هل هناك علاقة فوضوية الطفل ومستوى ذكائه؟

30 مايو 2018

في مجتماعاتنا العربية، تربط الأسر دائماً بين ذكاء الاطفال وأخلاقهم الحميدة القويمة، إلا أن الأمر يبدو مختلفاً في المجتمعات الغربية، بحسب أبحاث معملية جديدة. 

دراسة أجريت في بريطانيا بداية العام الجاري، كشفت أن الأشخاص الذين يتسمون بـ"الفوضوية" وعدم احترام المواعيد وعدم القدرة على السيطرة على لسانهم والذين عادة ما يوصفون بـ"الفشل"، هم أشخاص أذكياء.

فالأشخاص الأذكياء يميلون إلى الفوضى ويقضون وقتاً أطول مستيقظين، بحسب النتائج التي نشرت في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، والتي أشارت أيضاً إلى أن الأطفال الذين لا يقومون بترتيب غرفهم أو الاستيقاظ مبكراً والنوم مبكراً، وغير القادرين على لجم ألسنتهم هم أطفال أكثر ذكاءً.و أشارت الدراسة كذلك إلى أن تلفظ الشخص بكلمات تصنف عادة بانها تنم عن قلة تهذيب، يدل على قوة شخصيته.

واستشهدت الدراسة بأن بالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وتشارلز داروين وونستون تشرشل وألفيس بريسلي هم أشخاص يميلون إلى النوم متأخراً، لافتين لحجم نجاحاتهم برغم اختلاف مجالاتهم.

دراسات أخرى

تلك النتائج تشبه ما أظهرته دراسة إسبانية أخرى، نُشرت في موقع "حريتي" المصري، حيث أكدت أن الأشخاص الذين يفضلون الاستيقاظ لمدة طويلة ويخلدون إلى النوم في وقت متأخر، يحصلون على أعلى الدرجات في اختبارات الذكاء، مع العلم أن نتائج هذه الدراسة اعتمدت على 1000 مراهق.

كذلك أثبت علماء من جامعة "Gulf Coast" في الولايات المتحدة الأميركية أن الأشخاص الكسولين هم أناس أذكياء جداً، فيما قال بيل غيتس"أنا أختار الشخص الكسول للقيام بالمهمة الصعبة، لأنه سيجد أسهل طريقة لإنجازها".

وأكدت دراسة قام بها باحثون في كلية "بيتزر" في كاليفورنيا، أن الأذكياء عرضة لخطر الإصابة بالأمراض العقلية بمعدل الضعف مقارنة بأقرانهم الأقل ذكاء، وقام الباحثون بفحص بيانات 3715 عضواً من "جمعية منسا الدولية"، وهي أشهر وأقدم جمعية تضم الأفراد ذوي الذكاء الفائق.

وأظهر الفحص أنهم كانوا يعانون من القلق والاكتئاب والتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطرابات أخرى، وكان جميع المشاركين يتمتعون بمعدل ذكاء يفوق درجة 130، أي أعلى بكثير من المعدل المتوسط الذي يتراوح بين 85 و115.

وكشفت الدراسة أن 20 في المئة من المجموعة الذكية عانوا من القلق والاكتئاب، كما أنهم صاروا أكثر عرضة للإصابة بالربو والحساسية وضعف المناعة.

ويقول الدكتور نيكول تيتراولت، المؤلف المشارك في الدراسة، إن ارتفاع معدل المرض العقلي بين الأذكياء يكون نتيجة فرط في وعيهم وحركتهم، ما يجعلهم بالغي الحساسية ويحللون التفاعلات الاجتماعية أكثر من اللازم.

اختلاف

وعلى خلاف الدراسات السابقة نشر موقع "culturacolectiva" مجموعة من الأفعال لا يقوم بها الأذكاء، ومنها أن الشخص الذكي لا يتمسك بروتنيه الصباحي، حيث من المفترض أن يعي الشخص الذكي جيداً كل شيء، وكيف يقوم به وكم الوقت الذي سيستغرقه للقيام به، ومن ثم يضع روتينه اليومي بناء على هذا.

كذلك لا يحصل الشخص الذكي على النوم الكافي، ولا يهتم بصحته، ويعتقد أنه يعرف كل شيء، ولا يستمع جيداً، ولا يضع خططا مستقبلية.

عن "شبكة الحياة الإجتماعية" بقلم محمد الشماع