاعة «صوت الخليج» ومراكز الفنون المتخصصة والشعر وتربية الصقور والأوركسترا والمكتبة الوطنية والمسرح الروماني ودار الأوبرا. كما أن مشروع «مشيرب» سيكون هدفه إعادة إحياء التراث القطري القديم في العمران الذي يرسم ملامحه «سوق واقف». وهذا يفيد بأن رسالة «بيت الحكمة» لم تهدف إلى عرض قصة معروفة بل الربط بين إنجازات الدوحة الثقافية وعهد الخليفة المأمون.

- كإعلامي قطري، هل يرضيك واقع المطبوعات اليومية والشهرية (المحلية والشعبية غالباًً) ؟
لقد عانت المجلات القطرية في الفترة السابقة بحكم ضعف المردود الإعلاني وتوجّه الشركات إلى الصحف اليومية القطرية، لكن الوضع اليوم تبدّل. فرغم أن العدد الأول من المجلة هو على الدوام عدد صفر، فإننا حظينا بأربعة إعلانات من الخطوط القطرية وشركة إتصالات قطر «كيوتل».
 تصدر في قطر أكثر من أثنتي عشرة مجلة،«بروق» الشعرية و«الريان» (شعبية) و«الدوحة» و«الجميلة» و«هو وهي» و«التجارة والأعمال»... وتوزيع معظمها محلي باستثناء «الدوحة» التي لا نتطلّع إلى منافستها بل نأمل أن نسير على خطواتها التي إجتازت الحدود القطرية عبر صيغة أخرى ودرب آخر.

- هل ستتغيّر اللغة الإعلامية في المجلة بعد سنواتها الأولى؟
لقد حرصنا في العدد الأوّل على ألاّ يُطبع بصفة الرسمية، فالمجلة ليست وسيلة لشبك علاقات عامة صادرة عن وزارة الثقافة والفنون والتراث رغم أنها المموّل. وهذا لن يحجب أي نقد أو قراءة سلبية أو إيجابية لأي فعالية. وقد تفاجئين بأن هذه المجلة التي تصدرها الوزارة لم يطلع عليها معالي الوزير ولا أي مسؤول إلاّ مطبوعة وموزعة مثل أي ضيف ومواطن قطري. تتمتع المجلة  بالإستقلالية التامة، حتى أننا حاولنا الإبتعاد عن الرسمية في الغلاف المزخرف لشعار الدوحة عبر تكرار دائري لرسم ريشة الطير. في المستقبل القريب ستتوسع دائرة الطرح لتغطية إحتفالية العاصمة التالية بالإضافة إلى التوجّه العربي لا القطري المحلي.

- هل سيطبع هذا الشعار الأعداد المقبلة؟
لا، قد يكون غلاف العدد الثاني صورة مسرحية لأوبريت «بيت الحكمة»، ولن نلتزم بالصور الرسمية.

  - هل لمست فعلياًً تأثير قرار قطر إلغاء وزارة الإعلام ؟
هذه خطوة نوعية في الإعلام القطري . فحين يغيب الرقيب في أي مكان تحضر الحرية سواء سلبية أو إيجابية. وهذا تحديداً ما يحفّز الإبداع المنعتق من الضغط الدائم والخشية من خذل الرقيب وغضبه، كما يؤدي إلى ممارسة الرقابة الذاتية. إن المطبوعات القطرية التي صدرت بعد هذا القرار جاءت أكثر جرأة وإنفتاحاً خصوصاً مع ولادة قناة "الجزيرة» التي طرحت الرأي والرأي الآخر وخرجت من حدود القصة الرسمية. بالإضافة إلى أن  أربع صحف باللغة العربية وثلاثاً باللغة الإنكليزية وأكثر من إثني عشرة مجلة أسبوعية وشهرية تصدر في بلد بهذا الحجم.

-  لِمَ لَمْ ينلْ هذا الإنفتاح النوعي من خجل الحضور النسائي في الصحافة القطرية عامة؟
أعتقد أن المرأة في الصحافة القطرية تحديداًً ظلمت نفسها، لأنها إتّجهت إلى قمة الهرم. لم تبحث عن منافسة الرجل في المواقع القيادية في المؤسسات الإعلامية. فأغلب النساء العاملات في المجال الإعلامي يرغبن في كتابة المقال. في حين أن هذا المطلب هو الرتبة الأخيرة التي قد يحظى بها الصحافي المتمرّس. وبالتالي، فالمرأة  هي من ظلمت نفسها بقرار عدم التدرّج. لكن في قطر كاتبات مقال محترفات كالكاتبة والصحافية مريم آل سعد، هي من أهم وأجرأ الكاتبات عبر مساحتها الكبيرة في جريدة «الراية». ويثير مقالها على الدوام الجدل والحديث بقوة طرحه سواء إختلفنا او إتفقنا مع رأيها، فهي من العلامات المضيئة في الصحافة القطرية. لقد أبرز المقال لنا قيادات وكوادر صحافية نسائية جميلة وساهم في إختفاء مواهب كان من الممكن لو أنها تدرّجت في العمل الصحافي أن يكون مستقبلها واعداًً. وهذا لا يلغي ظلم المؤسسات الصحافية من جانب آخر التي لا تبحث عن هذه العناصر نظراً إلى خصوصية المجتمع الخليجي المحافظ، فعمل المرأة كصحافية ميدانية لا يروق المجتمع. أي  أن دور المؤسسات اليوم هو التواصل مع كلية الإعلام والجامعات للبحث عن مواهب وجودها ضروري. ولقد تشرفنا في العدد الأول بنشر مقال للكاتبة الخطيرة مريم الخاطر، المقال النسائي الوحيد من خارج دائرة أسرة التحرير، إلى جانب مقالات مشرف عام التحرير مرزوق بشير بن مرزوق وسكرتير التحرير الدكتور إبراهيم اسماعيل ومقالي في آخر صفحة.

- لقد تمّ تدشين مهرجان قطر البحري العام المنصرم. تترأس العلاقات الإعلامية فيه هذا العام وقيل أنه سيتحول إلى كرنفال صاخب، فماذا في الجعبة البحرية؟
 يرتبط المهرجان بكل فعالية لها علاقة بالبحر، وله خمسة أهداف، بيئية وثقافية ورياضية وتعليمية وترفيهية. وهو مختلف عن المهرجانات العربية التي قد تحمل فكرته، لأن فعاليته لا تنتهي بعد عشرة أيام بل هناك تجدد في النشاطات البحرية شهرياً لتطبع روح المهرجان المحافظ على التراث البحري القطري. سيحيي المهرجان فكرة الغوص بحثاًً عن اللؤلؤ ومسابقة السفن الشراعية التقليدية والحديثة وأمسيات الفنون البحرية الشعبية والليالي الغنائية الخليجية والطربية، إضافة إلى تنظيم معارض الفن المرئي والحرف اليدوية وصناعات الأدوات الموسيقية البحرية وعرض حي للكائنات البحرية ومؤتمر البيئة البحرية ومسابقة طهو الأطباق البحرية والرياضات البحرية ككرة القدم والطائرة الشاطئيتين.

- تساءلتَ في مقالك حائراًً بين سؤالين: هل نحتفل بالثقافة العربية؟ أم نحتفل بعروبة ثقافتنا؟ ووجدت أننا كنا على الدوام نحتفي بالثقافة المحفوفة بالخطر ونسيان رموزها. ما هي كلمتك الأخيرة للثقافة العربية؟
أتمنى أن تعزّز الدوحة شعارها «الثقافة العربية وطناًً.. والدوحة عاصمةً» في كل الوطن العربي، وأن تكون إمتداداً للعواصم التي سبقتها كما عبّر معالي الوزير الدكتور الكواري. فإن عواصم الثقافة قافلة عربية قدِمت من القدس الشريف محملة بثقافة وهمّ عربيين هائلين، أتمنى أن  يسريا في باقي العواصم. وأتمنى أن يتحقق حلمي الشخصي الذي ذكرته في مقالي الأول في «العاصمة» بأن تفتح العواصم العربية أبواب الحرية للمثقفين، وأن أحضر أمسية ضخمة للشاعر العراقي أحمد مطر في أي بلد عربي، وأن يطلق إسم الشاعر العراقي مظفّر النوّاب على شارع رئيسي في دولة عربية، وأن ينقل جثمان رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي من بريطانيا ليدفن في بلد عربي.