تساءل المستخدم "أبو عزام" عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن سبب عدم وجود غسول للفم بنكهة جميلة بعيداً من نكهاته الحالية قائلاً "ألحين (الآن) ليش (لماذا) غسول الفم لازم (لابد) يكون مُرّ ويغث الكبد (طعمه مائل للمرارة)! وش (ما الذي) بيضرهم (يضّر) لو خلو (جعلوا) طعمه حالي (حلو)"، مرفقاً تغريدته بإيموجي "يشعر بالغثيان".

في حين أشارت المستخدمة "هند_17" على حسابها في الموقع ذاته إلى أنها تعرضت لموقف أصابها بالذعر، حيث قالت "قمت بابتلاع كمية من غسول الفم، وأحسست بعدها بازدياد في معدل ضربات القلب، وحاولت التقيؤ قليلاً حتى شعرت بعدها بالراحة، وعادت ضربات القلب إلى معدلها الطبيعي".

من جانبه ذكر طبيب الأسنان الدكتور محمد نبيل الصفي عبر حسابه في "سناب تشات" بأن "أطباء الأسنان ينصحون باستخدام غسول الفم الكحولي، إذ أنه يحقق نتائج مذهلة، بسبب فعاليته في قتل البكتيريا وعلاج التهابات اللثة. فالكحول المتواجدة في هذا الغسول كحول كيماوي مختلف تماماً عن الكحول المتعارف عليه. ومشكلة الغسول الكحولي بأنه يحرق الأغشية الداخلية، عندها يشعر الشخص بالحرارة، لكنه لا يسبب أي ضرر أو سرطانات، وربما يشعر أحياناً الشخص بالجفاف في فمه بعد الاستخدام، لكن يُنصح بالمضمضة بماء بارد. ويجب التنويه بعدم الاعتماد الدائم على غسول الفم".

وبحسب موقع "mindbodygreen" فإن البعض يستخدم غسول الفم المطهر ليلاً لتنظيف فمهم بسرعة بعد تنظيف أسنانهم، لكن "هل تعلم أن هذه العادة اليومية يمكن أن تضر الجسم أكثر مما تساعده؟"، ولكن كيف يحدث ذلك؟.

تجيب عن هذه التساؤلات الدراسة الحديثة في مجلة Free Radical Biology and Medicine التي تؤكد على أن غسول الفم المطهر يمكن أن يزيد في الواقع من ارتفاع ضغط الدم، والنوبات القلبية، ومخاطر السكتة الدماغية إذا استخدمت يومياً.

الدكتور ناثان برايان، من جامعة تكساس في أوستن ذكر بأن الكلورهيكسيدين يستخدم كمطهر ومعقم قوي، في غسول الفم، ويمكن أن يزيد من ضغط الدم إلى 3.5 ملليمتر من الزئبق، ما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بنوبة قلبية. ومن المؤكد أن هذه الأنواع من الغسول تقتل معظم الجراثيم في الفم، ولا تميز بين البكتيريا (الضارة والنافعة)، و نحن في الواقع نحتاج إلى البكتيريا الجيدة في العمليات الهضمية، حيث إنها ضرورية لتغذية الإنسان.

من المعروف أن السيطرة على ضغط الدم هي المفتاح لمنع أمراض القلب والأوعية الدموية، والمعروفة بـ"الأمراض القاتلة"، والمسببة أيضاً للسكتات الدماغية، ويعد أكسيد النيتريك أحد أهم الجزيئات المنتجة في جسم الإنسان، وهي من العوامل التي تسيطر على ضغط الدم وتنظمه، وهي عامل رئيسي في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية. وتابع الدكتور برايان أن "سوء نظافة الفم، واستخدام الغسول المطهر، أو المضادات الحيوية يمكن أن تقتل هذه البكتيريا، وبالتالي تقوم بتعطيل إنتاج أكسيد النيتريك ويصبح الشخص أكثر عرضة لخطر الأمراض القلبية الوعائية". ويرتفع ضغط الدم.

وبدلا من استخدام غسول الفم المطهر التجاري، اقترح موقع "mindbodygreen" المتخصص أن يتم استخدام الماء الدافئ والملح لغسل الفم (في بعض الأحيان يعتبر الحل الأفضل). ولا يمكن للبكتيريا السيئة أن تزدهر في درجة الحموضة المحايدة، ويحافظ هذا الخليط على درجة حموضة الفم صحية، كما يمكن إضافة قطرة من الزيوت العطرية مثل زيت النعناع لجعل طعمها أفضل.

نقلاً عن "شبكة الحياة الاجتماعية"