مبتعثة سعودية تفوز بجائزة الاتحاد العالمي للسلام .. والبرلمان البريطاني يشهد تكريمها

08 يوليو 2018


منح الاتحاد العالمي للسلام المبتعثة السعودية نور الريس جائزة الإنجاز للشباب تقديراً لجهودها في مجال الأمن السيبراني واستضاف حفلة التكريم التي أقيمت في مقر مجلس العموم البريطااني الاسبوع الماضي عضو البرلمان توم باراك.

الريس حظيت بدعم من جامعتها سيتي يونيفيرستي تقديراً لإمكاناتها العلمية إذ تم منحها تأشيرة خاصة من الحكومة البريطانية بعد أن أنهت دراسة الماجستير ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وذلك من أجل إنجاز مشروع Alien Security نظراً لما يشكله من اهمية في الامن السيبراني. 

المبتعثة السعودية الشابة بدأت تلمس الطريق نحو تحقيق حلمها الذي كان يراودها بمواصلة الدراسة في الأمن «السيبراني» وهي على مقاعد الدراسة الجامعية (تخصص نظم المعلومات)، ولا سيما بعد أن أصبح هذا المجال متطلباً من متطلبات العصر، وباتت الحاجة إليه ملحة في ظل الهجمات الالكترونية التي تواجهها دول العالم، ومؤسساته والمجتمعات الإنسانية ومنها السعودية. فيما تعكف حالياً على استكمال مشروعها المتعلق بامن المجتمعات والمتمثل في شركة alien security المتخصصة في هذا المجال والتي تقدم خدماتها للجهات والمنظمات والدول لحمايتها من الاختراق والهجمات الالكترونية والتصدي للارهاب. 

وحول تمديد مدة التأشيرة الخاصة بها توضح الريس ان مثل هذا الاجراء معمول به في بريطانيا اذ يتم اختيار ١٠ من كل الف طالب قدموا افكارا ومشاريع ابداعية يتم اختيارهم من خلال منافسة تتضمن اجراءات معقدة، وتشير إلى الجهود التي بذلتها الملحقية الثقافية في السفارة السعودية والتي تقول عنها: «الملحقية كانت تبدي حرصا ودعما كبيرين الأمر الذي عزز من قدراتي وإصراري على اتمام المشروع وتقديمه كعرفان لوطني». 

وعن مشروعها الذي احتفى به البرلمان ونالت بموجبه التكريم، أشارت الريس الى أنها تختص بتقديم خدمات أمنية في مجال الأمن «السيبراني» لتوفير حلول الحماية. 

وأضافت: «الأمن السيبراني ليس أمناً يتعلق بالتكنولوجيا فقط! إنما يمتد إلى الإدارات والأفراد، أيضاً المنظمات بحاجة إلى تهيئة العاملين فيها إلى كيفية التعامل مع أي هجوم معلوماتي متوقع وسبل معالجته»، مبينة أن أي منظمة قابلة لاختراق «هاكر» له قدرة أن يدمر شركة الكترونياً في حال كان لديه الوقت الكافي والخبرة اللازمة. وأبانت أن بعض الشركات تظن أنها بعيدة عن الخطر كونها صغيرة أو أنها غير معروفة، لكنهم لا يعلمون أن عدداً كبيراً من المخترقين يستهدفون هذه الشركات الصغيرة لأن عملية اختراقها أسهل وأسرع أكثر من نصف الشركات الصغيرة في بريطانيا فقط وقعت ضحية لهجمة الكترونية العام الماضي ناهيك عن باقي الدول، مشيرة إلى أن نتائج الهجمات الالكترونية كارثية، وبعضها يتطلب حلولاً أقوى من الحلول التقليدية.

وأكدت أن 60 في المئة من الشركات متوسطة إلى صغيرة التي وقعت ضحايا لهجمات تواجه الآن مشكلات كبيرة من ضمنها تحملها مبالغ طائلة لإصلاح الضرر، إلى جانب تأثر سمعتها وفقدان الثقة بين عملائها، وربما تتوقف الشركة إن لم تجد الحلول الناجحة والعاجلة.

وعن أساليب المخترقين قالت: «عادة المجموعات الإرهابية التي تقوم بالتهكير تعمل في خانة «الدارك ويب» ويعتمد تنفيذ هذه الهجمات على أهداف المخترق فإما تكون مادية أو أهدافا أخرى مثل بناء سمعة سيئة في الويب المظلم وغيره»، واستطردت: «بعض الهجمات تأخذ وقتاً طويلاً لتنفيذها، والبعض الآخر لا يتجاوز بضع ساعات فقط، وذلك يعتمد على ما هي قوة هذه المنظمة وحجمها ودرجة مهارة المخترق».

وتابعت: «مشروع تخرجي من الماجستير كان يعمل على الدخول إلى الشبكة المظلمة ويسحب المعلومات ويحللها بواسطة الذكاء الاصطناعي ثم يعطيك مؤشرات تفيد الجهات عن درجة ونوع الجرائم الإرهابية ونشاطها، وتصنيفها حتى يسهل التصدي لأي نوع من الجرائم الالكترونية».

ولأن الاهتمام بالأمن «السيبراني» في أي مجتمع خطوة رائدة للمحافظة على أمنه واستقراره في ظل الاستخدام المترامي للعالم الرقمي تسعى نور الريس من خلال مشروعها إلى إيجاد بيئة افتراضية مسالمة خالية من الهجمات الالكترونية «على رغم صعوبة الوصول إليه 100 في المئة، إذ إن معظم الدول ومن بينها بريطانيا والسعودية لم تسلما من الهجمات، وبعضها واجه الكثير منها وخلف ضحايا، لكن نحاول بجهودنا وخبراتنا التصدي لها».

ولفتت إلى أن الفضاء الالكتروني وسيلة هامة ويتطلب جنوداً تقوم بحمايته في أية دولة، والأمر كذلك يندرج على ما يتعرض له الأطفال وصغار السن في وسائل التواصل الاجتماعي من اختراق لعالمهم الالكتروني، وما يتطلب من القائمين عليهم من جهود لحمايتهم، والتقليل من المشكلات المترتبة على ذلك.

ولفتت المبتعثة الريس الى اهمية التحاق الشباب السعودي من الجنسين بهذا المجال ودراسته لأهميته وضرورة إيجاد كوادر بشرية قادرة ومؤهلة على التعاطي فيه وسد الحاجة، مشيرة الى انها تتابع باهتمام النشاط داخل المملكة تصديا للجرائم السيبرانية في صورة لفتت الانظار في اوروبا واميركا.

نقلاً عن الشقيقة "الحياة"