زفاف ملكي عصري للأميرة يوجيني

جولي صليبا 28 أكتوبر 2018
في تمام الحادية عشرة صباحاً وفق التوقيت البريطاني من يوم الجمعة الواقع فيه 12 تشرين الأول/أكتوبر، أُقيمت مراسم زفاف الأميرة يوجيني وعريسها جاك بروكسبانك في كنيسة القديس جورج في قصر ويندسور. وهو المكان نفسه الذي تزوّج فيه الأمير هاري وميغان ماركل في شهر أيار/مايو الماضي.


زفاف ملكي

حضر العرس نحو 850 شخصاً، من بينهم عدد من المشاهير، وعدد من أصدقاء يوجيني مثل المغنية إيلي غولدينغ، وعارضة الأزياء كارا دولوفين. وقد توافد المدعوون إلى الكنيسة وسط رياح شديدة تلاعبت بقبّعات الحاضرات وشعرهن وملابسهن، إذ وصلت سرعة الرياح في منطقة ويندسور إلى حوالى 35 ميلاً في الساعة.

كما حضرت العارضة العالمية نعومي كامبل بفستان أسود، وارتدت الممثلة ديمي مور اللون البورغندي، وتألقت المغنية إيلي غولدينغ بلون أزرق سماوي وفضي.

أما كايت ميدلتون دوقة كامبريدج فتألقت بفستان راقٍ باللون البنفسجي من ألكسندر ماكوين، فيما اختارت ميغان ماركل دوقة ساسكس معطفاً باللون الكحلي من جينفشي. وحضرت بيبا ميدلتون، شقيقة كايت، بفستان أخضر زيتوني أظهر ملامح حملها الذي بات في أيامه الأخيرة.

كما حضر مندوبو الجمعيات الخيرية والمنظمات في حديقة القصر، من بينهم المستشفى الملكي الوطني لتقويم العظام، ومعهد مكافحة السرطان للمراهقين، وجميعة “جيش الخلاص” الخيرية وصندوق الأمم المتحدة الاستئماني للقضاء على العنف ضد المرأة. وحضر أيضاً أطفال من مدرستين محليتين، هما مدرسة القديس جورج ومدرسة كاوورث فليكسلاندز.

يُذكر أنه تم توجيه الدعوة لنحو 1200 فرد لحضور حفل الزفاف، علماً أن قصر باكينغهام تلقى ما يزيد على 100 ألف طلب من أشخاص راغبين في حضور الزفاف.

وبعد انتهاء مراسم الزفاف، استقلّ العروسان عربة اخترقت شوارع ويندسور، ولكن من دون الذهاب إلى “لونغ ووك” مثلما فعل دوق ودوقة ساسكس في أيار/مايو الماضي.

من هي العروس؟

الأميرة يوجيني، واسمها الكامل يوجيني فيكتوريا هيلينا أميرة يورك، هي حفيدة الملكة إليزابيث والابنة الثانية للأمير أندرو، وسارة دوقة يورك. تبلغ من العمر 28 عاماً، وترتيبها التاسع من حيث تولي العرش البريطاني بعد شقيقتها بياتريس.

ولدت الأميرة يوجيني في مستشفى بورتلاند للنساء والأطفال في 23 آذار/مارس 1990. انفصل والداها حين كانت في السادسة من عمرها، لكن هذا الانفصال كان ودّياً مما سمح للأميرة يوجيني وشقيقتها الأميرة بياتريس بعيش حياة أسرية طبيعية خلال نشأتهما.

تحمل الأميرة لقب “سمو الأميرة الملكية يوجين أميرة يورك”، على أن تحتفظ بلقبها الملكي عندما تتزوج، ولها حق اختيار الانتساب الى لقب الزوج.

تدير الأميرة يوجيني، التي درست اللغة الإنكليزية وتاريخ الفن في جامعة نيوكاسيل، متحف “هاوسر آند ويرث” للفن المعاصر في لندن. وتحتفظ بعلاقة وثيقة جداً مع أبويها المطلّقين.

وبالنسبة إلى ثروة الأميرة يوجيني، يقال إن الأميرة الشابة حصلت عام 1994 على مبلغ مالي ضخم من الملكة الأم، أي والدة جدّتها الملكة إليزابيت الثانية، بعد أن وزّعت هذه الأخيرة جزءاً كبيراً من ثروتها على أطفال العائلة الملكية البريطانية.

صحيح أن الأميرين ويليام وهاري حصلا على الحصة الأكبر من تلك الثروة (نحو 14 مليون جنيه إسترليني)، لكنّ الأميرة يوجيني وأقرباءها حصلوا أيضاً على الملايين.

ماذا عن العريس؟

أما العريس جاك بروكسبانك، البالغ من العمر 32 عاماً، والمدير السابق لمطاعم “ماهيكي” في ماي فير في لندن، فقد التقى الأميرة يوجيني عندما كانت تبلغ من العمر 20 عاماً، خلال رحلة تزلج في فيربير في جبال الألب السويسرية. ويقول بروكسبانك، مدير علامة “تيكيلا” التجارية، إنه أحبّ الأميرة يوجيني من أول نظرة.

درس بروكسبانك في المدرسة العامة في باكينغهام، وعمل في الحانات والمطاعم لأعوام عدة. ويقال إن الملكة إليزابيث باركت العلاقة بين الاثنين عندما حضرا حفل عيد ميلاد الأمير هاري الثاني والثلاثين في بالمورال.

كما حصل العريس جاك على موافقة حماته، التي قالت إنها “أحبّت جاك” في مجموعة من المشاركات المدوّنة على مواقع التواصل الاجتماعي احتفاءً بإعلان الموافقة.

سيعيش الزوجان معاً في شقة تُعرف باسم “إيفي كوتيدج” في قصر كنسينغتون.

كعكة الزفاف

كعكة الزفاف لم تكن تقليدية البتة، أي أنها لم تكن بنكهة الفاكهة كما جرت العادة في حفلات الزفاف الملكية البريطانية. فقد اختار العروسان كعكة زفاف مخملية حمراء بالشوكولاته، صنعتها صوفي كابوت Sophie Cabot التي تملك شركتها الخاصة لصنع الكعكات وتزيينها منذ العام 2014.

يُذكر أن الأميرة يوجيني تعرّفت على براعة صوفي في صنع قوالب الحلوى من خلال والدها آندرو دوق يورك، الذي استعان بصوفي لصنع الحلوى المزخرفة أثناء الفعاليات الخاصة ببرنامجه الخيري Pitch@Palace.

فستان الزفاف

تولّى بيتر بيلوتو وكريستوفر دي فوس تصميم فستان زفاف العروس يوجيني. وحرصت الأميرة الشابة على اختيار تصميم مفتوح على الظهر بحيث يكشف جلياً عن ندوب العملية الجراحية التي خضعت لها وهي في الثانية عشرة من عمرها بهدف علاج تقوّس في العمود الفقري.

وبعد مرور 16 عاماً على هذه الجراحة، أرادت حفيدة الملكة إظهار النّدبة للتعبير عن امتنانها لمن ساعدوها في تخطي محنتها المرضية وحتى تكون مصدر إلهام لمن يعانون مشكلات في العمود الفقري.

واللافت أن الأميرة يوجيني كانت قد تحدثت قبيل زفافها عن أهمية “إظهار الندوب”، ونشرت في وقت سابق صوراً للأشعة التي خضعت لها في أثناء تلقّيها العلاج من تقوس في العمود الفقري وهي في سنّ الثانية عشرة.

يُذكر أن الأميرة يوجيني وضعت تاج جدّتها الملكة إليزابيت الثانية الذي ابتكرته دار “بوشرون” عام 1919 وهو مصنوع من البلاتين ومرصّع بالماس والزمرد... إلا أنها استغنت كلياً عن الطرحة.

فتيان وفتيات الشرف

رافق العروس يوم زفافها عدد من الأطفال الصغار، أبرزهم الأمير جورج والأميرة شارلوت، طفلا الأمير ويليام ابن عمّ العروس، إضافة إلى سافاناه فيليبس، وإيلا فيليبس، وميا تندال، ومود ويندسور، وثيودورا ويليامز، ولويس دو جيفنشي. كما رافقها كلٌ من الليدي لويز ماونبتاتن ويندسور (14 عاماً) وشقيقها جايمس فيسكاونت سيفيرن (10 أعوام)، وهما طفلا الأمير إدوارد (عمّ العروس) وصوفي ويسيكس.

أما الأميرة بياتريس شقيقة العروس فكانت وصيفة الشرف الرئيسة وتألقت بفستان من تصميم رالف إند روسو، فيما كان توماس بروكسبانك، شقيق العريس، الإشبين الذي وقف بجوار العريس خلال حفل الزفاف.

أبرز الغائبين عن الزفاف

حضر حفل زفاف الأميرة يوجيني العديد من أفراد العائلة الملكية البريطانية، لكن دوقة كونورال، زوجة الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، غابت عن الحفل بذريعة أن لديها ارتباط مهم تم تحديده منذ وقت طويل وهي لا ترغب في التراجع في اللحظة الأخيرة.