عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أحد أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب»، الروائي والناقد المصري فؤاد قنديل، وجئنا بالاعترافات الآتية...

علاقتي بمكتبتي هي
مكتبتي هي زوجتي الأولى... وزوجتي الرسمية تعرف ذلك. هي أهم مكان بالنسبة إليّ ليس في بيتي فقط ولكن في العالم. فيها مصادري وأسراري ومخطوطاتي وصوري ومراسلاتي وبعض التحف والقطع الفنية المهمة.
فيها أيضاً الهدوء الذي تضع روحي رأسها على وسادته، علاقتي بها علاقة العشق الدائم والشوق الذي لا يغادرني. وأنا أمرّ على جدرانها ومحتوياتها كما يمرّ البخيل على أمواله المخبأة... مكتبتي كائن حي نتبادل الحوار، وكلّما دخلت إليها أبادر بالتحية وأستأذن منها إذا عزمت على الانصراف، بل وأسألها عما إذا كان شيء ينقصها، وكثيراً ما نثرت في أجوائها العطر من زجاجتها.

أزور مكتبتي مرّة كلّ
على الأقلّ ثلاث مرات في اليوم، بما مجموعه نحو ثماني ساعات منها أربع متواصلة في الصباح. كما أشتاق إليها في الظهيرة وحتى بعد العصر، ثم أزورها في نحو العاشرة مساءً.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
الشعر أولا  ثم الرواية وتأتي بعدهما السير الذاتية... وكان لكتب الدين والسياسة نصيب في مقتبل حياتي إلاّ أنّه قلّ مع الوقت.

كتاب أُعيد قراءته
كثيرة تلك الكتب التي أُعيد قراءتها، مثل ثمّ كتاب "ألف ليلة وليلة" وأشعار أحمد شوقي وطاغور وبابلو نيرودا وبول إيلوار وشكسبير... فضلاً عن كتب جبران وكافكا وهيمنغواي وتشيكوف...

كتاب لا أعيره
كثيرة هي أيضاً، وغالباً لا أعير الكتب التي أميل إلى العودة إليها كتلك التي سبقت الإشارة إليها ومعها كتاب "بلادي".

كاتب قرأت له أكثر من غيره
نجيب محفوظ.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
دواوين الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ وروايات الكاتب السوداني أمير تاج السر.

كتاب أنصح بقراءته
ثمّة أكثر من كتاب وإنما إذا أردت حصرها في واحد فقط أختار "بلادي" للشاعر الكازاخستاني رسول حمزاتوف.

كتاب لا أنساه أبداً
«العجوز والبحر» للأميركي إرنست هيمنغواي.

بين المكتبة والإنترنت أختار
الاثنين معاً. وبالنسبة إليّ لا يُمكن الفصل بينهما. كلاهما شيء واحد.