النائب في البرلمان اللبناني رولا طبش جارودي: سنقدّم كنساء عملاً نوعياً يعوّض فارق العددية

كارولين بزي 30 يونيو 2018

حقوقية، واثقة وذكية، استحدثت خطاً ساخناً لشكاوى المواطنين، لأن همّهم هو الذي أوصلها إلى الندوة البرلمانية. لطالما دافعت النائب والمحامية رولا طبش جارودي عن حقوق الإنسان، ولا سيما المرأة والطفل... حازت العديد من الجوائز والتقديرات في لبنان والعالم، واستطاعت بجهودها وثقة الرئيس سعد الحريري بها وبدورها أن تحوز ثقة الناخبين أيضاً وتدخل الندوة البرلمانية للمرة الأولى في انتخابات أيار/مايو 2018... في هذا الحوار تكشف النائب رولا طبش جارودي عن هدفها من الترشح إلى الندوة البرلمانية والمسؤوليات الملقاة على عاتقها.


- ما هو هدفك من الترشح للانتخابات النيابية؟
هدفي هو التخفيف من هموم الناس بشكل عام وتفعيل حقوق المرأة بشكل خاص. بما أنني محامية ومشرّعة أمارس العمل التشريعي منذ ما قبل دخولي الندوة البرلمانية وأدافع عن حقوق الإنسان، كان من الأجدر أن أوصل صوتي بشكل فعّال وبسرعة وثبات وجدية للعمل. وبما أنني امرأة تملك القدرات والكفاءة، يجب أن يكون لي دور في المجلس النيابي.

- أغلب أعضاء المجلس النيابي ليسوا مشرّعين، ما أهمية أن يكون النائب مشرّعاً قبل دخوله الندوة البرلمانية؟
جاء في القانون أن دور النائب الأساس هو التشريع. ولكي ننعم ببلد مستقر اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، نحتاج إلى قاعدة قانونية تشريعية سليمة، وأي خلاف حول موضوع يكون مرجعه القانون. نواكب اليوم التطورات ونشارك في مؤتمرات دولية ومنفتحون على استثمارات خارجية، والمجتمع الدولي يطلب منا رقابة معينة، وبالتالي لا يمكن تنفيذ هذه المشاريع واستكمال التعاون مع المجتمع الدولي، وقوانيننا تعود إلى عشرينيات القرن الماضي أو ثلاثينياته... للأسف، المشرّعون والقانونيون في المجلس النيابي عددهم قليل، ولكن هذا لا يمنع أن نوحّد جهودنا ونعمل على تفعيل هذا الدور نظراً لأهميته في هذه المرحلة.

- لماذا رشّحك الرئيس سعد الحريري؟
إيماناً منه بدور المرأة بشكل خاص والشباب بشكل عام. ومن منطلق النقد الذاتي الذي قام به الرئيس الحريري لنفسه ولتيار «المستقبل»، ذهب لإشراك المجتمع المدني والمهني والنقابي في البرلمان اللبناني. وبما أنني أتمتع بهذه المواصفات كشابة وامرأة وقانونية، ولكوني ابنة بيروت... فهذه العوامل ساهمت بأن أحوز ثقته للترشح الى الانتخابات.

- حدّثيني عن موقف عائلتك ما إن اتّخذت خطوة الترشح.
كانت مفاجأة لهم، فدائماً نعتبر أن الأفراد الذين لا ينتمون الى بيت سياسي وغير المحزّبين، لا تُتاح لهم فرصة الترشح، وأنا لست منتسبة الى تيار «المستقبل»، بل تعاونت مع قطاع المرأة فيه لفترة، كما أنني مؤيدة لنهج الرئيس الحريري الذي أحترمه ويمثّلنا، ونطبّق هذا النهج في حياتنا العملية اليومية. وبالتالي، الفكرة السائدة بعدم انتمائي إلى بيت سياسي لا تتيح لي الفرصة. لم أفرح لأنني ترشحت فقط، بل لتقييم الرئيس الحريري لقدرات أفراد المجتمع ومدينة بيروت، ولكونه ينظر أبعد من الدائرة المحيطة به، ليرشّح الشخص الكفوء ويدعمه.

- قلتِ إنك ستحملين هموم الناس إلى البرلمان، لكن ما أبرز هذه الهموم؟ 
تأمين فرص العمل إذ نعاني مشكلة البطالة، ولا شك في أن الناس يفتقرون إلى أبسط حقوقهم من كهرباء ومياه وبطء في الانترنت، ومشاكل في الاستشفاء وغياب ضمان الشيخوخة وغلاء أسعار الشقق السكنية، ولكن البطالة تأتي على رأس هذه المشاكل، فالعاطل من العمل سيرى كل شيء من حوله سيئاً حتى وإن زادت ساعات التغذية الكهربائية لتصل إلى 24/24. نأمل من خلال مؤتمر سيدر (مؤتمر دولي خُصّص لدعم الاقتصاد اللبناني) أن يحمل معه العديد من الوظائف وفرص العمل، مما يحرّك العجلة الاقتصادية ويخفف أعباء الناس، والناس متعطّشون لمن يسمعهم ويوصل صوتهم، وأتمنى أن أكون على قدر الثقة والمسؤولية التي حمّلني إياها الناخبون، وسأبذل قصارى جهدي لأحقق أهدافي، والباقي يقع على عاتق الحكومة.

- هل لديك أمل؟
لو لم يكن لدي الأمل لما نجحت، حتى عندما ترشحت قالوا لي «ستحترقين» سياسياً في ظل القانون الانتخابي الجديد، إذ إنه قانون صعب وأنت جديدة لا يعرفك أحد، كما أن أربعين يوماً ليست كافية ليتعرف إليك الناخبون ويصوّتون لك... ولكن فوزي هو دليل على رغبة الناس بالتغيير وثقتهم بوجوب أن يكون هناك دم جديد، وبالتالي لا يمكننا أن نعمل بلا أمل، وسنبذل جهدنا ليتحقق شيء ما، والذي لن نستطيع تحقيقه، ينفذه من سيأتي بعدنا.

- فرص العمل هي همّ الناس، لكن ما هو همّ المرأة؟
منح المرأة اللبنانية المتزوجة بأجنبي جنسيتها لأولادها، وهو مطلب ضروري ومحق ولن نتهاون به أبداً، إضافة إلى سلة من التشريعات، إذ هناك العديد من القوانين التي تتطلب تحديثاً، وأخرى جديدة يجب أن تصدر من شأنها أن ترفع الغبن والظلم عن المرأة، إلى جانب المساواة والاعتراف بالكفاءات في كل المجالات. سنعمل على تمكين المرأة في شتى القطاعات.

- كيف تقيّمين دور المرأة في العمل السياسي؟
لم تحز المرأة فرصتها بعد، ولكن ثمة نساء استطعن أن يُحدثن فارقاً في العمل السياسي. المرأة اللبنانية أثبتت قدرتها على تحمّل المسؤوليات الموكلة إليها. كتلة «المستقبل» تضم اليوم 50 في المئة من نسبة النساء المشاركات في البرلمان (3 نساء)، حتى وإن كنا نطمح لأكثر من ثلاث نساء ولكننا أكبر كتلة تثق بدور المرأة وعملها ونتمنى أن نوحّد جهودنا حتى مع نساء من خارج كتلة «المستقبل» وأن نقدم عملاً نوعياً يعوّض فارق العددية.

- هل تؤيدين الكوتا النسائية؟
لست مع الكوتا النسائية، إذ بالنسبة إليّ يجب أن تدخل المرأة كل المجالات بلا عدد محدد، ولكن كبداية لا أعارض الكوتا حتى نضمن حصولنا على عدد أكبر من الذي وصلنا إليه اليوم بلا كوتا، بعدها نلغي الكوتا.

- ترشّح حوالى 111 امرأة الى المجلس النيابي، ولم يفز منهن إلا ست، ما السبب؟
الكتل القوية لم ترشح عدداً كبيراً من النساء، إضافة إلى القانون الانتخابي الجديد، وبالتالي لم تستطع النساء التوحّد في كتلة انتخابية واحدة وقوية. لكن تيار «المستقبل» رشح 4 نساء على لوائحه، وهي النسبة الأكبر، ذلك أنه يثق بالمرأة ويمنحها دورها في كل المجالات، سواء في النيابة أو الوزراة أو الوظائف العامة والقطاع التعليمي... فللمرأة عند الرئيس الحريري مكانة خاصة. 

- هل سيعيّن تيار «المستقبل» وزيرات في الحكومة الجديدة؟
في خلال الاستشارات النيابية، طلبنا من الرئيس الحريري أن تتضمن حصة تيار «المستقبل» الوزارية وزيرات في الحكومة العتيدة.

- لو أن لك ابنة، هل تزوّجينها لأجنبي في ظل غياب قانون يضمن لها الحق في أن تعطي جنسيتها لأولادها؟
نحن نطالب بحقوقنا وحقوق أولادنا، وإذا رغبت ابنتي بالزواج من أجنبي فهذه حرية شخصية، فهل تُقمع بسبب عوامل معينة! وبالتالي علينا عدم الخضوع لأي عوامل، وعلى المرأة اللبنانية ألا تشعر بالذنب أو الغبن في بلدها إذا تزوجت من أجنبي.

- أي مستقبل ترسمين لابنك؟
أن يعيش في بلد آمن يؤمن بكفاءة أهله. آمل أن يستقر ابني في لبنان وألاّ يهاجر وأن يحوز الفرصة الحقيقية التي تناسب تطلعاته وطموحاته، وأن يكبر أمام عينيّ.

- بما أنك محامية ونائب، هل ستتابعين عملك القانوني بموازاة ذاك التشريعي؟
بالتأكيد، العمل القانوني هو جزء أساس من دور النائب، وبالتالي عملي سيساعدني في دوري التشريعي في الدفاع عن حقوق الناس ورفع الظلم عنهم، وهما عملان متجانسان ويكملان بعضهما البعض.

- كيف ستوفّقين بين العمل والنيابة والعائلة؟
حتماً هناك من سيدفع ضريبة ذلك. أنظّم وقتي، إنما في البداية ولوضع الأمور في مسارها الصحيح، انشغلت قليلاً، ولكنني أخصّص وقتاً لعائلتي، لأن نجاحي هو نجاحهم، وما أقوم به اليوم هو لمستقبل ابني وعائلتي، وأستطيع باستمرار أن أعدل بينهما.     


من هي النائب رولا طبش جارودي؟

◗ حاصلة على درجة البكالوريوس في القانون (الجامعة اللبنانية).

◗ اعتباراً من عام 2016، تم تعيين رولا كمدير شريك لمكتب المحاماة Alem & Associates Law Firm. تملك خبرة لأكثر من 20 عاماً في المحاماة، محلياً وإقليمياً ودولياً.

◗ في عام 2016 كرّمها مكتب اليونسكو في بيروت لجهودها في تدريب المهارات في ريادة الأعمال الاجتماعية.

◗ من أهم المؤيدين لمبادرات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان.

◗ ملمّة بالعديد من القضايا القانونية والمدنية في لبنان والمنطقة العربية.

◗ حصلت على العديد من الجوائز المحلية والدولية لعملها.

◗ في عام 2018 منحتها Global / Acquisition International، لقب المرأة الأكثر تأثيراً في قانون الشركات في لبنان.

العضويات المهنية:

◗ عضو في نقابة المحامين في بيروت (منذ عام 1995)

◗ عضو في نقابة المحامين الدولية

◗ عضو في المنتدى العربي الدولي للمرأة

◗ عضو في الجمعية التنفيذية للترخيص (LES) - الدول العربية

◗ عضو في اللجنة القانونية لفرقة العمل المعنية بحوكمة الشركات (CGTF)

◗ عضو في غرفة التجارة الدولية - ICC

◗ عضو سابق في الرابطة من أجل التنمية الاجتماعية - أديل

◗ عضو سابق في معهد الأعمال العائلية والتجارية


العضوية الاجتماعية وخدمات المجتمع:

◗ عضو مؤسّس في الجمعية الأهلية لأبناء بيروت

◗ أمينة سر جمعية خرّيجي المقاصد الإسلامية في بيروت

◗ الرئيسة السابقة لجمعية «ليونز بيروت ميدوست»

◗ عضو في «ليونز بيروت ميدوست»

◗ عضو في جمعية عائلة الطبش

◗ عضو في جمعية عائلة الجارودي

◗ كانت جزءاً من اللجان البرلمانية وساهمت في صوغ العديد من القوانين، وأهمها قانون التجارة اللبناني.

◗ ألّفت العديد من المقالات والمنشورات القانونية التي تتناول مواضيع مثل حوكمة الشركات، وإعادة هيكلة الشركات وإدارة العقارات.

◗ بدءاً من عام 2013، شاركت في وضع استراتيجية التحديث والإصلاح في السجل التجاري اللبناني وإنشاء الشباك الموحد بالتعاون مع البنك الدولي ووزارتَي العدل والمالية.

◗ فازت في الانتخابات النيابية اللبنانية التي أُجريت في السادس من أيار/ مايو 2018.