نوف محمد المروعي اختصاصية نفسية عيادية ومرشدة أسلوب حياة، ومؤسسة المنظمة العربية لليوغا المعترف بها من الاتحاد العالمي لليوغا، والأمين العام للاتحاد العالمي لليوغا في العالم العربي، ومؤسسة تحالف الخليج لليوغا. شاركت في العديد من المؤتمرات خارج السعودية في دبي والهند. وقامت بحملات عن صحة المرأة وتخفيف الوزن والقلق. «لها» التقتها في مركز الرياض الصيني الطبي وبدورها حدثتنا عن اليوغا وأهميتها في حياة الإنسان.

- بداية ما هو سبب تعلقك برياضة اليوغا؟
والدي محمد المروعي مؤسس الاتحاد العربي للسباقات والعاب القوى وهو من أدخل الكاراتيه والجودو، وهو بروفيسور في جامعة شودوكان وهو بطل عربي ومؤسس الاتحاد في مصر وتونس وفي السعودية. لذلك اعتدت على وجود هذه الرياضات في حياتي على الذهاب مع والدي إلى البطولات وكنت أشاهده وهو يرأس الوفود.  وهو درس شيئاً بسيطاً من اليوغا. لكني لم أتعلم اليوغا من والدي فبدأت في سن 18 سنة من المصادر البسيطة وقتها كالكتب والفيديوهات التي استطعت في ذلك الوقت الحصول عليها، كما أني تعرفت على مدربة هندية في الرياض وتعلمت على يدها الكثير عن رياضة اليوغا. وبعد زواجي وانتقالي للعيش مع زوجي في جدة بدأت دراسة اليوغا في سيدني.

- ما هو علم اليوغا؟ وماهي ايجابيات ممارستها؟
اليوغا فلسفة هندية قديمة وليس لها علاقة بالدين، تتحدث في وقت معين عن التناغم في الصحة الجسدية والصحة العقلية. ومما هو معروف أن ممارسي اليوغا اقل إصابة بالأمراض وأسرع تماثلاً للشفاء من غيرهم، وهي نظرية مهمة وعلم عميق في الطب الهندي والفلسفة الهندية منذ ما يقارب الثمانية آلاف سنة. فوائد اليوغا أو ايجابيات ممارستها  كثيرة جداً، منها تناغم طاقتين في جسم الإنسان وعندما بدأوا دراسة اليوغا فسيولوجياُ وطبياً وجدوا أن هناك نظامين مرتبطان ببعضهما، وهما جهاز الطوارئ العصبي وجهاز الاسترخاء. فعند ممارسة اليوغا نجد أن هذين الجهازين يتآزران في عملهما. وفي المجمل يتعرض الإنسان للكثير من الضغوط في حياته والضوضاء تعمل على تفعيل الجهاز العصبي، فتعمل اليوغا على تهدئة الجهاز العصبي السمبثاوي وهو المسؤول عن التوتر أو الطوارئ، وتعمل على تحسن الاستجابة للاسترخاء والهدوء. وفي الوقت نفسه هناك  تحكم لعمل اليوغا في الجهاز العصبي المركزي والجهاز الغدّي ووظائفه الحيوية. كما أن اليوغا تساعد في خفض الوزن لأنها من تمارين الإطالة وفيها تمارين لشد العضلات.

- لعل أول ما يخطر ببال أي شخص حول كيفية ممارسة اليوغا هي وضعية الجلوس على الأرض والتأمل، فهل لك أن تحدثينا عن ارتباط التأمل وصفاء الذهن بممارسة هذه الرياضة؟ 
نعم فمن يمارس اليوغا في مراحلها الثلاث يصل إلى حالة التأمل، فهناك وضعيات جسدية كثيرة وتمارين خاصة بالتنفس والعمل على أداء الجهاز العصبي، ليسترخي الدماغ ومن ثم يقوم بإرسال موجات معينة خاصة بالاسترخاء والتأمل العميق أو النوم من غير رؤية الأحلام. والتأمل حالة تصل بالدماغ إلى إعادة تشغيله وضبط أدائه بطريقة أفضل. كما أن العوامل الملازمة للتأمل كالهدوء والتركيز والصلاة والعبادة تُعطي الموجات الدماغية التي سبق أن تحدثنا عنها لنصل إلى النتيجة السليمة في التأمل الصحيح. لكن هناك مشكلة قد تواجه الشخص أو ممارس اليوغا إذا كان الدماغ لديه متوتراً وفيه موجات عالية، تماماً كما يحدث مع الأشخاص الذين يعانون من الأرق بشكل متواصل، إذ نجد أن موجات الدماغ لديهم سريعة وقليلة الاتساع والمدى.

- ما هي أنواع اليوغا؟
أنواع اليوغا كثيرة، منها يوغا التأمل و يوغا الحركة ويوغا الحرارة ومقدمة ليوغا التأمل، ويوغا نفس النار ويوغا تصمم خصيصا حسب حاجة الفرد واليوغا الدقيقة، إلا أن اختيار النوع الذي يسد حاجاتك ليس بالصعوبة التي نتصورها، بل يتوقف تحديد النوع المناسب على أهدافك ومستوى لياقتك الحالي. وإذا لم تكن قد جربت اليوغا من قبل قط ، وجب عليك أن تبدأها ببطء. فاليوغا تمارس بالتدريج وتتقدم لاشعوريا فتحقق النتائج المرجوة والأهداف المحددة بسرعة دون أن تشعر بمرور الوقت.

- ماذا تعني أشكال اليد والأصابع في رياضة اليوغا والتأمّل؟
أشكال اليد تعني أن نهايات الأعصاب موجودة في أطراف أصابع اليد، فنجري تنشيطاً لها من خلال حركات معينة ومدروسة. وهناك 8 ألاف وضعية جسدية في اليوغا، تُشبه التمارين وبعضها تُشبه حركات الايروبكس، لكن اليوغا بالتأكيد رياضة قديمة جداً.

- كيف تصفين لنا إقبال السعوديات على ممارسة هذه الرياضة؟
إقبال السيدات في الآونة الأخيرة على هذا النوع من الرياضة كبير جداً فهناك أكثر من 600 متدربة تخرجن وهنّ اليوم قادرات على تعليم اليوغا وفق أصول صحيحة وسليمة. في الرياض هناك الكثير من الطلبات يفوق التصور خاصة في السنوات الأخيرة، لكن يبقى الإقبال الأكبر في مدينة جدة. كما نتلقى طلبات من مختلف أنحاء المملكة.

- ما هي الأعمار التي تستطيع ممارسة رياضة اليوغا؟
من سن 3 سنوات إلى 90 سنة. الكل يستطيع ممارسة اليوغا. وتختلف التمارين باختلاف عمر الشخص.

- هناك من يتحدث عن وجود عيوب في بعض تمارين اليوغا كصعوبة التمارين على سبيل المثال، ماهي صحة هذه المقولة؟
هناك مضاعفات لممارسة اليوغا، لكن في ما يتعلق بصعوبة التمارين أو كونها مُرهقة فهذا الأمر يتوقف على ممارسة الشخص لتمارين اليوغا دون وجود مدرب أو بواسطة اسطوانات أو أشرطة فيديو، أو قد يكون متدرباً على يدي مدرب غير مؤهل وغير متخصص. لذلك نجد أن وجود الاتحادات الدولية لرياضة اليوغا مهم جداً.
ومن الدرس الأول تستطيعين ممارسة اليوغا براحة وبساطة. وتعتبر ممارسة اليوغا مرة أو مرتين في الأسبوع لمدة ساعة أو أكثر أفضل من عدم ممارسة اليوغا مطلقاً.

- ما هي الأمراض النفسية التي نستطيع التغلب عليها من خلال ممارسة اليوغا؟
الضغط النفسي والكبت يعالجان بسرعة ونلاحظ نتائج الفرق النفسي لممارسة اليوغا قبل ملاحظة الفرق الجسدي، لأن اليوغا تُركز على  الجهاز العصبي. وهناك الكثير من الحالات التي زارتنا في المركز كانت تعاني من الكبت والضغط النفسي وهناك الكثير تبكي وتشعر بالضيق، لكن سُرعان ما تتحقق الراحة النفسية وفي ما يتعلق بالقلق فإن اليوغا تُخفف النشاط العصبي السمبثاوي ونسبة هرمونات التوتر في الدم وتعمل على تحسين وظائف الجهاز الذي يعمل على إيقاف هذا القلق.

- ما سبب عدم وجود صالات نسائية خاصة بتعليم رياضة اليوغا في السعودية؟
هناك مشكلة في الاعتراف من قبل جهات معنيّة في الرياضة للسيدات، واليوغا تعتبر من أنواع الرياضات. لكن هذه الرياضة تُمارس في الكثير من النوادي الصحية، وقمت أنا بالإشراف على التدريب وتخريج 40 مدربة يوغا معتمدات دولياً وحاصلات على ترخيص دولي لتعليم اليوغا. مع أن اليوغا هي رياضة صحية خاصة للنساء  خاصة أن المرأة تتعرض للكثير من التغيرات الجسدية عند الإنجاب وما إلى ذلك، وهي في حاجة إلى إعادة بناء صحتها الجسدية والعقلية لأنها منشئة أجيال. اليوغا يجب أن تدرس على أنها علاج طبيعي ورياضة ومنفعتها كبيرة لصحة الإنسان.