المرأة وراء مِقْود سيارة الأُجرة في الإمارات

عمل المرأة, قيادة السيارات, التاكسي الزهري, سيارات أجرة

06 أغسطس 2009

التاكسي الوردي، إسم أطلقه ضيوف إمارة دبي على تاكسي السيدات الذي بدأ العمل قبل عامين كتجربة أولى في الإمارة، وكان النجاح الكبير للتجربة وراء تعميمها في الإمارات الأخرى.
هيئة الطرق والمواصلات في دبي أرادت أن تجعل من تجربتها تجربة فريدة من نوعها، فاختارت نخبة من السائقات المدرّبات من ذوات المظهر الأنيق لتجعل منهن باكورة مشروعها لخدمة السيدات والعائلات سواء من المقيمين في الدولة أو ضيوفها من السياح. وبدأت التجربة ب50 سيارة تاكسي، فيما وصل العدد اليوم إلى 300 تاكسي، مما يؤكد أن المرأة قادرة على النجاح في أي مجال عمل تخوضه.
تجربة «التاكسي» ومدى الإقبال عليها ونجاحها كانت في حديث مع مسؤولة إدارة التشغيل للتاكسي وعدد من السائقات.


فوزية العامري: المؤهل والإنكليزية شرطان أساسيان لسائقة التاكسي الوردي

بداية تقول فوزية سعيد العامري مسئولة تاكسي السيدات في هيئة الطرق والمواصلات في دبي إن إسم «التاكسي الوردي» أطلق على هذا النوع من سيارات الأجرة بدبي نظراً إلى تميز لونها، فقد طلي سقف السيارة باللون الوردي ليتناسب مع زي السائقة وهو اللون «البيج»، مع غطاء الرأس والقبعة الوردية.
وأوضحت العامري أن فكرة المشروع جاءت من الإدارة العليا في الهيئة إنطلاقاً من ضرورة وجود مشروع نقل يخدم السيدات والعائلات على الأخصّ. وبالفعل انطلق المشروع عام 2007 ب50 سيارة كتجربة أولى، وتقدم عدد كبير من السيدات والفتيات من جنسيات مختلفة للعمل فيه. وتمّ الاختيار بينهن وفقاً لشروط حدّدتها الإدارة وأهمها إلمام السائقة بالانكليزية قراءة وكتابة، خاصة أن النظام بأكمله يعمل باللغة الانكليزية، إلى جانب أن فترة التدريب التي تخضع لها السائقة في بداية تعيينها تكون عبارة عن دورات تدريبية بلغات عدّة وورش عمل بالانكليزية، إضافة إلى ضرورة أن تكون المتقدمة حاصلة على مؤهل علمي، حسنة المظهر وحسنة السيرة والسلوك، وتحمل رخصة قيادة إماراتية.
وأضافت أنه بعد اختيار السائقات يخضعن لدورة تدريبية في مركز تدريب السياقة للتدريب لمدة شهرين تتعرّف خلالها على إستراتيجية مؤسسة المواصلات في دبي، وسبل العمل وتشغيل نظام التاكسي الالكتروني لتلقّي الطلبات، والتعرّف على معالم دبي وخدمة العملاء. وبعد اجتياز المتقدمة للدورة التدريبية يدخل اسمها جدول المشتغلين.
وعن نظام عمل السائقات قالت فوزية العامري: «هناك مناوبتان لعمل السائقات، إحداهما من السادسة صباحاً حتى الرابعة عصراً، والأخرى من الرابعة عصراً حتى الثانية فجراً. أي أن السائقة تعمل 10 ساعات»، لافتة إلى أن هناك مبلغاً محدداً لابد أن تحصّله السائقة في اليوم لا يقل عن 450 درهماً، علماً أن السائقة تحصل على عمولة إلى جانب راتبها.
وأكدت أن السائقات متروك لهن حرية التنقل والعمل في أي مكان، ولكن الغالبية منهن يفضّلن العمل عند المراكز التجارية حيث كثرة أعداد الزوار.


ملتزمات بقواعد المرور

وأشارت إلى أن السائقات أكثر التزاماً بأنظمة السير والمرور ونادراً ما ترتكب السائقة مخالفة مرورية، بخلاف السائقين من الرجال، موضحة أن السائقات يمثّلن حاليا نسبة 10 % من إجمالي السائقين في الهيئة البالغ عددهم 3000 سائق.
وشدّدت على أنه ممنوع على السائقة أن تقلّ معها رجلاً بمفرده، ولكن من الممكن أن يكون بصحبة أسرته.
وأضافت أن غالبية السائقات العاملات حاليا يحملن مؤهلات عليا وثانوية وجميعهن من المقيمات. وكانت هناك سائقة واحدة مواطنة إلا أنها استقالت أخيراً.


تجربة جميلة ومفيدة

السائقة ياسمين علي أحمد أثيوبية تبلغ من العمر 27 عاماً، قالت إنها المرة الأولى التي تعمل فيها في هذه المهنة، إلا أنها أحبّتها ولم تعترضها أي مشكلة منذ التحاقها بالعمل قبل خمسة أشهر.
وتوضح ياسمين أنها تعمل أمام المطار، وغالبية ركابها من العائلات. ومنذ التحاقها بالعمل لم ترتكب مخالفة مرورية. ولا تخجل من عملها بل هي سعيدة بنظرة الإعجاب التي تراها في وجوه كل من ينظرون إليها، إلى جانب أن أهلها شجعوها على خوض التجربة التي تحتاج إلى جرأة وثقة بالنفس ومسؤولية باعتبارها مسؤولة عن أرواح من يركبون معها بوجه عام. وتضيف أن نظام العمل كسائقة يجعلها تتمتّع بكامل حريتها وأصبحت الآن تحقّق دخلاً يرضيها كفتاة في بداية حياتها العملية.


قيادة لمدة عشر ساعات

أما ميديوس اكاسيو، وهي فيليبينية في الأربعينات من عمرها، فتقول: «أنا من أول السيدات اللواتي عملن في «التاكسي الوردي» بعد أن عملت سكرتيرة تنفيذية في بعض الشركات». وتشير إلى أنها متزوجة ولديها ثلاثة أطفال، وهي سعيدة بعملها ولم تكن تتوقع أن تتمكن من العمل في السيارة لمدة عشر ساعات متواصلة، إلا أنها بعد تجربتها وجدت أنها تحب القيادة لأكثر من 12 ساعة. وهي دائماً موجودة عند المراكز التجارية لأن مرتاديها معظمهم من السيدات، إلى جانب أن منظمي سيارات التاكسي يعطون الأولوية للسائقات في تحميل الراكبات أو العائلات مما يجعلها تحقق المبلغ المطلوب منها يومياً وما يزيد وبالتالي تحصل على عمولة أكبر.
وتعترف بأنها ارتكبت مخالفة واحدة كانت ضبط رادار، «إلا أني لم أعد أكرّرها، خاصة أن هناك رقابة صارمة من الإدارة على السائقين. وأيضاً أصبحت أكثر وعياً للحفاظ على حياة الركاب».