الشيخة نوال حمود المالك الصُّباح: المرأة أساس المجتمع وسر الوجود

آمنة بدر الدين الحلبي - جدة 11 أغسطس 2018


سيدة أعمال متميزة بصلابتها وحكمتها، مشرقة في حضورها، وواثقة في حديثها، في صوتها رنة الحياة الساعية بين مفاصلها بعزم وإصرار على النجاح، وتحقيق ما تصبو إليه لتؤكد أن المرأة الخليجية قادرة على الخوض في كل المجالات والوصول الى أرفع المناصب في دوائر الدولة وخارجها، وقيادية في المال والأعمال. «لها» التقت الشيخة نوال حمود المالك الصُّباح رئيس الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف في أثناء رعايتها ملتقى استثمارياً في مدينة جدّة مع الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، يشتمل على مبادرات اجتماعية تحمل بين ثناياها دعم الجمعيات الخيرية.  


- ما الغرض من هذا الملتقى؟ 

يهدف الملتقى الى البحث في أوجه فرص الاستثمار المشترك بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية في مجالات عدة، وأتطلع مستقبلاً لإيجاد فرص قوية للاستثمار والتعاون مع شركات كبرى وجهّات دولية، على رأسها المجلس الدولي الياباني للتعاون والتنمية الذي يضم أكثر من 100 شركة، والذي أتشرّف برئاسته في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وأفريقيا، بحيث يهتم بالاستثمار التنموي في المجالات كافة.

- كيف تثمّنين هذا اللقاء؟

هذا اللقاء المعرفي والعملي والاستثماري مع تلك النخبة من المستثمرين والمهتمين بالاستثمار والسياحة وممثلي الجهات المعنية أكثر من رائع إذ يفتح كل الأبواب الاستثمارية الجيدة بين الدولتين.

- أنتِ رئيس الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف، ورئيس المجلس الدولي الياباني للتعاون والتنمية، كيف توازنين بين هذا وذاك؟

أعتقد أن المرأة أساس المجتمع، وسر الوجود، فلا حياة من دونها، والمرأة الخليجية اليوم تختلف عنها في الأمس، بحيث دخلت كل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والفنية، وأصبحت قاضية ووزيرة وسفيرة في كل دول العالم، إلى جانب دورها الكبير في تنشئة الأجيال.

وأنا اليوم أقود وفداً كبيراً من دولة الكويت إلى المملكة العربية السعودية في هذا اللقاء الاستثماري الاقتصادي الرائع مع أصحاب السمو والمعالي ومع رجال وسيدات الأعمال ولفيف من أهل الصحافة والإعلام، وقبله ترأست وفداً كبيراً إلى ملتقى استثماري اقتصادي في موريتانيا، وعملت تحت إدارتي شركات عالمية تموِّل وتنفذ، وتمّ ذلك بتخطيط مسبق، لأن المرأة لا تختلف عن الرجل إذا رغبت القيام بذلك.

- الاتحاد العربي لمكافحة التزييف والتزوير، لمن يتبع؟

يعمل الاتحاد تحت مظلة جامعة الدول العربية، وأنا رئيسته، وله نظام أساسي نسير عليه، هذا فضلاً عن ترؤسي اتحاد قيادات المرأة العربية- فرع الكويت.

- بماذا يتمتع الاتحاد العربي لمكافحة التزييف والتزوير؟

يتمتع الاتحاد بالشخصية القانونية والحصانات المنصوص عليها في اتفاقية «مزايا»، وحصانات مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وله الأهلية الكاملة لمزاولة أعماله وتحقيق أهدافه، كما يتمتع باستقلال إداري ومالي.

- إلامَ يهدف هذا الاتحاد؟

يهدف الاتحاد عموماً الى تنمية مجالات عمل أعضائه وتطويرها وتوثيق الروابط بينهم والإسهام في تحقيق التكامل الاقتصادي من خلال ممارسته مهمّاته المدعومة بخبراته بعدما امتلأ العالم بجرائم التزييف والتزوير، سواء في الغذاء أو الدواء أو غسل الأموال وغيرها من جرائم التزوير التي نعمل على مكافحتها، وأقمنا مؤتمرات عدة في هذا الصدد للتعاون الجاد والتواصل للكشف عن جرائم التزييف والتزوير.

- هل ستكون هناك فروع لاتحاد مكافحة التزوير في كل الدول العربية؟

نعتزم فتح فروع لاتحاد مكافحة التزوير في كل الدول العربية، وذلك انطلاقاً من الهدف الرئيس الذي أُنشئ الاتحاد من أجله، وهو نشر الوعي وتثقيف المجتمعات، وإدراك خطورة التزوير والتزييف، وكيفية الوقاية منه، ووضع الآليات المناسبة للحد من ارتكابه.

- كيف تنظرين الى شركات الأدوية الأميركية؟

كَوْني امرأة عربية خليجية، لم أعد أثق بشركات الأدوية الأميركية بعدما غزت المافيات مصانعهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، لي صديقة عانت آلاماً في ركبتها وسافرت الى الخارج لتلقّي العلاج، لكنها لم تصدق أحداً من الأطباء الذين أمروا بتغيير ركبتها، فعادت إلى الكويت وزارت طبيباً عربياً وصف لها علاجاً مناسباً لركبتها المصابة بالالتهاب، وبعدها خضعت لعلاج طبيعي شُفيت على أثره والحمد لله... مما يدل على أن العلاج في الخارج أصبح تجارياً بحتاً لإزهاق روح البشر وسرقة أموالهم.

- رئيسة اتحاد قيادات المرأة العربية- فرع الكويت، ما الذي تخبئينه للمرأة عامة وللكويتية خاصة؟

دائماً نعمل على تشجيع المرأة العربية والكويتية ونقف إلى جانبها في كل المجالات لتكون قائدة من الطراز الرفيع، وتحقق أحلامها وما تصبو إليه. ومع دخول الألفية الثالثة، خطت المرأة الخليجية خطوات حثيثة نحو الأفضل، وها هي اليوم في مجلس الأمة الكويتي صوتها مسموع وصاحبة قرار، ونعمل جاهدين ليصبح للمرأة العربية دور فاعل في وطنها وفي العالم أجمع مع التطور السريع الذي أحدثته التكنولوجيا الحديثة.

- ستجتمعون قريباً في مقر اتحاد قيادات المرأة العربية في السودان، لمَ تخطّطون؟

هو تشكيل مبدئي لرئيسات الفروع وتنظيم لهن، وانتخابات جديدة لكون الاتحاد تأسس حديثاً.

- كيف ترين المملكة العربية السعودية بعيون كويتية؟

شهادتي مجروحة بالمملكة العربية السعودية وشعبها الطيب الكريم الذي هو في منزلة أهلنا ولا فرق في ما بيننا إذ نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، وكلما وطأت قدماي أرض المملكة العربية السعودية ألمس تطوراً جديداً ومستمراً ومشاريع كبيرة تُقام على أرضها، فقد أصبحت المملكة تسابق العصر في كل شيء، وستصل قريباً إلى مصاف الدول المتقدمة لكون العمل الدؤوب يقوم على التعاون والتآخي والإخلاص.

- ماذا سيتمخض عن هذا الملتقى الاستثماري الذي عُقد في جدّة؟

هناك فرص استثمارية جديدة ومشاريع اقتصادية كبيرة لتطوير البنية التحتية في المملكة، وثمة شركات عالمية في كل المجالات تستطيع أن تقدم الكثير للمملكة العربية السعودية، ولا يخفى على أحد أنني رئيسة المجلس الياباني الدولي للتنمية، وهو يضم 400 شركة عالمية متخصصة بالطرق والجسور والمطارات والطاقة وغير ذلك للعمل يداً بيد على تنمية البنية التحتية.

- على ذكر الطاقة، دول الخليج والمملكة العربية السعودية تعجُ بالطاقة، لِمَ كل هذا التأخير؟

هذا السؤال مهم جداً. نحن في صدد الاستثمار بالطاقة التي أصبحت شغل العالم الشاغل، وقبل مجيئي إلى جدّة كنت في سراييفو وقابلت رئيس البوسنة فوجدت البلد غنياً بالموارد الطبيعية ولكنه يفتقر الى الخبرات، والبنية التحتية تحتاج إلى تطوير كامل... كذلك الأمر بالنسبة الى موريتانيا البلد الخام الذي يحتاج إلى منقذ حقيقي ليضعه على أول الطريق التنموي.

- هل من مشاريع في بلاد الشام؟

سأشارك قريباً في إعمار سورية، وهناك خطة جديدة لإعمارها.

- من يقف وراء هذا النجاح؟

الله سبحانه وتعالى ومن ثم ولدي محمد فيصل الفليج، وهو عقيد في الداخلية، ولي ابنتان توليت تربيتهما بعد وفاة زوجي، وأفتخر بأولادي جميعاً.

- كيف تقرئين رؤية المملكة 2030؟

هي رؤية حكيمة وصائبة من الأمير محمد بن سلمان، ورؤية اقتصادية صاعدة تأخذ المملكة قريباً إلى مصاف الدول المتقدمة وستتحقق فرص عمل للنساء والرجال على حد سواء.