شك الأزواج...
خيانة, مواقع الزواج الإلكتروني, الغيرة
25 فبراير 2013ريم: تمكنت من إزالة شكوكه منذ البداية
«لم أكن أتصور أن يتبدد حبنا الذي استمر سنتين قبل الزواج، ويتحول إلى شكوك من جانب زوجي». هذا ما بدأت به حديثها ريم قبل أن تضيف: «بعد مرور ستة أشهر على زواجنا بدأت ألاحظ تبدل طباع زوجي ومحبته لي، فبدأت الهواجس والشكوك تدخل إلى عقله وتسمم أفكاره، وتصور له أموراً لا علاقة لها بالواقع، وكنت أقنع نفسي بأن هذه غيرة منه لحبه وتعلقه الشديد بي».
أخذت الأمور مساراً آخر، فبدلاً من الكلمات الجميلة التي كانت تطرب أذنيها في كل وقت، أصبح ينتقد أي تصرف تقوم به، وخاصة عند طلبها زيارة منزل أسرتها أو إحدى صديقاتها: «في إحدى الزيارات لأسرتي بعد ساعة من دخولي المنزل، وأثناء عودة أختي من عملها، فوجئت بها تخبرني بأن زوجي يقف ف الخارج، وعندما نظرت من النافذة وجدته أمام المنزل. هاتفته وسألته عن سبب وجوده هناك، فأجابني أن السيارة توقفت عن العمل، ومر هذا الأمر دون التفاتة مني».
تكرر الأمر أكثر حتى في زياراتها لصديقاتها، وكان يقدم التبريرات التي لا يمكن أن يصدقها عقل... «لم أتحمل هذا الأمر، وأحببت أن أصارحه به، حتى لا تزداد هذه الشكوك بيننا. فاجأني حديثه حين أخبرني بأنه في كل مرة أخرج لزيارة صديقاتي أو أسرتي تحاصره وساوس بأنني أكذب عليه كما كنت أفعل مع أسرتي قبل الزواج لأتمكن من الخروج معه، لذلك هو يراقبني».
حبها له جعلها تأخذ الأمور بتفكير أعمق وتوجد الحلول، لتتمكن من بتر الشكوك منذ بدايتها، وتعيش حياة هانئة مع من أحبت، فاتجهت إلى طبيبة نفسية لتخبرها عن مشكلتها وتأخذ الحل منها بطريقة صحيحة قبل أن يتفاقم الموضوع. نصحتها الطبيبة بالتحدث إليه وعزل نفسها عن صديقاتها وأسرتها وخروجها معه فقط، وتمكنت من حل المشكلة بالحوار وإزالة الشكوك منذ بدايتها.
وتنصح ريم كل فتاة تحب شخصاً وتخرج معه قبل الزواج، أن تتدارك الأمور في بداية زواجها، وتتعامل معه بوضوح، وتعالج الأمور بالطريقة الصحيحة حتى لا تنقلب سعادتها إلى جحيم.
سلمى: اكتشافي لخيانة زوجي جعله ينتقم... وشكوكه مدبّرة
الرجل الذي يخون تزداد شكوكه بمن حوله لإبعاد الأنظار عنه، هذا ما بدأت به حديثها سلمى وقالت: «اكتشفت خيانة زوجي لي، واستمررت بالعيش معه بعد وعود قطعها على نفسه بأنه لن يكرر الأمر، بشرط لا أخبر أحداً بما حصل، ووافقت لعله يتغير. ولكنه أحب أن ينتقم لكبريائه، ودبر لي مكيدة، وأثار شكوكه حولي. بدأت اتصالات ترد إلى هاتف المنزل في حضوره، وحين يرد هو على الهاتف يغلق المتصل الهاتف، وحين أجيب أنا يكون رجلاً أخطأ في الاتصال، وبدأت شكوكه تحوم حولي».
وزادت سلمى: «حوّل حياتي إلى كابوس، فبدأت تزداد شكوكه مع ازدياد هذه الاتصالات، وبدأ يجرحني بكلماته، واتهمني بخيانته، زاعماً أن كل هذه المكالمات تخصني ومن صديقي».
وأضافت: «حينها لم استطع سماع كلمات جارحة أكثر، وأخبرت والدي بالموضوع، وعدت إلى منزل أسرتي وطلبت الانفصال. وبعدها اعترف، ولم تصدق أذناي اعترافه بما اقترفت يداه، بأنه هو من اتفق مع المتصل حتى يثير الشكوك حولي، ولم أتصور أن يكون انتقامه بهذا الشكل...لا يمكنني العيش مع شخص مخادع وخائن وشكاك، لأن هذه الأمور حين تجتمع في شخص من المؤكد أنه مريض نفسياً».
عالية: صراحتي مع زوجي زادت شكوكه
لم تتصور أن تتبدل السعادة إلى تعاسة، والعشرة إلى بعد وجفاء، والكلام المعسول إلى عبارات جارحة، والصراحة في الحوار إلى شكوك تهدم المنزل الأسري. عالية موظفة في القطاع الخاص تحكي عن تجربتها قائلة: «وافقت على الزواج منه بسبب المواصفات التي قيلت عنه، ولأنني رأيت أنه يتمتع بالمستوى التعليمي والوظيفي المطلوب، وسيكون الإنسان المتفهم لعملي، ويساعدني في التقدم والنجاح وبناء أسرة سعيدة. ولكن هيهات أن تجتمع جميع تلك المواصفات في شخص واحد. أردت أن أتقرب منه أكثر، بالحديث والنقاش عن عملي، والمشاكل اليومية التي تحدث بين زميلاتي وزملائي في العمل، ولم أكن أتصور أن صراحتي وحديثي عن عملي سيزرعان الشكوك داخله».
تبدلت طريقة حديثه معها، وزادت حدته إذا حكت عن زملائها كما أن أسألته لا تنتهي، وازدادت اتصالاته في ساعات العمل بحجج واهية، ورفضه تنقلها مع السائق وإصراره على إيصالها بنفسه إلى العمل. وأضافت عالية: «أحسست بالسعادة في بداية الأمر واعتبرت ردود فعله غيرة علي، ولكن مع ازدياد عصبيته وردات فعله، فضلت التشاور مع أختي في هذا الموضوع لأخذ النصيحة، فأخبرتني بأن هذه الأمور لا تعتبر بين الزوجين غيرة، بل أصبحت شكوكاً من جانبه. فتداركت الأمور ولم أعد أحدثه بأي أمر عن زملائي، مما زاد اعتقاده أنني أخفي عنه أمراً بعدم حديثي. وأعمل الآن على إزالة الشكوك التي زرعتها بداخله بدون قصد، وأعرف أن طريقي صعب ولكن علي المحاولة بكل الطرق لإيجاد الحل المناسب».
الزوج الشكاك يأخذ غالباً من سمات الشخصية البارونية
الدكتورة سارة الخضري: الشخص الشكاك يقظ حساس يرتاب لكل ما يحدث حوله طوال الوقت
تصف الاستشارية النفسية الدكتورة سارة الخضري الزوج الشكاك بأن له صفات الشخصية البارونية، فغالبا ما يكون يقظاً وحساساً وغير مرن، ويرتاب لما يحدث حوله طوال الوقت. كذالك هو أكثر تنظيماً، ويريد أن يكون محل الاهتمام الأكبر لدى زوجته.
وتوضح الخضري الطريقة الفضلى للسيطرة على شك الزوج، مؤكدة أن احتضان هذه الشخصية واحتواءها وإقناعها بفكرة «أنا لست ضدك ولن أؤذيك»، تنجح كثيراً. كما على الزوجة أن تكون واضحة مع زوجها، حتى لا تعطي مجالا للشك، لأن هذه الشخصيات تحب الوضوح التام، وتحتاج إلى الشعور المستمر بالاطمئنان.أما الطريقة الأخرى فهي المواجهة بشدة إلى أن يرجع إلى الوضع الصحيح.
وأشارت الخضري إلى أن الرجل الشكاك غالباً ما لا يرى حاجة إلى العلاج لاقتناعه بأفكاره وشكوكه، ولكن إذا تطور الأمر إلى مرحلة الشك المرضي، يجب أخذه إلى طبيب معالج. ومن الممكن هنا إقناع الزوج من أحد المقربين لديه بأنه لا يحتاج إلى علاج ولكن إلى استشارات يقدّمها مختص. وهنا يبدأ دور المعالج في كسب ثقة العميل وعلاجه.
ونصحت كل زوجة لرجل شكاك بأن تكون واضحة بشكل كبير في تصرفاتها حتى لا تعمّق المشكلة، وأن تفصل معه الأمور عند الحديث، والأهم من ذلك كله أن يكون تصرّفها نابعاً من القلب حتى يطمئن الطرف الآخر.
«الشك» يؤثر سلباً في الأبناء ويعيشون من خلاله صراعاً في إساءة الظن بأحد الوالدين
المستشارة التربوية الاجتماعية عبير غزاوي: الشك يرجع إلى عوامل منذ الطفولة تعرض لها الزوج الشكاك أو تجارب فاشلة
الشك يولّد شعوراً بالتوتر وعدم الأمان مما يؤثر سلباً في العلاقة بين الزوجين، وينعكس على أطفالهما، كما تخبرنا المستشارة التربوية الاجتماعية عبير غزاوي التي تقول إن الشك حرّمه الله عز وجل ونهى عنه رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم)، قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم ولا تجسسوا»، وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): «إياكم والظن فأن الظن اكذب الحديث ولا تجسسوا». وتقول: «الشك شعور إنساني طبيعي أما إذا زاد عن الحد فيعد مرضاً، ومن الممكن أن يؤثر سلبا في حياة الإنسان. وتعود أسباب الشك إلى عدم الثقة بالنفس وبالتالي عدم الثقة بالآخرين، حتى ولو كان أقرب الناس، وعدم الإحساس بالأمان الداخلي. وغالباً ما يرجع الشك إلى عوامل في الطفولة ومشكلات تربوية تعرض لها الشكاك منذ الصغر، أو نتيجة لمرور بتجارب فاشلة أفقدته الثقة بنفسه وبالآخرين، وأدت إلى ترسبات في دواخله».
وأكدت غزاوي أنه إذا تسلل الشك إلى الزوج، ستتحول الحياة إلى جحيم لا يطاق، قد يؤدي إلى الطلاق، فيبدأ الزوج بتحري كل تصرفات زوجته (جوالها, حقيبتها، أغراضها)، وإذا خرجت لا يشعر بارتياح حتى يعرف أين ذهبت ومن قابلت. وإذا استعملت الهاتف يتساءل: من المتصل؟ وبالتالي ينعكس ذلك على الزوجة فتعيش في دوامة وتساؤلات: هل الزوج يتحدث مع النساء؟ ما الذي غيّره؟ إلى أين سيذهب؟ سيتقابل مع من؟ إضافة إلى شعورها بالتوتر وعدم الأمان مما يؤثر على العلاقة بينهما وينعكس على أطفالهما.
وترى غزاوي أن إزالة الشك المرضي تكون من خلال تقديم علاج اجتماعي نفسي تحليلي، يساعد على اكتشاف الأسباب التي أوجدت الفكرة أساسا لدى المريض، ويساهم في حلها بالنصح والإرشاد الاجتماعي والنفسي، وقد يتطلب أحيانا مشاركة أسرة المريض، وبالذات الزوجة. وفترة العلاج تحدد بحسب حالة المريض ومدى استجابته وتعاون الأسرة معه.
وعن الآثار التي يمكن أن تؤثر على الأبناء في المستقبل قالت إن إظهار الشك أمام الأولاد له اثر سيئ على نفسياتهم، ويجعلهم يعيشون صراعاً مريراً في إساءة الظن بأحد الوالدين. ويبقى الأثر طويلاً في نفوسهم مما يصيبهم بعقد في الكبر، وبالتالي ينعكس هذا على سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين في حياتهم الاجتماعية. وأكدت الدراسات الاجتماعية أن أكثر المشاكل التي يعيشها الأولاد لا تأتي بسبب انفصال الوالدين بل بسبب الخلافات والمشاكل الزوجية داخل البيت، بحيث يبدو أن الطلاق بما فيه من سلبيات قد يكون أكثر رحمة للأولاد من حياة عائلية في كنف أبوين متنافرين ومتنازعين، لا يحترم أحدهما الآخر ويكره كل منهما الآخر.
وتنصح غزاوي الزوجة بأن تكون واضحة وصريحة في التعامل مع هذا الزوج، وعليها الاستئذان قبل خروجها من المنزل، وحسن معاشرته، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يشعل نار الغيرة والشك لديه. وعليها ألا تعاند أو تعترض حين يطلب منها زوجها أن توضح له أمراً، وذلك حتى يطمئن قلبه ويطرد الشكوك من تفكيره. وللشك أسباب كثيرة منها مثلاً أن يشك الرجل في زوجته إذا كان على علاقة معها قبل الزواج. ومنها ما يكون معبراً عن القول المعروف «كل إناء ينضح بما فيه»، بمعنى أن يكون الرجل خائناً ويظن زوجته مثله، أو أنه مرض نفسي منذ الطفولة أدى إلى ترسبات داخلية لدى الزوج ويتطلب ذلك علاجاً نفسياً اجتماعياً.
الغيرة بين الزوجين أمر مطلوب لأنها تُشعر الشخص بالمحبة والمشاعر التي يكنها الطرف الآخر. إلا أن ما بين الغيرة والشك خيطاً رفيعاً، وإذا دخل الشك قلب أحد الزوجين باتت الحياة الأسرية مهددة بالمشاكل والخلافات والنزاعات. الشك يقتل كل معنى جميل في الحياة الزوجية، ويعتبر شك الزوج أو الزوجة مرضاً خطيراً يعكر أجواء حياتهما. «لها» تثير الموضوع عبر مجموعة من قصص شك الأزواج، وتستعرض المشاكل والحلول.