Home Page

الروائي عزت القمحاوي...

روائي , كاتبة, شبكة الإنترنت, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, القراءة, جائزة الشيخ زايد للكتاب, فلسفة, عزت القمحاوي

26 أبريل 2011

عندما يقع الإنسان في عشق الورق، تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة، ولا يُمكن أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية. ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة، وجئنا بالاعترافات الآتية:


علاقتي بمكتبتي هي
علاقة بستاني بحديقته. وعادة ما أقوم في يوم عطلة واحد بتنظيف المكتبة وزهور الشرفة. بعض الإصص في شرفة الشقة هي كل ما أملكه في القاهرة، لكنني لم أنقطع عن فعل الزراعة في عطلاتي في قريتي.
البستان لا يتمدد أو تزداد مساحته، لكن تتجدد أشجاره بالتقليم وبالشتلات الجديدة، وكذلك المكتبة. لم أعمد إلى زيادة مساحة مكتبتي، وإنما إلى تقليمها لاستيعاب كتب جديدة على حساب كتب قديمة قبلتها بتسامح أكبر في زمن سابق.
عندما تصلني كتب جديدة، بالشراء أو بالإهداء، لا أضعها مباشرة على رف المكتبة، أقرأها أولاً، وبعد ذلك أقرر إن كنت سأحتفظ بها، وإن كان من حقها أن تزيح غيرها للبقاء مكانها أم أن عليها أن ترحل فورًا. بعد ذلك يكون السؤال: ترحل إلى أين؟ بعض الكتب جيدة لكنها لا تستحق إعادة القراءة في زمن آتٍ، وهذه أهديها لمن يستفيد منها، والبعض كالأعشاب السامة يجب ألا تصل إلى يد قارئ آخر.

أزور مكتبتي مرّة كلّ
مكتبتي مفتوحة على فضاء الاستقبال في البيت، لذا فإنها لا تغيب عن عيني طوال الوقت، لكن القراءة لا تكون فيها دائمًا، بل في أي مكان يخلو من شركائي في البيت، إن كانوا في الاستقبال، فالقراءة في غرفة النوم أو في الشرفة والعكس. كتابة المقالات تخضع للظروف ذاتها، أما الكتابة الأدبية، فتتم في عزلة تامة، حيث لا يتنفس أحد بالقرب مني.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
ليست هناك تحديدات نوعية لما أحب، المهم متعة النص شعرًا كان أو نثرًا، بحثًا أو إبداعًا، وإن كنت أستقبل بشغف كتب الأنثروبولوجيا والنصوص التي تفتح الفلسفة على مختلف مناهج العلوم الإنسانية، وكذلك دراسات الصورة.

كتاب أُعيد قراءته
«النار...التحليل النفسي لأحلام اليقظة» لغاستون باشلار، وأعيده الآن بمناسبة قراءتي لكتاب جديد لم يعجبني كثيرًا هو «قدحة النار»، ويتناول بكثير من الثرثرة علاقة الطبخ بتطور المجتمع والجسد الإنساني.

كتاب لا أعيره
من أكثر صفات القراءة نبلاً الرغبة في إفشاء الكتاب الجميل، لكن لا أحد يعيد كتابًا استعاره. ولهذا فإن الكتاب الذي يعجبني أشتري منه بعد ذلك نسخًا لأصدقائي، وإن أخطأ أحدهم وأعاد النسخة أعيد إهداءها. فعلت ذلك مع «ألف ليلة وليلة» ومع بعض كتب ميرسيا إلياد ومع دون كيشوت.

كاتب قرأت له أكثر من غيره
ماركيز.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
«قدحة النار»، لريتشارد رانغهام، بترجمة فلاح رحيم. حصلت عليه باستعارة من صديقي رياض أبو عواد.

كتاب أنصح بقراءته
«تاريخ القراءة» لألبرتو مانويل.

كتاب لا أنساه أبداً
«ألف ليلة وليلة».

بين المكتبة والإنترنت أختار
من الإجحاف أن أجد نفسي مضطرًا للاختيار بين الطعام والتنفس. إن كان المقصود بالإنترنت قراءة المقالات والأخبار السريعة والتواصل الاجتماعي، لأن الإنترنت تضم مكتبات أيضًا. على أي حال المكتبة ضرورية لوقت الصفاء ولصالح بناء الروح، والإنترنت صالح للأوقات التي أكون فيها أقل تركيزًا، كما أنه ضروري لصالح صفتي الصحافية.