كل ما تحتاجينه لتنمية قدرات طفلك الفكرية!

كارين اليان ضاهر 28 أكتوبر 2018
يبتعد الطفل عن أجواء الدراسة خلال العطلة الصيفية، لذلك تبرز الحاجة مع انتهاء العطلة إلى العودة شيئاً فشيئاً إلى هذه الأجواء. كما أن ثمة حاجة في هذه المرحلة إلى العمل على تنمية قدرات الطفل الفكرية تحديداً لتحسين نتائجه المدرسية بشتى الطرق المتاحة. هنا يبرز دور الأهل... فإمكانات الطفل وقدراته لا تظهر بطريقة عشوائية، بل ثمة ما يمكن القيام به والسعي إليه بهدف تحسينها وتطويرها.


القراءة ثم القراءة: مما لا شك فيه أن جميع الاختصاصيين يشدّدون على أهمية القراءة في تنمية قدرات الطفل ومساعدته على تحسين نتائجه المدرسية. لا بل قد تكون القراءة هي المفتاح الذي يساعد على نجاح الطفل في المدرسة. وهنا لا بد من تسليط الضوء على دور الأهل في ذلك لاعتبارهم الأساس في توجيه الطفل إلى القراءة وتشجيعهم عليها. هذا فيما يجب التركيز على أهمية عدم اكتفاء الأهل بالقراءة لأطفالهم، بل عليهم أن يعملوا على إشراكهم في ذلك حتى يتعلّقوا بالقراءة تدريجاً من خلال طرح الأسئلة عليهم ومناقشة القصص. علماً أن القصص التي تقدِّم للأطفال الشخصيات التي يحبّونها هي المفضلة دائماً حتى تتحول لديهم القراءة إلى هواية ويتعلقون بها تدريجاً.

حوّلي التجارب اليومية فرصاً تعليمية: من الضروري أن يستفيد الأهل من التجارب اليومية والظروف المختلفة لتعليم الأطفال من خلالها. كما أن من المهم تشجيع الطفل على طرح الأسئلة حولها، مما ينمّي قدراته الفكرية. علماً أن من الأفضل ألا يجد الأطفال الإجابة عن أسئلتهم مباشرةً، بل يجب مناقشتها معهم ومساعدتهم على إيجاد أجوبة لها بأنفسهم. بهذه الطريقة تخلقين لطفلك فرصاً تعليمية من روتين حياته.

ناقشي مع طفلك ما تعلّمه في المدرسة: عند عودة طفلك من المدرسة، تحققي مما تعلّمه في الصف وناقشيه معه. بهذه الطريقة يشعر طفلك أنك معنية بما يتلقاه في المدرسة فتزداد حماسته على التعلّم، وبالتالي يمكنك التدخل بشكل أفضل لتحسين قدراته التعليمية.

لا تركّزي على علامات طفلك حصراً وعلى حصوله على أعلاها: من المهم أن تشجعي طفلك على تقديم أفضل ما لديه في المدرسة، لكن شرط أن تحرصي على تقبّل نتائجه مهما كانت فيما يجب ألا تشعريه بالتوتر بالتركيز على العلامات العالية حصراً. غالباً ما يجد الأهل صعوبة في تقبّل علامات أطفالهم، لكن يختلف كل طفل عن الآخر، ومن المهم تقبّل نتائج الطفل كما هي، خصوصاً إذا كان يقدّم أفضل ما لديه.

ركّزي على حاجاته الأساسية: ثمة حاجات أساسية لنمو طفلك الطبيعي الجسدي والفكري والنفسي، ومن الضروري الحرص على تأمينها له كالغذاء السليم والنوم بمعدل كافٍ والنظافة والرعاية الصحية. فهذه العناصر أساسية في هذه الحالة. مع الإشارة إلى أن دراسات عدة أكدت أن الأطفال الذين يتناولون الفطور قبل توجّههم إلى المدرسة يتميزون بقدرة عالية على التركيز ويبدو أداؤهم المدرسي أفضل مقارنةً بالآخرين.

قابلي معلمة طفلك من وقت إلى آخر: نسّقي مع معلمته حتى تجدا الوقت الأنسب لكليكما لمناقشة إمكانات طفلك ونتائجه والعمل على تحسينها.

ركّزي على ما يحفز طفلك: من المهم أن تركزي على ما يحفز طفلك ويشجعه على المثابرة بدلاً من أن تتجهي إلى معاقبته. يجب أن يعرف الطفل قيمة وأهمية المثابرة وتقديم أفضل ما لديه بدلاً من أن يحاول جاهداً تجنّب العقاب. وهذا لا يفيده في المدرسة فحسب بل في حياته لاحقاً حتى يجد دائماً وتلقائياً الحوافز لتقديم أفضل ما لديه ليحقق النجاحات.

دعي طفلك ينجح ويفشل بمفرده: يميل الأهل إلى التدخل في أدق تفاصيل دروس أطفالهم. لكن من المهم ترك المجال للطفل ليحاول بمفرده فينجح ويفشل من تلقاء نفسه ومن دون تدخل من أحد. من الضروري أن تعرفي أن الأطفال الناجحين هم فعلاً أولئك الذين يتمتعون باستقلالية ويتحمّلون مسؤولية أعمالهم. إذا لم ينجز الطفل فروضه المدرسية بمفرده فلن يستمتع بلحظات تحقيق إنجاز ولن يعرف قيمة النجاح، كما أنه لن يتعلم من فشله أحياناً.

علّمي طفلك مبادئ الانضباط والاحترام: مما لا شك فيه أن قلّة الاحترام من المشاكل الشائعة التي تتم مواجهتها اليوم مع الأطفال. فالاحترام من المبادئ التي تنقصهم. وحتى في ما يتعلق بالانضباط، يتجه الأهل اليوم إلى الاتكال على المدرسة لتعليم أطفالهم معنى الانضباط. لكن من المؤكد أن ثمة ضرورة لعمل الأهل بالتزامن مع المدرسة على تعليم الأطفال الانضباط. أما الاحترام فيتعلّمه الطفل من محيطه بمختلف التفاصيل الموجودة فيه ومن خلال علاقته مع أهله ومع أصدقائه وغيرهم.

التشجيع والدعم: يشدد الاختصاصيون على ضرورة أن يكون الأهل مثالاً أعلى لأطفالهم. وكي يحقق الطفل إنجازات في المدرسة، عليه أن يتمتع بثقة في النفس بغض النظر عما يحققه. من المهم أن تشددي على ذلك في كل لحظة من حياة طفلك ليشعر بالفخر بكل إنجاز يحققه مهما بلغت أهميته.


5 نصائح لتعزّزي قدرة طفلك الإبداعية

1- تذكّري أن أخطاء الأطفال مفيدة: وجّهي طفلك ليتعلم من أخطائه حتى لا يكررها. فالطفل الذي يخشى الخطأ يتمتع بقدرة إبداعية تقلّ من غيره من الأطفال. يجب النظر إلى الخطأ كفرصة للتعلّم.

2- الفوضى ضرورية في مكان ما: عندما يميل الطفل إلى الإبداع، تبدو الفوضى مسألة حتمية. خصّصي له مكاناً ليبدع فيه رغم الفوضى التي ستنتشر فيه.

3- كوني أكثر انفتاحاً: عندما يطلب منك طفلك أموراً تبدو لك في غير مكانها أو غير مناسبة، تقبّليها أحياناً. فإذا أراد مساعدتك في الطهو، افسحي له المجال لذلك. أيضاً إذا أراد أن يأكل المعكرونة عند الفطور فلا تعترضي على ذلك.

4- قلّلي من فترات الألعاب الالكترونية ومشاهدة التلفزيون: فالوقت الذي يمضيه الطفل أمام الشاشات يمكن أن يستفيد منه لتنمية قدراته الإبداعية وتحقيق إنجازات.

5- خصّصي وقتاً لإبداع الطفل: قد لا يكون ذلك سهلاً، لكن القدرة الإبداعية للطفل تتطلب وقتاً غير منظّم ومدروس أحياناً. إذ يحتاج إلى الوقت للاكتشاف والابتكار والإبداع بعيداً من الوقت المنظم.