"فيك البرد هاك خود".. مبادرة تنشر الدفء والمحبة

آمنة منصور 22 نوفمبر 2018

في مواجهة فصل الشتاء الذي حضرت برودته قبل وصوله، فتسلّلت إلى الأبدان ودنت من القلوب، هبّت مجموعة من الشباب المغربي إلى قطع الطريق على الصقيع عبر مبادرة إنسانية نشرت دفء المحبة في ربوع مدينة وجدة، عاصمة شرق المغرب، فتحوّل النشاط الشبابي الذي تضافرت من أجل تحقيقه الجهود إلى احتفالية عفويّة، امتدّت فعالياتها إلى مدن أخرى وكأنها درع وقاية من البرد، أساسه الشعور بالآخرين والتحرّك سريعاً لمد يد العون إليهم.

دعوة مفتوحة

على الـ"سوشال ميديا" دلّ هاشتاغ "فيك البرد هاك خود"، بالإضافة إلى عبارات مشابهة، على هذه المبادرة كاختصار لرسالتها المميزة والمتمايزة، والتي تشكل دعوة مفتوحة إلى كل متشرّد ومحتاج لكي يأخذ حاجته من الملابس ليدفأ.

وإذا ما بدا أن جوهر المبادرة متشابهًا مع كل حملات توزيع المؤن والألبسة على الفقراء والتي تنشط عادةً على أبواب فصل الشتاء من قبل أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي الخيّرة، إلا أن آلية التوزيع في "فيك البرد هاك خود" هي التي ميّزت هذا النشاط، فسبقت إزاء ما فعله المتطوّعون ـ أمارات الدهشة علامات الإعجاب التي أبداها من شاهدوهم وكذلك من سمعوا أو قرأوا عنهم.

وعن هذه الآلية شرح منشور المستخدم رشيد على موقع "فايسبوك" ما رآه الشاب بأم العين في المدينة، إذ جاء فيه "فيك البرد هاك خود جاك البرد، هاك لبس،‏ هذه الحملة انطلقت اليوم من مدينة وجدة، وتعتبر من أحسن الحملات والمبادرات التي تبنّتها مجموعة من ساكنة وجدة بربط مجموعة من الملابس في أعمدة النور لاستعمالها من طرف الطبقات المعوزة".‬

وعليه، دعا رشيد، الذي لمس فائدة هكذا عمل إنساني وسط البرد القارس، من ستصلهم سطوره على الموقع الأزرق إلى نشر الفكرة "لتعمّ أرجاء الوطن"، مردفاً "هناك من هم فقط بحاجة إلى الفكرة، فلا تبخلوا بالبارطاج (المشاركة)، فهذه أحسن حاجة شفتها اليوم في وجدة".

نشر الفكرة

المستخدم بدر قام بدوره بالتعريف بهذه المبادرة، إنطلاقًا من الشعار الذي حملته. فأثنى على ما قام به الشباب المغربي عندما بادروا إلى تعليق ملابس دافئة على أعمدة الإنارة والأشجار. ثم طالب أصدقائه الإفتراضيين بمشاركة هذا الخبر الجيّد على سبيل الحثّ على فعل الخير ونشر التفاؤل والأمل في المجتمع.

ثم تساءل "لمَ لا نتعاون على تنفيذ هذه الفكرة في مدينة سلا الجديدة، فهناك أشخاص كثر يحتاجون إلى المساعدة؟". وذيّل الشاب ما تقدّم برقم هاتفٍ بغرض التواصل والإتصال، والتباحث في الفكرة ووضع إجراءاتها على سكة التنفيذ.

الصورة تتكلّم

إلى ذلك، عبّرت الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عن شيء من الحماسة والفرح الذين غمرا المبادرين عند تعليق القمصان الصوفية والسترات هنا وهناك على الأعمدة، كما بانت من خلالها الأقمشة السميكة وغطّت المعدن البارد، بانتظار أن يختارها أحد المعوزين لتمنحه دفئها.

نقلاً عن "شبكة الحياة الإجتماعية"