الصح والخطأ حول كريمات الوقاية من الشمس

ماغي باتيار عنيد 16 يونيو 2018

نعرف جميعاً أن الشمس مفيدة للعظام لأنها تحفّز الجسم على إنتاج الفيتامين D، وضرورية لتقوّية العظام، العضلات، ونظام المناعة، كما أنها مضادة للكآبة بامتياز. ولكن، تأثير أشعة الشمس ما فوق البنفسجية عند المبالغة في التعرّض لها وعدم توفير الوقاية الصحيحة للبشرة له مخاطر جمّة أبرزها خطر الإصابة بسرطان الجلد. إليك كل ما تودّين معرفته لوقاية بشرتك من مخاطر أشعة الشمس، وتصحيح بعض الأفكار الخاطئة حول الوقاية الصحيحة.

كريم الوقاية بمؤشر SPF 50 أفضل من الذي يحتوي على مؤشر SPF 30 ويوفر حماية قصوى

الصح و الخطأ - في الواقع، لا فارق كبيراً بين كريم الوقاية بمؤشر SPF 50 وذاك المتوافر بمؤشر SPF 30 إذ إن الأول يحجب 98% من تأثير أشعة الشمس ما فوق البنفسجية، بينما يصدّ الثاني 97% منها. غير أن كريم الوقاية الذي يحتوي على مرشحات شمسية بمؤشر SPF 50 هو مثالي للبشرة البيضاء والصهباء، خصوصًا الحساسة جدًا، ويحمي أكثر من ضربات الشمس، ومخاطر الإصابة بسرطان الجلد. ولكن، بما أن معظم الناس لا يستخدمون كريم الوقاية بطريقة صحيحة، فإن معايير الوقاية كلها تصبح متشابهة. إذا كنت تريدين توفير وقاية مثالية لبشرتك، عليك استعمال ما يعادل 40 غرامًا أو 50 ملل من محتوى كريم الوقاية على كامل جسمك، وذلك قبل التعرّض للشمس بنصف ساعة على الأقل، وإعادة توزيعه كلما خرجت من بركة السباحة أو تعرّضت للتعرّق والبلل حتى لو كان المستحضر الواقي بتركيبة مقاومة للماء.

تدليك كريم الوقاية ضروري لتمتصّه البشرة كليًا

خطأ - تدليك كريم الوقاية لا يفيد بشرتك، ولا يوفر لها حماية أفضل. لذا عليك تطبيق كريم الوقاية من الشمس بطريقة التربيت لا التدليك. فالهدف من استعمال كريم الوقاية هو توفير غشاء خارجي واقٍ يحمي سطح البشرة الخارجي وليس أعماقها. إن تدليك الكريم يجعله يتغلغل داخل المسامات، وقد يتسرّب إلى الدورة الدموية، وهذا الأمر غير مستحب، خصوصًا إذا كان كريم الوقاية يحتوي على زيوت نباتية غنية بالحمض الزيتي كالذي يُستخرج مثلًا من شجر الحميرة Baobab ويُعرف في عالم النبات باسم Adansonia Digitata. ومن المكوّنات النباتية التي يفضل عدم استعمالها في كريمات الوقاية، نبتتا الأوفاريقون والأنجيليكا (حشيشة الملاك) لأنهما تسبّبان تحسّساً في الجلد.

التركيبات القشدية تقي البشرة في شكل أفضل من النوع المائي أو الهلامي

صح - أفضل كريمات الوقاية هو النوع القشدي والدهني بعض الشيء، وإن لم يكن محبّباً من معظم الناس، خصوصًا ذوي البشرة الدهنية. لكن يجب ألا تكون بيضاء وسميكة كقناع طيني، بل سهلة التطبيق وتذوب كليًا، فلا تترك طبقة كثيفة على البشرة. نظريًا، يقال إن الرذاذ الواقي المتوافر بمؤشر SPF 50 يؤمّن حماية مطابقة تمامًا للكريم القشدي بمؤشر وقاية مماثل، ولكن الواقع مغاير، لأن التركيبات المطايرة والخفيفة جدًا كالهلام والرذاذ لا تثبت على البشرة مثل الكريم الغني، وبالتالي يستحيل أن تؤمّن الحماية نفسها للبشرة. من ناحية ثانية، عليك التأكد من اختيار كريم الوقاية المضاد لأشعة الشمس ما فوق البنفسجية بنوعيه UVA وUVB لأنها مسؤولة عن أنواع مختلفة من السرطانات التي تصيب الجلد، وتشكّل خطراً على الصحّة العامة.

 

الجلوس تحت المظلة يحمينا من مخاطر أشعة الشمس

الصح والخطأ  صحيح أن المظلة تقينا من الإصابة بضربات الشمس، ومن تأثير أشعتها المباشرة، لكنها لا تحمينا من الأشعة غير المباشرة، أي التي تعكسها الرمال، والأرضية الإسمنتية.

استعمال كريم الوقاية يحول دون اكتساب بشرتي لون السُمرة المحبّب

خطأ -  كريمات الوقاية تحمي بشرتك من الاحتراق، وبالتالي تحدّ من تقشّر البشرة بعد احتراقها وتحافظ على ديمومة «البرونزاج» لوقت أطول.

بعض الأدوية تزيد من تحسّس البشرة على أشعة الشمس وتُعرّضها للتصبّغ والاحتراق بسرعة

صح - من الضروري قراءة المحاذير المدوّنة على أي دواء تتناولينه أو مرهم معالج تستخدمينه، وعدم التعرّض للشمس إذا وجد تحذير لاحتمال تحسّس البشرة.

الميلانين يوفّر حماية طبيعية للبشرة من أشعة الشمس المؤذية

الصح والخطأ - الخضاب القتامي، أي الميلانين يحمي البشرة إلى حدّ معين من تأثير أشعة الشمس، وهو المسؤول عن اصطباغ الجلد باللون البرونزي الجذاب، لكن درجة الوقاية هذه تختلف باختلاف ألوان البشرة وأنواعها، كما أن الميلانين لا يحميك من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

يمكننا الاحتفاظ بكريم الوقاية لاستعماله في الموسم التالي، أي بعد عام تقريبًا

خطأ - لا يُنصح بالاحتفاظ بكريم الوقاية للموسم المقبل إذا استعملته  ولو مرّة واحدة، لأن تركيبة فلترات الوقاية تفقد تماسكها، وبالتالي فعاليتها. كذلك، عليك حفظ كريم الوقاية الذي تستعملينه بعيدًا من أشعة الشمس ليحافظ على فعاليته.

الملابس هي أفضل وقاية للبشرة

صح - ارتداء القمصان القطنية البيضاء يقي البشرة من تأثير أشعة الشمس الحارقة، أما الألوان الداكنة فتمتص الحرارة وتشعرك بالحر رغم أنها تقي البشرة من الاحتراق.

الطقس الغائم يقينا من أشعة الشمس المؤذية

خطأ - الغيوم تحجب رؤية الشمس لكنها لا تصدّ تأثير أشعتها. إذ إن نسبة كبيرة من الأشعة ما فوق البنفسجية تخترق الغيوم، وهذا الأمر لا يخفّف من مخاطرها.

كريمات الوقاية الباهظة الثمن أفضل بكثير من النوع الرخيص

خطأ - بعض الأشخاص يعتقدون أنه كلما ارتفع ثمن مستحضر الوقاية كان أفضل أو قد يشير ذلك إلى احتوائه على مكوّنات أو فلترات أغلى ثمناً وأكثر فاعلية، وهذا مفهوم خاطئ، إذ أثبتت الدراسات المخبرية وبعض التجارب الشخصية أن بعض كريمات الوقاية الزهيدة الثمن توفر حماية أفضل بكثير من تلك الثمينة والتي تُباع بثمن باهظ لاسمها وليس بناءً على مكوّناتها. هذا من دون أن ننسى أن معظم المختبرات الكبيرة الذائعة الصيت والموثوق بها تصنّع ماركات ثمينة وأخرى زهيدة الثمن وإنما بالجودة نفسها، وفارق السعر يعود فقط لاسم الماركة العالمية أو طريقة التوضيب.