فروض العطلة الصيفية: قصاص أم متعة؟

جولي صليبا 07 يوليو 2018

تتنوّع آراء الأهل بين مؤيد ومعارض لفروض العطلة الصيفية، لكنْ ثمة أمر أكيد وهو أن تلك الفروض لها العديد من الإيجابيات، أبرزها المحافظة على ذاكرة الطفل، وسدّ بعض الثغرات التي يعانيها التلميذ خلال العام الدراسي... واللافت أن الالتزام بفروض العطلة الصيفية لا يعني بالضرورة إلغاء مشاريع العطلة، بل يمكن الدمج بين الأمرين بحيث يستفيد التلميذ من المراجعات ويملأ أوقاته بالنشاطات المسلية الأخرى.

يجمع التربويون واختصاصيو علم النفس على أهمية فروض العطلة الصيفية، شرط ألا تتحوّل إلى كابوس يلاحق التلميذ الذي من حقّه أن ينال عطلة صيفية بعيدة من القلق المدرسي. لذا، لا بد من التوازن بين النشاطات الترفيهية وإنجاز فروض العطلة الصيفية.

كيفية اختيار فروض العطلة الصيفية
إذا لم تطلب المدرسة أنواعاً معينة من الكتب لينجزها التلميذ خلال العطلة الصيفية، ويعود إلى الأهل أنفسهم اختيارها، يوصى باختيار ما هو أدنى مستوى بقليل من مستوى الطفل الدراسي كي يشعر التلميذ بالتشجيع للبدء بالعمل.
كما يمكن الاستغناء عن الكتب الصيفية والاستعاضة عنها بمراجعات من الكتب المدرسية أو المواقع الإلكترونية الخاصة، شرط الالتزام بما تعلّمه التلميذ خلال سنته الدراسية وعدم التطرق إلى أية معلومات جديدة.
وبالنسبة إلى توقيت الشروع في تلك الفروض الصيفية، يُستحسن إعطاء الطفل أولاً فترة من الراحة، ليباشر من ثم في الدروس الصيفية. وخلال هذه الفترة، يجب أن يكون الطفل محاطاً بأبويه أو حتى إخوته وأخواته لينال المساعدة والرقابة اللازمة.

عدم إجبار التلميذ على إنجازها بالقوة
لا يخفى على أحد أن معظم التلاميذ ينجزون فروض العطلة الصيفية بمساعدة أهلهم. وإذا كانوا رافضين لفكرة الفروض الصيفية، يمكن أن تتحول جلسة إنجازها بالقوة إلى كابوس حقيقي. لكن من غير المفيد إجبار التلميذ على القيام بما لا يرغب فيه، لأن هذا سيؤثر سلباً في نظرته الى المدرسة عموماً وقد ينشأ صدام بينه وبين أهله، لا سيما إذا فقد الأهل صبرهم وتفوّهوا بعبارات قاسية تؤثر سلباً في التلميذ. تذكّروا دوماً أن الهدف من فروض العطلة هو ترميم الذاكرة وتمرينها، لا أكثر.

الفروض الصيفية ليست حلاً للرسوب المدرسي
يظن بعض الأهل أن الدروس الصيفية هي الحل المناسب للرسوب المدرسي، فيعمدون إلى استغلالها لسد الثغرات التعلّمية عند أبنائهم. إلا أن تلك الفروض الصيفية لا تستطيع أبداً تعويض النقص المدرسي الموجود عند التلميذ، لا بل قد تتحول إلى مصدر صراع بين الأهل والتلميذ. لذا يتوجب على الأهل الاستعانة بمدرّس خصوصي لسدّ كل الثغرات الموجودة عند ابنهم ومساعدته على استيعاب الأمور التي يجهلها.
يُذكر أن الهدف من الفروض الصيفية هو الحفاظ على ما اكتسبه التلميذ خلال سنته الدراسية، ولذلك يُستحسن أن تشمل تلك الفروض كل المواد من دون استثناء.

العطلة الصيفية فترة للراحة
لا بد من السماح للطفل بتنفس الصعداء خلال العطلة الصيفية، حتى لو كان مجبراً على إنجاز الفروض المنزلية. فبعد أشهر مدرسية طويلة تلقّى خلالها التلميذ الكثير من المعلومات، يحتاج حتماً إلى فترة راحة واستقرار. وكونوا على ثقة بأنه إذا لم ينل التلميذ هذه الاستراحة، لن يتجاوب أبداً مع تعلّم مهارات جديدة بشكل سريع.
من الضروري إذاً توفير إجازة صيفية مريحة للتلميذ، وتشجيعه على تطوير قدراته بأسلوب مختلف، مثل تشجيعه على ممارسة الرياضة أو المشاركة في نشاطات ثقافية محلية، أو تسجيله في الرحلات التثقيفية التي تجرى ضمن النطاق المحلي. فهذه النشاطات تساهم في تنمية القدرات الذهنية للتلميذ وتساعده على النضوج، وتحمّل المسؤولية، وتعزيز ثقته في نفسه، وتوسيع آفاقه في الثقافة العامة.


يمكن الاستغناء عن الكتب الصيفية والاستعاضة عنها بمراجعات من الكتب المدرسية أو المواقع الإلكترونية الخاصة، شرط الالتزام بما تعلّمه التلميذ خلال سنته الدراسية وعدم التطرق إلى أية معلومات جديدة