أول رئيسة نيابة شرعية في فلسطين

الرئيس الفلسطيني محمود عباس, المرأة العربية / نساء عربيات, شهادة جامعية, نساء فلسطين, القاضية امال الدبعي, محاماة, صمود عدنان الضميري

21 مارس 2011

شهدت الساحة الفلسطينية سلسلة من التعيينات الوظيفية للنساء في مناصب كانت حكراً على الرجال في فلسطين، فعينت سيدة محافظاً لرام الله والبيرة، وأخريان قاضيتين شرعيتين في رام الله والخليل، وغيرهن... الأمر الذي يشير إلى مدى المساواة التي وصلت إليها المرأة في القطاع الوظيفي الفلسطيني. صمود الضميري أول رئيسة نيابة شرعية، تبلغ من العمر  28 عاماً، وهي من مواليد طولكرم، وحاصلة على درجة بكالوريوس في القانون، وهي في المرحلة النهائية في الماجستير تخصص الدراسات الإسلامية، وتحمل الإجازة في المحاماة الشرعية. حاورتها «لها»أهم المحطات في حياة نساء فلسطينيات مميزات وصلن إلى مراكز صنع القرار.


-
كيف كانت طفولتك؟
أنا وحيدة بين أربعة أخوة ذكور، وكنت متفوقة في المدرسة، وكنت دائما من العشرة الأوائل على مستوى محافظة طولكرم، في الضفة الغربية. وكانت لديّ موهبة الشعر والعرافة. كانت طفولتي متميزة، وكنت محظوظة فيها، ومن جانب آخر كنت أقوم بدور الأخت الكبيرة في البيت. ومنذ طفولتي قررت أن أدرس القانون.

- قصة زواجك؟
أثناء دراستي الجامعية، كان هناك اجتياحات متكررة من الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي كان يعيقني عن دراستي في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس. وعندما كنت في آخر شهرين في السنة الأخيرة في الجامعة، تمت خطبتي بشكل تقليدي على المحامي عبد الله أبو صاع.

- هل يدعمك زوجك وخصوصا بعدما أصبحت أول رئيسة نيابة شرعية في فلسطين والعالم؟
لو لم يكن زوجي يدعمني لكانت الأمور أصعب في حياتي على المستويين الوظيفي والاجتماعي، وهذا واجب كل واحد اتجاه الآخر.

- هل خبرتك دعمتك في الحصول على هذا المنصب رغم صغر سنك؟
عملت كمستشارة قانونية من العام 2004 إلى العام 2008 تقريباً، وكانت خبرتي مميزة في وزارة الداخلية الفلسطينية في مجال الجمعيات الأهلية، ومن ثم انتقلت للعمل في وزارة العدل الفلسطينية، وعملت في حينها في ملف الجمعيات الخيرية، وكانت فترة عملي هناك من 2008 إلى العام 2010.

- كيف تنسقين ما بين عملك ودراستك وأطفالك؟
لدي ولد اسمه يوسف يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف سنة، وهو في الصف التمهيدي، وبنت وإسمها مريم وتبلغ من العمر سنة وشهرين وهي في الحضانة، وعندما يكون لدي دوام في الجامعة يساعدني كل من أمي وزوجي في رعاية طفليّ، وإذا تأخرت في عملي أنسق مع زوجي لكي يبقى مع طفلينا حتى أعود.

- هل تقومين كأي زوجة بأعمالك المنزلية أم أن العمل يشغلك عن ذلك؟
استيقظ في الساعة الرابعة صباحا لكي أطبخ، وأرتب بيتي، وأعد الإفطار لزوجي وولديّ، ومن ثم أرسلهم إلى المدرسة والحضانة ويرافقني زوجي في ذلك.

- أين حياتك الاجتماعية؟
للأسف حياتي الاجتماعية صعبة جدا بسبب طبيعة عملي وبيتي ودراستي.

- كيف تم تعيينك في هذا المنصب؟
تم تبليغي بطريقة رسمية، وكنت في وقت سابق قد تقدمت بطلب للحصول على هذه الوظيفة، ومن ثم خضعت لامتحان شفهي وكتابي، ونجحت وصدر المرسوم بتعيني كرئيسة للنيابة الشرعية وأديت اليمين القانونية الشرعية أمام الشيخ يوسف ادعيس القائم بأعمال قاضي القضاة، نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، وأعضاء المجلس، وكبار قضاة المحاكم الشرعية.

- حدثينا عن منحك جائزة النزاهة والشفافية من الائتلاف من اجل النزاهة والمساءلة «أمان» عن عملك في وزارة الداخلية للعام 2010؟
حصلت على جائزة النزاهة والشفافية من الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة «أمان» عن القطاع العام لأنني كشفت ملف فساد في وزارة الداخلية، أثناء عملي، والنيابة العامة قامت بمتابعة الملف، وأنا كنت أشتغل على الشق القانوني وكلفت بالمتابعة. وبناء على ذلك تم تقديم الملف وعرضه على لجنة الجائزة. ونلت الجائزة بالمناصفة مع محمد الحلاق من وزارة المواصلات.

- هناك من يقول إن والدك اللواء عدنان الضميري المفوض السياسي العام لهيئة التوجيه السياسي والوطني تدخل لمنحك هذا المنصب؟
عملي في كل من وزارتي العدل والداخلية كان مميزاً وكانت متطلبات الوظيفة متوافرة لديّ، كأي مواطنة فلسطينية، ولم أعين لأنني بنت عين أو سين من الناس. وعملي وأدائي في المستقبل سيكونان الرد الوحيد، وعندما أشعر بأنني لست على قدر المسؤولية سأنسحب.

- ماذا تقولين لجمهور المحاميات والمحامين الفلسطينيين؟
من الضروري معرفة المحامي بالأمور الشرعية كون الجانب القانوني مكملاً للجانب الشرعي. كما أن القوانين الفلسطينية متطورة إلى حد ما لكنها في حاجة إلى نهضة في المنظومة الثقافية والاجتماعية، وبذل مجهود كبير في ما يتعلق بالتوعية ومعرفة الحقوق. خدمة الجمهور ليست مسألة روتينية، فالتعامل بالحقوق يتطلب قدرا كبيرا من المعرفة والدراية، وقدراً أكبر من النزاهة.

- كيف ستتعاملين مع قضايا المرأة كونك أول امرأة تتولى هذا المنصب؟
تفهمي لواقع المرأة سيكون أكبر، وقد يكون الرجل صاحب حق، والمرأة التي تتقدم للقضاء الشرعي تكون أماً أو ابنة أو زوجة. كما أن  قرار تعييني لا يلبي طموحاتي الشخصية فقط بل هو إنجاز  لكل امرأة فلسطينية طموحة تسعى لتقلّد مناصب مهمة وحساسة، ويثبت قدرة المرأة على لعب أدوار مهمة في مختلف المجالات إلى جانب شريكها الرجل. كما أن المرأة الفلسطينية لا ينقصها شيء وبالعلم والإرادة تتحقق الأهداف، فشهاداتنا ليست للأرشفة وعلينا العمل بها.

- ما هي أمنياتك وطموحاتك؟
العمل في النيابة يحتاج إلى جهد كبير، وأتمنى من الله أن يقدرني على ذلك. همي الأكبر الآن أن أتمكن من تحقيق العدالة وترك بصمة إيجابية في الجانب القانوني والعملي المتعلق بواقع النيابة الشرعية في فلسطين.

- ماذا تقولين للمرأة الفلسطينية والعربية؟
على المرأة الفلسطينية التمتع بمستوى عالٍ من الوعي والإدراك للقوانين والحقوق لتصل إلى مرحلة متقدمة من إثبات الوجود على الصعيدين الشخصي والمهني.