يعتبر سرطان العين من أنواع السرطان التي لا نسمع عن إصابات بها بشكل يومي. إلا أنه من السرطانات الخطيرة التي لا يمكن الاستهانة بها، خصوصاً أن العلاج الجراحي الذي لا يزال معتمداً حتى اليوم كان يقضي بضرورة استئصال عين المريض. مع توافر العلاجات المتقدمة حالياً والجراحة المتطورة في بعض المستشفيات، بات من الممكن الحفاظ على عين المريض ليتابع حياته بشكل طبيعي، وفق الطبيب اللبناني الاختصاصي في الشبكية وأورام العين د.حسان عبدالعزيز الذي يوضح هنا كل الحقائق المتعلقة بسرطان العين وأسبابه وطرق اكتشافه وأساليب المعالجة الحديثة، مؤكداً أن بعض الأفكار الشائعة المتعلقة بهذا الموضوع لا أساس علمياً لها.

- هل يعتبر سرطان العين من السرطانات الشائعة؟

على العكس، يعتبر سرطان العين من أنواع السرطانات النادرة التي تصيب الشبكية. علماً أنه غالباً ما يكون سرطان العين انتشاراً لسرطان الثدي لدى المرأة وسرطان الرئة لدى الرجل.

- هل هذا يعني أن معالجته تبدو أكثر صعوبة عندها؟

لدى معالجة السرطان الرئيس الذي كان قد انتشر وتحوّل إلى سرطان في العين، يُشفى سرطان العين باعتماد العلاج المناسب.

- ألا توجد أنواع أخرى من سرطان العين؟

ثمة أنواع من سرطان العين تصيب العين مباشرة كتلك التي تصيب الأطفال وهي الـRetinoblastoma. أما لدى الراشدين فيظهر سرطان العين من نوع ميلانوما. هذا إضافة إلى أنواع أخرى كثيرة من السرطان التي تؤثر في سطح العين كسرطان الجلد.

- إلى أي مدى تلعب عوامل نتعرض لها في حياتنا اليومية دوراً في الإصابة بسرطان العين؟

ما من تأثير للعوامل التي نتعرض لها في الحياة اليومية في معظم أنواع السرطان باستثناء الحالات التي يعمل فيها المصاب في مصنع للحديد من دون حماية للعينين، ومن ينظر إلى أشعة الشمس بشكل مباشر في وقت الكسوف.

- إلى أي مدى تشكّل النظّارات الشمسية حماية للعينين؟

مما لا شك فيه أن النظّارات الشمسية تحمي العينين إلى حد كبير، لكن نسبة الحماية لا تعتبر تامة بحيث يمكن الأشعة ما فوق البنفسجية أن تتسرب الى العينين رغم وضع النظّارات.

- هل يجب استعمال نظّارات شمسية معينة؟

يجب أن تكون النظّارات مقاومة للأشعة ما فوق البنفسجية بغض النظر عن لونها وما إذا كانت داكنة أو فاتحة. لكن يبقى الأهم عدم النظر إلى الشمس مباشرةً أو حتى إلى ما يُصدر أشعة أو غيرها.

- ما الذي يمكن أن يساعد على اكتشاف سرطان العين في مرحلة مبكرة؟

من المؤكد أن زيارة الطبيب الاختصاصي بأمراض العين بانتظام، خصوصاً بعد سن الـ 45 يساعد على اكتشاف سرطان العين أو أيّ من أمراض العين في مرحلة مبكرة.

- هل صحيح أن التحديق في شاشة الخليوي ليلاً يمكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان العين؟

هذه من الأفكار الشائعة الخاطئة التي لا أساس لها من الصحة.

- هل ثمة أعراض واضحة تظهر مما يسمح باكتشافه في مرحلة مبكرة؟

غالباً ما يتم اكتشاف سرطان العين من طريق الصدفة في زيارة للطبيب الاختصاصي في أمراض العين. أما قبل ذلك فلا تكون قد ظهرت أي أعراض واضحة له.

- ما الطريقة التي يُكتشف فيها سرطان العين؟

لدى زيارة الطبيب الاختصاصي في أمراض العين، يمكن ملاحظة ورم يزداد حجماً في العين مما يدعو إلى إجراء المزيد من الفحوص التي تؤكد ذلك.

- هل من فحوص محدّدة تسمح باكتشاف المرض أم أن الفحص العيادي قد يكفي وحده؟

إضافة إلى الفحص العيادي الدقيق الذي يسمح باكتشاف المرض، يطلب الطبيب فحوصاً إضافية لقطع الشك باليقين. لكن الفحوص كلّها يمكن أن تُجرى في العيادة كالصورة الصوتية والصورة الملوّنة التي تؤدي الى تلوين الشرايين فتسمح بالتأكد من وجود الورم.

- هل من أشخاص هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان العين من آخرين؟

تماماً كما بالنسبة إلى سرطان الجلد، يعتبر الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء أكثر عرضةً للإصابة بسرطان العين. كذلك يعتبر أكثر عرضةً لذلك الأشخاص ذوو العينين الملونتين.

- هل تعتبر المرأة أكثر عرضة من الرجل؟

تُظهر الأرقام أن المرأة عرضة للإصابة بسرطان العين بالنسبة نفسها كالرجل.

- هل من سنّ معينة يزيد فيها خطر الإصابة بسرطان العين؟

في أنواع معينة من سرطان العين كالميلانوما مثلاً، يزيد احتمال الإصابة بعد سن الخمسين.

- هل تتطلب معالجة سرطان العين العلاج الكيميائي كما في باقي أنواع السرطان؟

لا يُداوى سرطان العين بالعلاج الكيميائي بل بأنواع أخرى محددة كالقطرات الخاصة لحالات معينة من أمراض العين.

- هل هذا هو العلاج الوحيد المتوافر أم يمكن أن تكون ثمة حاجة للجوء إلى الجراحة؟

في السابق، كانت جراحة استئصال العين هي الحل الوحيد. أما اليوم فيتوافر العلاج المتقدم الذي يسمح بالحفاظ على العين في مستشفى CMC وحدها، بحيث لم يعد من الضروري أن يخسر المريض عينه.

- ما نوع الجراحة التي تُجرى في هذه الحالة؟

في الجراحة المتطورة التي يمكن أن تُجرى، يوضع نوع من الصفيحة على سطح العين في أثناء الجراحة وتُثبّت بواسطة خيوط فوقها لمدة 3 أيام إلى أسبوع. علماً أن هذه الصفيحة تبعث أشعة إلى الورم السرطاني مما يؤدي إلى تقلّص حجمه. بعد هذه الفترة، يتم نزع الصفيحة ثم يُعاد الجلد إلى مكانه. ومع الوقت يتقلّص حجم الورم أكثر فأكثر بعد العملية وحتى بعد نزع الصفيحة.

- وهل تعتبر من الجراحات المعقدة؟

هي جراحة معقّدة جداً وتتطلب فريقاً طبّياً متكاملاً من الاختصاصيين في الأشعة وفي الأورام السرطانية وفي أمراض العين... كما أن من الضروري في هذه الحالة أن يكون المستشفى مجهزاً بأحدث التقنيات الطبية لضمان نجاح العملية. 

أسباب سرطان العين

هل من أسباب معروفة يمكن أن تؤدي إلى حصول ذلك؟

في حالات معينة من سرطان العين يمكن أن يؤدي التعرض الدائم والمباشر إلى أشعة الشمس إلى تضرر سطح العين والإصابة بالسرطان. وهذا النوع من السرطان يعتبر شائعاً في لبنان حيث يتم التعرض إلى أشعة الشمس بكثرة. لكن في حالات سرطان العين التي تظهر بعد سن الخمسين، ما من أسباب محددة معروفة.