Home Page

الروائية فضيلة الفاروق...

غادة السمّان, فضيلة الفاروق, كتب, كاتبة, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, منشورات غادة السمّان, ورق موز, المكتبة العامة, القراءة, جائزة الشيخ زايد للكتاب

03 مايو 2011

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة وجئنا بالإعترافات الآتية...


علاقتي بمكتبتي هي
منذ كنت طفلة أحببت ركن الكتب دائماً، و لعلّ الصدف جعلت الكتاب صديقي الأول. نعم الكتاب صديقي منذ طفولتي المبكرة، لأسباب بسيطة و هي أني وجدت في بيت لا رفيق لي فيه من عمري غير الكتب.
كلهم كانوا فوق الأربعين... ولع عائلة أبي بالكتب قديم جدا، و قد أورثونا إيّاه نحن الأجيال الجديدة، ونحن ننقل هذه العدوى لأولادنا.

أزور مكتبتي
مرّة كلّ يوم... فأنا أحتاج دوماً إلى كتاب أقرأه أو كتاب جديد أجد له مكاناً بين كتبي التي أمتلكها أو أحتاج إلى قاموس أو لمرجع ما...لا يمكن أن أنساها و لو يوماً واحداً.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
تعددت هواياتي في القراءة... في صباي أحببت الكتب العلمية كثيراً و هي تعود اليوم إلى مكتبتي بقوة لأنها تغوي ابني، وفي كل نهاية أسبوع نذهب إلى السينما معاً أو نمرّ على مكتبات ألفناها لنقتني الجديد من المجلات والكتب.
وعلى الصعيد الشخصي أحب الرواية كثيراً، وأقرأ الشعر لأصدقائي حتى لا أغضبهم. أمّا السياسة فلا أتعاطاها و أمقت كلّ أنواع الكتب السياسية. وأفضّل المسرح على الخشبة وليس كنص مكتوب.

كتاب أُعيد قراءته
القرآن الكريم طبعاً ولكنني لا أضعه في المكتبة وإنما إلى جانب سريري لأنني أحب القراءة فيه كلّ ليلة. أمّا عن الكتب الموجودة في مكتبتي فأعدت قراءة الكثير منها، وحتى كتب المكتبة الخضراء أعدت قراءتها لإبني.
أعدت قراءة «ألف ليلة وليلة» في طبعات مختلفة، وكذلك روايات مالك حداد و مولود فرعون و محمد ديب. كما أعدت قراءة روايات شارلز ديكنز مع ابني. ومن الأعمال الأدبية الجديدة، قرأت رواية «أميركا» لربيع جابر مرتين ورواية صموئيل شمعون «عراقي في باريس» أعدتها مرتين أيضاً... وأنا أرى أنّ هناك نصوصاً نحتاج إلى قراءتها مرتين بحثاً عن المتعة ذاتها التي وجدناها فيها أول مرة... حين اتعب من قراءات لا متعة فيها استنجد بكتب قديمة لكي لا أفقد الرغبة في القراءة.

كتاب لا أعيره
أعرت الكثير و ندمت، قلة جداً من يعيدون الكتب إليّ. لن أعير أي كتاب من مكتبتي وإذا كان طالبه عزيزاً عليّ فسأهديه أيّاه حتى لا تطاله لعناتي. فأنا لا أنسى كتاب «نجمة» لكاتب ياسين الذي أعرته و ندمت، و ليعلم من أخذه أنني لم أسامحه حتى اليوم...

كاتب قرأته أكثر من غيره
غادة السمّان ودون منازع. فهي كانت مادّة دراستي الأوليّة خلال تحضيري لرسالة الماجستير وقرأت كلّ كتبها دون استثناء، كما قرأت الدراسات والبحوث التي غاصت في كتاباتها. وأنا أعشق هذه الكاتبة على الصعيدين الأدبي والإنساني وأعتقد أنّها أكثر شخص أحببته في الواقع كما أحببته في رواياته وربما أكثر. ولا أخفيك أنني تأثرّت بها وكنت أشعر بمتعة عند قراءة أي كتاب أو نصّ بتوقيع غادة السمّان.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
«ألف شمس مشرقة» لخالد حسيني وأنصح عشاق الرواية باقتنائه. ولكن قراءته بلغته الأصلية أجمل بكثير لأنّ المترجمة للأسف عرفت أن تنقل المحتوى و جمال الأسلوب لكنها أجرمت في حق اللغة العربية كثيراً.

كتاب أنصح بقراءته
سأظلم الكثير من الكتب إن نصحت بقراءة كتاب واحد دون غيره. أنصح بزيارة المكتبات و التقليب في الكتب، وسيجد الشخص دوما ما يريد في مكتبة منوعة. لكن مع هذا أنصح كتاب «رصيف الأزهر لا يرد» لمالك حداد، و«ابن الفقير» لمولود فرعون.

كتاب لا أنساه أبداً
كتاب «بيوغرافي» حول حياة الكاتبة هيلين كيلر ترك بصمته في داخلي وما زال إلى اليوم... وكذلك لا أنسى كتاب «الأيام» لطه حسين. وربما تأثرّت بهذين الكتابين لأنّهما يسردان قصصاً واقعية لشخصين من فاقدي البصر أبدعا في الكتابة ورسخا في ذاكرة الأدب العربي والعالمي.

بين المكتبة والإنترنت أختار
خياران أحلاهما مر...لا استغني عن الإثنين...لكن الكتاب أقرب إلى قلبي، لأنّه حميم ومريح و لا يحتاج إلى كهرباء و لا أجهزة إتصال...نحن نعيش في بلد تحوم حوله الحرب دوماً، لذا يجب أن نبقى أوفياء للكتاب الورقي.