'تراتيب' خطوة جديدة للحد من انتشار الطلاق في المجتمع السعودي

طلاق, المجتمع السعودي, المملكة العربية السعودية, فتاة / فتيات, المرأة السعودية / نساء سعوديات, مواقع الزواج الإلكتروني, سيدة أعمال, فتاة سعودية / فتيات, عبير عبدالله

23 سبتمبر 2009

سُجلت أعلى معدلات الطلاق في الشريحة العمرية من  سن ٢٠ إلى ٣٠ سنة خلال السنوات الخمس الماضية، حيث بلغت نسبة الطلاق حسب آخر الدراسات التي أجرتها وزارة التخطيط السعودية ٣٥ في المئة خلال العام الماضي مقارنة بنسبة ١٩ في المئة خلال العام ١٤٢٢ هـ لتصل في هذا العام إلى نسبة ٧١ في المئة. «تراتيب» هو  مشروع مشترك لأربع شقيقات سعوديات ارتأين إنشاء هذا المركز الذي حرص على إعداد الفتيات للزواج والوصول بهن إلى كيان أسرة قوي. وكان لـ «لها» حواراً مع  إحدى الشقيقات وهي عبير عبد الله.

- من هي عبير عبد الله؟ وكيف نشأت فكرة المشروع..؟
عبير عبد الله سعودية تخرجت من جامعة الملك عبد العزيز قسم الإدارة والاقتصاد. متزوجة ولديّ أربعة أطفال وحياتي بحمد من الله مستقرة وكذلك شقيقاتي. بدأت الفكرة لدينا بالتبلور بعد الانتشار «المدمر» لظاهرة الطلاق والذي بات يجتاح المجتمع السعودي بشكل غير طبيعي، الأمر الذي سبب الكثير من المشكلات بين كيان الأسرة الواحدة. وأصبحت أعتقد أنه لا يكاد يخلو  بيت واحد في المجتمع السعودي من حادثة طلاق أو انفصال بين زوجين اتفقا على بناء أسرة واحدة وكيان مستقل، وهو أمر يدعو إلى التفكير في إيجاد حل للحد من ظاهرة الطلاق. لذلك بدأت فكرة مشروع  مشترك بيني وبين شقيقاتي عفاف وعهود ومها عبد الله  بمشاركة 10 أعضاء نهدف فيه إلى العمل على إنشاء مركز يضمن إعداد الفتيات قبل الزواج. ولأن الحياة المرتبة والمنظمة هي عماد كيان الأسرة الناجحة كان «تراتيب» هو المشروع الذي حرصنا فيه على زيادة الوعي الأسري وتقديم المساعدة لفتياتنا للدخول إلى الحياة الزوجية المشتركة عبر طريق آمن ومستمر.

- ما الفئات العمرية الذي يستهدفها المركز من الفتيات؟ وكيف يتم التعامل مع الفتاة؟  
الفئات المستهدفة للفتيات في هذا المركز هن ما بين سن 15 وسن 25 سنة. هذا البرنامج لا يستهدف الفتاة فقط بل الأسرة أيضاً. والبرامج الموجودة تناسب الفتاة المراهقة والزوجة والأم كلاً بحسب دورها في المجتمع. على سبيل المثال العلاقة بين الفتاة والأم وتوضيح طريقة التفكير والتعامل بين الطرفين لنجعل الأم تتفهم تفكير ابنتها. والابنة كذلك. نشرح لها طرق التعامل مع أسرتها وكيفية التعامل مع المراهقة ومشاكلها ومن ثم يتم جمع الأم والابنة مع بعضهما لنحاول أن نصل إلى مفهوم واضح بين الكيان الأسري الواحد. وكما نهتم بالفتاة المقبلة على الزواج لدينا أيضاً البرامج التي تفيد الفتيات المبتعثات والمتزوجات والمطلقات والمسنات وذوات الاحتياجات الخاصة وفتيات دار الحماية الاجتماعية. 

- ما هي العوامل المؤثرة في ارتفاع معدلات الطلاق في سنوات الزواج الأولى؟
تختلف العوامل التي تؤثر في الحياة الزوجية. هناك العوامل الاجتماعية ومنها تعدد الزوجات وعدم إدراك الزوجين للحقوق والواجبات الأسرية، وكذلك التفاوت في المستويات التعليمية والعمرية والاجتماعية للزوجين وخروج الزوجة للعمل. هناك أيضاً العوامل الاقتصادية وهي تؤثر بطريقة واضحة في ارتفاع معدلات الطلاق كالفقر والاعتداء على أموال الطرف الآخر وارتفاع مستوى معيشة الأسرة والبطالة ثم التفاوت الكبير في المستوى الاقتصادي بين أسرتي الزوجين. كما يجب التنويه إلى وجود عوامل فرعية تؤثر في ارتفاع معدلات الطلاق كالسلوك السيئ للزوج والعناد من جانب الزوجين وعدم احترام المرأة وكينونتها وشخصيتها وعدم قدرة الزوج على تحمل مسؤولية الزواج والأسرة.

- كيف لمست إقبال المجتمع السعودي على هذه الفكرة وتحديداً الفتيات؟
بالفعل هناك جدية وقبول واسع من كل فئات المجتمع السعودي ومن الفتيات تحديداً، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن السيدة السعودية بفضل من الله مثقفة ومتعلمة وملتزمة بدينها وهي سيدة أعمال وسيدة مجتمع متميزة. ما نفعله في المركز يصب في طاعة الله لأن إرضاء الزوج من أساس الأسرة التي هي بذرة المجتمع الأساسية. ونحن اليوم بصدد المشاركة ضمن مراكز الأحياء لنعمل على إيجاد مركز «تراتيب» في كل حي من أحياء جدة. ولابد أن أذكر أنه تم تخريج أول دفعة من مركز تراتيب قبل أسبوعين فقط، وهذه الدفعة كانت عبارة عن 9 طالبات مقبلات على الزواج تراوحت أعمارهن بين سن ١٧ و٢١ سنة.

- ما هي الخدمات التي يقدمها المركز للمقبلات على الزواج؟
هدف هذه الخدمات هو تخفيف الحِمل الشاق الذي يقع على عاتق الفتاة المقبلة على الزواج، فقمنا بتوفير حسومات بنسبة ٥٦ في المئة على جميع الأمور التي تهم العروس كالمجوهرات والفنادق والتأمينات الطبية  والملابس وتحضيرات للزفاف من القاعة والورد والزفة وفساتين الأعراس، وهي تقدم كهدايا من أم أو أخت للفتيات. وما على الفتاة إلا الاهتمام بتفكيرها وجوهرها وكيفية الوصول إلى تحقيق حلمها بتكوين أسرة ناجحة.

- هل ستساهم هذه المراكز في خفض نسب الطلاق في المجتمعات؟
الطلاق أبغض الحلال عند الله ونحن نعمل على حل هذه المشكلة قبل أن تبدأ وتتفاقم بصورة غير طبيعية، لكن هناك بعض الحالات التي تصل بالزوجين إلى الطلاق، وهنا أيضاً علينا استيعاب الموضوع ونبدأ بالعلاج.