على الأغلب، لن يتمكّن أصحاب القلوب الضعيفة ـ بعد أن انخفضت درجات الحرارة معلنةً اقتراب فصل الشتاء ـ من مقارنة ما يتطلّبه الاستحمام بمياه باردة من شجاعة مع الشائع حول فوائد هذه الخطوة الاستثنائية، التي تُعتبر في المقابل روتيناً يومياً في حياة الكثيرين ممّن عرفوا منافعها المباشرة وغير المباشرة على مدار أيام السنة. وإن فعلوا، يُرجَّح أن تميل الكفّة لصالح الانكفاء بعيداً من جدار الخوف وتركه سليماً بعدم العزم مرةً أخرى على تحطيمه، مفضّلين دائرتهم المريحة على ما يعرفونه أو لا يعرفونه من فوائد صحية كثيرة تنتظرهم على الضفة الأخرى. هناك حيث تنهمر المياه الباردة التي تصدم الجسم في الوهلة الأولى، ثم يعتاد عليها بعد لحظات.

تعديل مزاج

تشكّل المعلومات التي يتداولها النشطاء على الـ"سوشال ميديا" حافزاً للبعض لتبديل موقفهم السلبي من الاستحمام بالماء البارد، لا سيما وأنها تتضافر لتكشف محتوى سلّة المنافع الكثيرة، بما في هذه المعلومات من تعبير عن الشعور الرائع الذي يتحوّل إلى متعة متجدّدة كلّما حان موعد الاستحمام، أو إشارة إلى المكتسبات المحقّقة للجسم وعلى أكثر من صعيد، لا سيما على مستوى وقايته من الأمراض ودرء الأخطار عنه.

فالمستخدمة نوال كتبت في "فايسبوك": "أكثر شيء يعدل مزاجي الاستحمام، وأخيراً صايرة أفضل أن يكون بالماء البارد"، وناصر أضاف في تغريدته على "تويتر" إلى الجزء المتعلّق بالمزاج فوائد أخرى منها "حرق الدهون في الجسم، والمساعدة على تنظيم جدول النوم، وإعطاء الجسم طاقة، وزيادة إنتاجية المرء".

شد الجلّد

من جانبه، أشار حساب "طبيبك الخاص" إلى أن "الاستحمام بالماء القريب من البارد يخفّف من أعراض التوتّر والقلق، ويعمل على شدّ الجلد والبشرة، ويعمل على خفض ضغط الدم المرتفع، وينشّط الدورة الدموية ويمنح الشعر لمعانًا وحيوية". أما حساب "مصدر صحتك"، فلفت إلى أن الاستحمام بالماء البارد "يمنع الرشح، ويزيد اليقظة، ويحفّز كل من الهرمونات وجهاز المناعة"، وحساب "معلومة وفائدة" أكد أنه "يخفّف ﻣﻦ الاﻛﺘﺌﺎﺏ، وﻳقوّي ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ، وﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﺠلد ﻭﺷﻌﺮ ﺍﻟﺮﺃﺱ أكثر صحة، ويعطي انتعاشاً حقيقياً لمدة طويلة".

وإلى ما تقدّم يُضاف ما أعلنه حساب "عالم الصحة" وفيه أن الاستحمام بالماء البارد مفيد لتحسين حدّة التركيز، وتحفيز عملية الأيض، والحدّ من تساقط الشعر، والحدّ من ألم المفاصل. وما كشفه منشور حساب "طبيبي" عن أنه يعمل على تسريع الاستقلاب، ويحرّر الدماغ، ويقي من أمراض البرد.

غير صحيح

إلى ذلك، غرّد الدكتور خالد النمر (الذي عرف نفسه عبر حسابه في "تويتر" على أنه ‏إستشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي)، مجيباً على سؤال: "هل صحيح أن الاستحمام في الشتاء بالماء البارد فقط يسبّب جلطات خصوصاً في القلب والدماغ"؟، بعبارة "غير صحيح"، داحضاً بذلك إحدى المعلومات المغلوطة حول الاستحمام بالماء البارد.

نقلاً عن "شبكة الحياة الاجتماعية"