المرشّحة لانتخابات غرفة جدّة التجارية والصناعية د. سماح الهليس: #الباقي ـــ سماح هدفها زيادة مرونة الحركة الاقتصادية

حوار: ميشال زريق 30 مارس 2019

تخوض الدكتورة سماح الهليس تجربة سياسية اجتماعية واقتصادية جديدة مع ترشّحها إلى انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدّة وقبول هذا الترشيح، هي التي سخّرت كل إمكاناتها وخبرتها في مجال إدارة الأعمال وسلوك المنظمات الإدارية لتطوير المشاريع الرياضية والتجميلية في مدينة جدّة. التقتها "لها" للحديث عن هذه المشاريع، نظرتها إلى وضع المرأة السعودية وانخراطها في سوق العمل، إلى جانب الحديث عن مشاريعها التنموية.


- أخبرينا بدايةً عنكِ سماح وعن مسيرتكِ الحافلة بالإنجازات العلمية والدراسات.

أنا سماح حمدي الهليس، ومسيرتي بدأت بتخصصي في الفيزياء ونيلي شهادة ماجستير في إدارة الأعمال- قسم العمليات الإدارية، الى أن حصلت على شهادة الدكتوراه في سلوك المنظمات الإدارية.

- جمعتِ بين عالم الأعمال والفيزياء؛ كيف ترين التجربة؟

في الحقيقة، عالم الفيزياء هو تخصّص دقيق جداً، وعملت فيه لفترة ليست قصيرة، وخصوصاً ما يتعلق بتدقيق الجرعات الإشعاعية. أعتقد أنّ هذا العلم يوسّع المدارك بشكل عام، خاصة المدارك الرياضية، وهذا ساعدني كثيراً لدى تحوّلي إلى عالم الأعمال، والسبب الرئيس لاختياري تخصّص إدارة العمليات هو ارتباطها بالأرقام، وكان مرحلة انتقالية بالنسبة إليّ، إذ تعلّمتُ أن الإنسان عنصر مهم جداً في أي منظومة إدارية، ولهذا السبب أيضاً اخترت تخصّص سلوك المنظمات الإدارية في رسالة الدكتوراه.

- عملكِ قائم في العديد من المجالات منها التغذية والجمال والصناعة والرياضة؛ كيف ترين وضع المرأة اليوم في شتى المجالات الاقتصادية؟

لا أزال أرى أنّ المجتمع يحتاج إلى المزيد من الوقت لتقبّل فكرة عمل المرأة في مجالات عدة، رغم أنّنا في طريقنا الى ذلك، والوقت الذي دخلت فيه هذه المجالات كان أصعب من وقتنا الراهن، وتقبُّل المجتمع لوجودي كان من أصعب العوائق التي واجهتني.

- كيف تقيّمين وضع المرأة السعودية في سوق العمل عموماً؟

المرأة كانت ولا تزال ركناً أساسيّاً في المجتمع، سواء عملت في بيتها أو خارجه، ولكن الفارق الوحيد هو أن فرص تواجد المرأة اليوم في سوق العمل أصبحت أسهل.

- قرار خادم الحرمين الشريفين السماح للمرأة بقيادة السيارة، كيف ترين تأثيره في الاقتصاد السعودي؟

مهما كان المجال المفتوح أمام الناس يُشكّل فرصة اقتصادية جيدة للدخول في استثمارات جديدة، وبالتالي يوفّر المزيد من فرص العمل التي لم تكن متاحة من قبل، فهو يساهم في نهاية المطاف في خفض نِسب البطالة في المجتمع.

- يدعم اليوم ولي العهد المشاريع الصغيرة SME ضمن رؤية 2030؛ ما رأيك بهذه المشاريع؟

مشاريع اليوم الصغيرة هي مشاريع الغد الكبيرة بإذن الله، ومن الضروري توجيه الشبان والشابات ليكونوا هم الفرص الاستثمارية التي ستفتح الآفاق الوظيفية أمام جيل المستقبل... إنها فكرة مثالية وفعالة جداً.

- كيف يُمكن المرأة السعودية اليوم أن تساهم في تمكين مواطنتها وحضّها على إطلاق مشاريع خاصة؟

هذا ما نصبو إليه اليوم، حتى في تصوراتي ونقاشي في مجتمع الأعمال، أرى أنّ ذوات الخبرة من النساء في المجال التجاري والصناعي تقع عليهن مسؤولية تسهيل منع تعرّض الأخريات من الجيل اللاحق للأخطاء من خلال نقل الخبرات وتوثيقها عبر المناسبات الحوارية المتعددة التي تحصل بشكل شبه مستمر. كما أنّ المسألة تتجاوز مرحلة التوجيه إلى إطلاق مشاريع لتتبعها أيضاً المشاركة في المشاريع الأكثر دراسة وإمكانية للنجاح.

- أين أنتِ من دعم المبادرات الفردية وتشجيعها على النمو؟

كنتُ قد أطلقت مبادرة لدعم قطاعات المقاهي وصالونات التجميل، وأعتقد أنّها ستلقى قبولاً وانتشاراً واسعاً... نحن نساعد اليوم المبتدئين في المجالين في تأمين التكاليف وخفض نسبة الأقساط وتأمين التسهيلات في الدفع.

- في ظل الانفتاح الذي تشهده المملكة اليوم، هدفكِ واحد: "جدّة لؤلؤة السياحة والتجارة والصناعة"؛ أخبرينا عن هذا المبدأ في عملكِ…

مدينة جدّة تتميز بموقعها الجغرافي الرائع، فهي بوابة الحرمين الشريفين البحرية والجوية، وبالتالي عدد المعتمرين والزوّار والسيّاح في تزايد مستمر، ونحن نقترح أن تستفيد جدّة من ريع السياحة وعدد الزوّار الهائل، مباشرةً وليس جزئياً، وذلك من خلال المشاريع الفندقية والتجارية والصناعية، التي تعزز هذا المفهوم وتستفيد من هذا الزخم. ومن هنا أطلقت حملة #الباقي_ سماح، لتطويع التجار وأهل الصناعة وكل القطاعات المختلفة فتصبح أكثر مرونة مع بعضها البعض في ما يخص التعامل المالي وغيره، من نقل الخبرة والتقنية، لأن الفائدة ستكون أعمّ بالنسبة الى الاقتصاد الكلي.

- أخبرينا عن قبول ترشّحكِ في انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدّة؟

الحمد لله هذه خطوة مباركة، وأتمنى أن تنتهي بحصولي على مقعد ضمن المقاعد المتاحة للانتخاب، وأرى أن دخولي الى الغرفة التجارية الصناعية في جدّة، هذا الصرح المميز، سيلعب دوراً كبيراً في تحقيق رؤيتي تجاه مجتمع الأعمال.

- كيف ترين المنافسة مع الرجل في هذا المجال؟

الرجل عنصر أساس ومهم في كل المجتمعات العربية والغربية بكل أطيافها، ولكن سيكون للمرأة السعودية الحق في منافسته على الفوز بتمثيل يتناسب مع حجم الأعمال وخصوصية متطلبات النساء في مجتمعنا.

- ما هي المشاريع التي تعملين عليها راهناً؟

أعمل حالياً على إنشاء أكاديمية متخصصة في التجميل، وهو قطاع مكمّل لأحد مشاريع شركاتنا، كما أعمل على ملف توسع كامل للنادي القائم من ناحية الانتشار داخل المملكة.

- هل من خطط لانفتاح مشاريعك اقتصادياً على دول الخليج؟

هناك خطط لانفتاح المشاريع على دول الخليج، سواء في قطاعَي التجميل والرياضة.

- ما هي نصيحتك للمرأة؟

العلم والخبرة أساسيان في أي مجال، وطبيعة الحياة اختلفت وأصبحت أصعب، رغم الرفاه العلمي والمالي الذي نراه، ولكن بدون اللحاق بركب العلم والتميّز فيه، لن تتمكن المرأة من الحصول على شيء يتناسب مع حجم طموحاتها وأحلامها.

من هي سماح الهليس؟

سيّدة أعمال سعودية، عضو مجلس إدارة في شركة مجموعة الهليس تحمل شهادة دكتوراه في سلوك المنظمات الإدارية من جامعة ليفربول، وماجستير إدارة عمليات وبكالوريوس فيزياء. صاحبة باع طويل وخبرة واسعة في مجال الاستشارات التسويقية وبحوث التسويق، وإدارة المنشآت الصغيرة وإطلاقها والتسويق لها، كما التخطيط الإستراتيجي والتطويري في قطاعات مختلفة. عملت الهليس في مجالات الأغذية والتجميل ومعدات المطابخ والأندية الرياضية وحقّقت إنجازات عديدة من بينها إعادة بناء الهوية التجارية لعدد من الشركات، وإعادة هيكلة العديد منها والمساهمة في رفع الأرباح وتطبيق برامج تخطيط موارد الشركات. أسست سماح الهليس شركة مواد غذائية للخيول وشركة إستشارات إدارية وساهمت في إطلاق برنامج دعم الشباب السعودي في قطاعيّ المقاهي وصالونات التجميل.