Home Page

ريما مكتبي ..عندما قررت الانتقال إلى CNN لم افكر بالشهرة

قناة العربية, قناة المستقبل, قناة ام.بي.سي, الاستدامة في الشرق الأوسط, مراسلة , قناة سي.ان.ان أبو ظبي, ريما مكتبي, حرب تموز, لاري كينغ , ريشتارد كويست, أندرسون كوبرز, هالة غوراني, برنامج إخباري تلفزيوني

12 أبريل 2010

ريما مكتبي إعلامية بدأت على شاشة «المستقبل» في الثامنة عشرة من خلال برامج ترفيهية ثم غابت فترة وجيزة لتعود وتفاجئ المشاهد على الشاشة نفسها بتقديمها الأخبار وتغطية الأحداث السياسية، التي أظهرت طموحها وقدراتها. ثم انتقلت إلى «العربية» لتعمل مراسلة ومنتجة أخبار ومقدّمة رئيسية لنشرة الثامنة في وقت الذروة. واليوم تفاجئ المشاهد بانتقالها إلى قناة الـCNN العالمية لتقدّم برنامج «داخل منطقة الشرق الأوسط»Inside The Middle East  ولتنضم إلى فريق الـ CNN المقيم في المنطقة وتكون مراسلة متجولة تقدّم تقارير إخبارية من المنطقة. «لها» التقتها وكان هذا الحوار.

- ذكرت في حديث سابق إلى «لها» أنك لا تستبعدين إمكان أن تكوني بعد خمس سنوات خارج الشاشة، لأن الشهرة في الإعلام المرئي متعبة. ها أنت اليوم تخطين أولى خطواتك نحو الشهرة الإعلامية العالمية من خلال انتقالك إلى محطة الـ CNN. كيف تتحضرين لهذا الواقع الجديد في حياتك العملية؟
عندما تأخذين قرارًا يتعلق بخطوة مصيرية في حياتك المهنية لا تفكرين بالضرورة في الشهرة بل في التجربة الإعلامية التي ستخوضينها وفي القيمة المضافة التي ستوفرينها. فأنا أنتقل من «العربية»، وهي محطة رائدة لها مصداقية كبيرة وعالية لدى جمهور واسع جدًا في العالم العربي، إلى محطة عالمية هي الـ CNN، مما يشكل نقلةً نوعيةً لمساري المهني. فخطوة الانتقال إلى الـ CNN تعكس الطموح المشروع والمثابرة الدؤوب اللذَيْن لازماني منذ أول دخولي حقل الإعلام، كما تقع في صلب سعيي الدائم إلى التواصل مع أكبر نسبة من الجمهور الذي سيصبح من الآن فصاعداً على امتداد القارات الخمس.

- كيف كان رد فعل إدارة قناة «العربية» على قرارك قبول عرض الـ CNN؟
اتسمت ردة فعل إدارة «مجموعة »MBC وقناة «العربية» بالاحتراف العالي والحرص الشديد علي وعلى الخطوة، وأنا أبادلهما الاحترام والتقدير والوفاء. بصراحة، لولا موافقة إدارة المجموعة والمحطة على انتقالي لـ CNN لما انتقلت! كما أن تلك الموافقة سمحت لي بمواصلة تقديم نشرات الأخبار الرئيسية على «العربية» تزامناً مع الـ CNN بانتظار انتقالي الكامل إليها لاحقاً. طبعاً، هذا يعكس أيضاً روحيّة التعاون بين «العربية» والـ CNN وهو اعتراف ضمني من الإعلام العالمي عموماً بمهنية ومصداقية الإعلام العربي وقدرته على المنافسة. 

- هل كان العرض المادي مغريًا؟
كما تعرفين فإن عنصر المال في الصحافة والإعلام ليس هدفاً بنفسه بل وسيلة لتدوير الزوايا وتخطي الصعاب وما أكثرها! إن سبب انتقالي إلى الـ CNN دافعه مهني بحت إلى جانب رغبتي في مزيد من الاحتراف وصقل المهارات والانتشار. المال مهم، ولكنه ليس الأهم!   

- كيف حصل الاتصال بينك وبين الـCNN؟
تم الاتصال بي عبر صديق من قبل أحد كبار المدراء التنفيذيين المعنيين بالمنطقة لدى الـ CNN. فقد كانوا يبحثون عن إعلامي عربي لديه الخبرة في قضايا الشرق الأوسط ويتحلى بالمهنية والمصداقية لدى الجمهور، ولديه القدرة على الأداء باللغة الإنكليزية، فوقع الاختيار علي! اختاروني أيضاً لأنني عربية وهذا يصب في مصلحتي، وهو مصدر فخر واعتزاز لي، وفي الوقت نفسه علي أن أعزز مكانتي لأعكس الصورة الحقيقية للمرأة العربية العاملة والناجحة في كل القطاعات. أما المفاوضات فقد استغرقت أشهراً طويلة منذ بدئها وحتى قبولي بالعرض النهائي، وكل ذلك بقي طي الكتمان من الجانبين، خلا بعض الأصدقاء المقرّبين مني. 

- لماذا التردد أشهراً، فالكثير من الإعلاميين في العالم العربي يحلمون بهذه الفرصة؟
فكّرت كثيرًا في هذه الخطوة وكانت من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي. فأنا أعمل في محطّة رائدة في العالم العربي وموقعي فيها جيد بل ممتاز، خصوصًا أن إدارة «العربية» توفر لفريق عملها كل مقومات التقدم والنجاح. فالانتماء إلى «العربية» يشبه الانتماء إلى عائلة واحدة، بكل ما تعني كلمة «العائلة» من معنى. إذاً كان لا بد من بعض الوقت للتدقيق في الخطوة وتفاصيلها علماً أن عملي في الـ CNN قد يجعلني أخسر شريحة من المشاهدين العرب الذين لا يتقنون بالضرورة الإنكليزية، لكنني سأربح مشاهدين جدد على امتداد القارات الخمس. 

- كيف ستتعاملين مع سياسة الـ CNN خصوصًا أنها أميركية ولديها رؤيا خاصة مختلفة إلى هذا الحد أو ذاك عن السياسات الإعلامية في العالم العربي؟
إن أداء الـ CNN المهني والمحترف المتفوق في الأخبار والأخبار العاجلة والتغطيات الخاصة وبرامج شؤون الساعة ليس بحاجة إلى شهادة مني! فهي محطة عالمية كسبت سمعتها عن جدارة وحق. إذاً، أنا لست في موقع التعليق على الخط التحريري للمحطة، بل في موقع الإجابة عن دوري الشخصي وأدائي المهني المرتقب فيها. ولكن أن تكون ملكية الـCNN  أميركية لا يعني أنها ناطقة باسم الإدارة الأميركية، وهي ليست كذلك، فهذا الأمر يختلط على الكثيرين في عالمنا العربي لأنهم اعتادوا الإعلام الموجه والمملوك من الحكومات.

- ما هي  أولى خطواتك مع الـ CNN؟ 
يمكن القول إن أولى خطواتي مع الـ CNN أصبحت ورائي! فقد أتممت تصوير وتقديم أول حلقة لي من برنامج «داخل منطقة الشرق الأوسط» Inside The Middle East  وأتهيّأ للانضمام إلى فريق الـ CNN المقيم في المنطقة لأكون مراسلة متجولة تقدّم تقارير إخبارية من المنطقة. كما سأخضع لدورة تدريبية مكثّفة تشمل طريقة الإلقاء والتقنيات واللغة الإنكليزية المعتمدة لدى الـ CNN في الظهور والأداء واللفظ ومخارج الحروف وغيرها.

- يلاحظ بين سطور كلامك ثقة بالنفس مع وجود بعض الهواجس؟
صحيح! فأنا أؤمن أن على المرء أن يدرس بتأنٍ كل خطوة يقدم عليها في حياته خاصة إذا كانت متعلّقة بمستقبله المهني، وكل تغيير يحمل بطياته أسئلة وتساؤلات... فبقدر ما تراودني أسئلة حول ما ستؤول إليه الأمور في الـ  CNN مستقبلاً، تلازمني ثقة بالنفس أستمدها من إيماني بالله عز وجل، ومن طموحي ومثابرتي وسيرتي واتكالي على النفس، وطبعاً من الحب والتشجيع دون حدود اللذَيْن يمنحني إياهما كل من والدتي أطال الله بعمرها وإخوتي وأفراد عائلتي وكذلك بعض الأصدقاء المقرّبين.

- هل ما زالت لديك الحماسة نفسها للعمل الميداني؟
التحقيقات والعمل الميداني شغفي، وهاجسي البحث عن الحقيقة والسعي دوماً إلى التفريق بين التحليل والمعلومة وكذلك البقاء على مسافة واحدة من الجميع. ومع الإنتقال إلى الـ CNN أدرك أنني أعود إلى العمل الميداني وتغطية الأحداث في المناطق الساخنة وأنا جاهزة لهذه الخطوة، وعلى الله التوكّل.

- ما كان رأي والدتك في انتقالك إلى الـCNN؟
لوالدتي الفضل الكبير في تنشئتنا وتربيتنا على الأخلاق والقيم الحميدة والعلم. في البداية، قلقت كثيرًا وكانت تفضل بقائي في «العربية»، لكنها عادت وشجعتني بعد القرار النهائي فاطمأنّ قلبها، وقلبي معها.

- هل ستعتمدين الإطلالة التلفزيونية نفسها التي اعتمدتها في «العربية»؟
أفضّل اعتماد الإطلالة التلفزيونية البسيطة والطبيعية، وهذا ما اعتمدته خلال تقديم أول حلقة من برنامج «داخل منطقة الشرق الأوسط»Inside The Middle East . ولكن القرار النهائي يعود إلى إدارة الـ CNN.

- تعوّد المشاهد على ريما مكتبي الإعلامية التي تقدّم النشرات الإخبارية والتحقيقات السياسية وتغطية الأحداث في مواقع الحروب. رغم أن برنامج Inside The Middle East  يتناول هذا الشق فإن فيه أيضًا شقًا  اجتماعيًا وثقافيًا. كيف ستتعاملين معه؟
الخوض في المواضيع الاجتماعية والثقافية والتربوية التي تحظى باهتمام المشاهد وتعنى بشؤونه لا يتناقض مع القدرة أو الرغبة بالخوض في السياسة والاقتصاد بل يتكامل معهما. القرار التحريري في ما يتعلق بالبرنامج تحديداً يعود بالأساس إلى إدارة الـ CNN، مع مساهمات من المعنيين. ولكن عملي كمراسلة متجولة للـ CNN تقدم التقارير الإخبارية من المنطقة وتغطي الأحداث والتطورات، بموازاة تقديمي للبرنامج، سيجعلني على تماس مع السياسة والاقتصاد والملفات الساخنة في المنطقة.

- كيف تعدين نفسك لهذه التجربة؟
أدرك تمامًا ماذا ينتظرني في الـ CNN حيث سأكون متأهبة للمنافسة داخل الاستوديوهات وخارجها. لذا سوف أبذل مجهودًا مضاعفاً وسأعمل أكثر كي أثبت وجودي وقدرتي فأكون من المتميزين في المحطة القادرين على توفير قيمة مضافة للمشاهد.

- واجهت بعض الصعاب أثناء تغطيتك حرب تموز/يوليو 2006 وذكرت في حديثك إلى «لها» انك لم تكوني من الصحافيين المفضّلين لدى عناصر «حزب الله» وكانوا يفضّلون زملاء آخرين يعملون في قنوات أخرى. واليوم ستمثلين قناة الـ CNN في مناطق قد لا يرغب المسيطرون عليها في التعاون مع صحافييها. كيف تحضرين لمثل هذه الصعاب؟
عموماً كل طرف في نزاع ما، خاصةً في منطقتنا، يحاول استمالة الإعلام لناحيته كي يروّج لأفكاره ووجهة نظره ويسعى لكسب الرأي العام، وذلك عبر شتى الوسائل منها الحميدة ومنها ما يعتمد الترهيب أو الترغيب أو التخوين. في كل الأحوال يبقى الصحافي والمراسل ضحيةً للنزاعات وليس طرفاً فيها أو جزءاً منها، وبالتالي، فإن كل الأطراف المتنازعة مدعوة دائماً إلى حماية الصحافيين والسهر على أمنهم لأنهم رسل حقيقة، حتى ولو اختلفوا في الرأي. إذاً، الجواب هو نفسه اليوم مع الـ CNN كما كان مع «العربية» من قبلها: السعي دوماً إلى كشف الحقيقة، واعتماد المهنية والمصداقية سبيلاً في العمل الصحفي، والتفريق بين الوقائع والتحاليل كي لا تختلط الأمور على المشاهد.. فالمشاهد هو الحكم وإليه الاحتكام!

- هناك إعلاميون مخضرمون كثر ربما يحسدونك على هذه النقلة الكبيرة خصوصًا أنك  في سن صغيرة. كيف تقوّمين هذه النقلة النوعية في عملك الإعلامي في هذه المرحلة من حياتك؟
الطموح المشروع والمثابرة الدؤوب وثقة المشاهدين أوصلوني إلى الـ CNN. بالعكس، عمري مناسب جدًا لهذه النقلة النوعية في حياتي المهنية، فإذا لم أخض تجربة كهذه في مطلع الثلاثينات متى أخوضها؟! وإلى من يحسدني على هذه الخطوة أقول بكل محبة وتواضع: لننظر إلى هذه النقلة على أنها اعتراف ضمني من الإعلام العالمي عموماً بمهنية ومصداقية الإعلام العربي وقدرته على المنافسة، ولنعمل معاً على الارتقاء بالإعلام العربي إلى مصاف العالمية. وفي المقلب الآخر، هناك الكثيرون ممن فرحوا وشعروا بالفخر وتمنّوا لي التوفيق بصدق وليس تملقًا، ومنهم زملاء لي في «مجموعة MBC» وقناة «العربية» الذين أبادلهم الشعور الطيب بالمثل.

- ما هو شعورك بأنك أصبحت زميلة  إعلاميين عالميين كنت ترينهم على الشاشة فقط مثل لاري كينغ وريشتارد كويست وأندرسون كوبرز وهالة غوراني وغيرهم؟
شعورٌ رائع يجمع بين الفخر والمسؤولية! فكما كنت فخورة جدًا بزملائي في «العربية» وباحترافهم ومهاراتهم وأدائهم، كذلك سيتسنى لي العمل مع زملاء إعلاميين كبار في الـ CNN والتواصل معهم شخصياً. فعلى سبيل المثال، تعرفت حديثاً إلى ريتشارد كويست وهو شخصية محترفة ومحببة ومتواضعة جداً، كنت أتابع برنامجه وكذلك تغطيته السنوية المتميزة للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. تحدث إلي ريتشارد عن تجربته الرائدة في الـ CNN وأخبرني عن بعض ما ينتظرني في عالمها.

- أين أصبح هدفك في الحصول على الدكتوراه؟
فكرة الحصول على شهادة الدكتوراه قائمة ولكنها تأجلت حالياً بحكم الأولويات المهنية. فأنا مقدمة على تجربة إعلامية مليئة بالفرص والتحديات وتستحوذ على كل طاقتي. قد يكون لدي خطوة في التعليم الجامعي السنة المقبلة في إحدى الجامعات في دولة الإمارات لمشاركة خبرتي مع طلاب الإعلام فيها، ولكن كل ذلك مرهون بتوافر عامل الوقت.

- أنت إعلامية يمكن القول إنها صادمة. ففي بداياتك قدّمت برامج ترفيهية على شاشة  «المستقبل»، وبعد غياب ظهرت على الشاشة نفسها في نشرات الأخبار والتغطيات الميدانية وأثبت قدرة وطلاقة وجدية، ثم انتقلت إلى «العربية» وأصبحت من الوجوه البارزة في مجال الإعلام السياسي، لتفاجئي المشاهد بعد حوالي خمس سنوات بإطلالتك على الـ CNN. كيف تقوّمين هذه التجارب الثلاث؟
تقع التجارب الثلاث في «المستقبل» و«العربية» واليوم في الـ CNN ضمن طموحي المشروع بالوصول أولاً إلى الجمهور المحلي، ثم إثبات جدارتي لدى الجمهور الإقليمي، كي أستحق فعلاً التواصل مع الجمهور العالمي. كل فترة من فترات حياتي العملية كان لها رونقها وتحدياتها وذكرياتها. وتبقى العبرة في أن المثابرة والعمل الدؤوب والتعلم من تجارب الآخرين والاستفادة من مهاراتهم لا بد أن تأتي بثمارها، في أي موقع كان فيه الإنسان وإلى أي مؤسسة انتمى.

- هل كانت ريما المراهقة تحلم بأن تصبح إعلامية؟
طبعاً التلفزيون يسحر الجميع وأنا منهم! يمكنني القول إنني بدأت عملي في الإعلام المرئي بالصدفة، ولم يكن ذلك بالضرورة ضمن أحلامي، بل ضمن طموحي. والفرق بين الحلم والطموح كلمة! فضمن الطموح نفسه،  كنت أدرس وأعمل في نفس الوقت، أما التخطيط الجدي للعمل الصحافي فبدأ فور نيلي إجازة في الإعلام من الجامعة اللبنانية - الأميركية في بيروت ثم الماجستير في العلاقات الدولية.

- يبدو أن مشاريعك الشخصية مؤجلة لا سيما الزواج؟
(تضحك!) لا أحب التكلّم كثيراً عن حياتي الشخصية.. أنا من المؤمنين بالله عز وجل، وبواقع أن المرأة يمكنها فعلاً التوفيق بين العائلة والعمل، ووالدتي خير مثال على ذلك، فهي امرأة استطاعت أن توفق بين عملها وتربية ثلاثة أولاد بنفسها رغم الصعاب وما أكثرها. فقد توفي والدي عندما كنا أطفالا، وتولّت والدتي تنشئتنا وتربيتنا بنفسها على الأخلاق والقيم الحميدة والعلم والاتكال على الله عز وجل وعلى النفس. إذاً، هناك الكثير من النساء اللواتي أسّسن عائلة وبرزن في مجال الأعمال واستطعن التوفيق بين العائلة والعمل. صحيح أن التحدي أصعب ولكن في الوقت نفسه فيه متعة على ما أظن.. ويخلق الله ما لا تعلمون!