لقاء مع الأمير خالد بن سعود

المرأة والسياسة, المملكة العربية السعودية, مجلس المساواة العرقية, مناصب عامة, العمل في الوزارات

26 يونيو 2009

ثمة توجه ملحوظ في السعودية إلى إعطاء المرأة دوراً أكبر في الوظائف القيادية ومواقع إتخاذ القرار، وظهر ذلك جليا بعد تعيين نورة الفايز كأول نائبة لوزير التربية والتعليم. هذا التعيين فتح نافذة أمل أمام السعوديات لوجود المرأة في مراكز قيادية أخرى، خاصة وقد كثر الحديث في الفترة الماضية عن عمل المرأة السعودية في وزارة الخارجية وبداية وجودها كسفيرة تمثل بلادها في الخارج كنظيراتها العربيات والخليجيات.
كان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، قد صرح منذ أكثر من خمس سنوات عن عزم المملكة تعيين سيدة في منصب سفير، وتحدثت وسائل الإعلام المختلفة عن أن وزارة الخارجية تعمل جادة على ترشيح عدد من النساء السعوديات البارزات لتولي مناصب رفيعة في الوزارة، وأن هناك توجهاً لتسليم خمس سعوديات مناصب رفيعة لأول مرة في تاريخ البلاد من بينها وظائف بدرجة سفير.
«لها» إلتقت الأمير خالد بن سعود وكيل وزارة الخارجية لتقف على آخر مستجدات وجود المرأة السعودية كسفيرة ودبلوماسية تمثل بلادها في المستقبل القريب، وفي ما يلي نص الحوار.

 -عام 2005 نشرت الصحف وتناقلت مواقع الإنترنت خبراً عن بداية دخول المرأة وزارة الخارجية، وذكرت أيضا أن وزارة الخارجية بدأت ترشيح عدد من الأسماء لسعوديات بارزات لتولي مناصب رفيعة في الدولة، فهل من جديد في ما يخص دخول المرأة وزارة الخارجية ووجودها كدبلوماسية سعودية؟
عمل المرأة في وزارة الخارجية موضوع قديم بدأ في منتصف الثمانينات الميلادية من القرن الماضي، سواء في الوزارة أو في المعهد الدبلوماسي، ولكن كانت البداية بأعداد محدودة في نطاق عمل محدود، وما حدث أخيراً أن أصبح هناك توسع في مجالات العمل وبالتالي الأعداد.

 - سبق أن أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في عام 2003 أن السعودية في صدد تعيين أول سيدة في منصب سفير، فمتى سيتحقق ذلك ونرى أول سفيرة سعودية؟
أعتقد أن المرأة يجب أن تأخذ حقها وفرصتها في العمل مثلها مثل الرجل دون زيادة أو نقصان في الحقوق والواجبات، مع أهمية مراعاة الإلتزام بتعاليم شريعتنا الإسلامية. وبالتالي فإن المرأة سوف تتدرج في عملها بالوزارة بناء على قدراتها وأدائها ومن خلال حياتها الوظيفية، وذلك كما حدث ويتم لزميلها الرجل العامل في الوزارة دون أي تمييز لأي من الجنسين.

 - بعض الدول الخليجية والعربية عينت سيدات في مواقع قيادية مهمة وحتى الآن لم تعين أي إمرأة في وزارة الخارجية، فهل يعتبر قرار تعيين نائبة وزير للتربية والتعليم تمهيدا لدخول المرأة لمجالات قيادية أخرى ومنها توليها منصب سفير؟
أعتقد أن إجابتي السابقة تعالج جزءاً من السؤال، ولكن بماأنك أوردت مقارنة هنا، دعيني أوضح لك نقطة مهمة. اذا نظرنا إلى الزميلة التي تولت منصب قيادي في التعليم وهي الأخت نورة الفايز، والتي أتمنى لها التوفيق وأتوقع لها نجاحات في عملها، فستجدين أن الأخت نورة عملت لفترة طويلة في مجال التعليم وتدرجت في المسؤولية والمهمات حتى وصلت الى ما وصلت إليه. علينا عدم الإستعجال ويجب أن تكون المهنية والتخصص والكفاءة والخبرة والقيادة، جميعها أمور تدخل في تنظيم عمل وزارة الخارجية. الأساس في تدرج الموظفة في الوزارة وتكليفها بمسؤوليات قيادية عليا.

- سبق أن تناولت الصحف وجود مستشارات غير متفرغات في وزارة الخارجية وكنتم قد صرحتم أنه لاوجود لمستشارات في وزارة الخارجية، فهل مازالت المرأة السعودية مستبعدة كمستشارة لديكم؟
يتم العمل الإستشاري لوزارة الخارجية حتى الآن من خلال مراكز متخصصة كالمعهد الديبلوماسي وغيره من المراكز الإستشارية داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى وجود مركز المعلومات والدراسات الذي يتولى عمل الدراسات الخاصة بالوزارة، وبالتالي اذا شاركت من هذه الجهات سيدات في أي أعمال إستشارية للوزارة فسيجدن كل ترحيب وتعاون. وأعتقد أن ذلك قد تم فعلا في السابق، لكن لايوجد حتى الآن سيدات يعملن في وزارة الخارجية في وظائف رسمية بمسمى مستشارة.

 - هل تعمل الدولة على تجهيز دبلوماسيات سعوديات للدخول في السلك الدويبلوماسي؟
لدينا نساء يقمن بمهمات دبلوماسية، فهذا عملنا في وزارة الخارجية كلنا رجالاً ونساء.

 - هل ستبدأ السعودية فتح مجالات الدراسة للعلوم السياسية للمرأة لتؤهلها لدخول السلك الدبلوماسي؟
هذا موضوع يعود الى وزارة التعليم العالي والجامعات سواء الحكومية أو الخاصة، ولكن من البديهي أن تكون العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون الدولي والإقتصاد والإعلام وغيرها من تخصصات التعليم المهمة جدا لتأهيل المرأة للعمل في وزارة الخارجية.

 - اذا عينت الدولة سفيرة للسعودية فهل سيبدأ التعيين في الدول الخليجية والعربية أولا بحكم تقارب العادات والتقاليد أم أنه لن يكون هناك تفضيل بين الدول؟
هذا الموضوع سابق لأوانه، وسؤالك إفتراضي. أمر تعيين سفير بصفة عامة قرار يجمع بين الحاجة ومناسبة الشخص للموقع من جوانب عدة وسيدي خادم الحرمين الشريفين هو من يعين السفراء.

 - ماهي المؤهلات المطلوبة لتولي المرأة منصب سفير ولوجودها كدبلوماسية سعودية؟
هي المؤهلات المطلوبة لتولي الرجال منصب سفير ولا أعتقد أن هناك إختلافاً.

 - ماذا عن ما يتعلق بالمحرم، هل سينطبق على الدبلوماسية السعودية إلزامية وجود محرم معها كما يحدث مع الطالبة السعودية المبتعثة؟ وماذا عن وظيفة زوجها إذا كانت متزوجة، هل سينقل معها وتوفر له وظيفة أخرى؟
موضوع المحرم مكمل لترابط الأسرة وعدم تشتيتها. فكثير من الدول بما فيها الغربية تحاول جمع الزوجين في سفارة واحدة لضمان إستمرارية الترابط الأسري، والأولى بنا أن نكون أكثر حرصا منهم في ذلك.