"عاشقة العندليب" الفنانة التشكيلية منى فتحي في ذكرى وفاته: تعلّمت منه قهر الصعاب... وأخطط لتنظيم معرض دائم له

القاهرة (لها) 19 مايو 2019
اختارت الفنانة التشكيلية الشابة منى فتحي، الملقّبة بـ"عاشقة العندليب" الاحتفاء بذكرى وفاة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ بشكل مختلف، وتواصلت مع أسرته لتقدّم لهم مفاجأة في تلك الذكرى. فما هي قصة "عاشقة العندليب"؟ وماذا حصل بينها وبين أسرته التي قبلت هديتها في ذكراه؟


تؤكد منى فتحي أنها بدأت حياتها الفنية التشكيلية كهاوية للفن، ترسم مناظر الطبيعة الصامتة، وبورتريهات للمشاهير، وعلى رأسهم "العندليب الأسمر" الذي تعشق أغانيه العاطفية منذ مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة، وتعتز بلقب "عاشقة العندليب"، لأنها تعشق أغانيه منذ عرفت معنى المشاعر الرقيقة مثل بنات وشبان جيلها.

وتضيف: "تواصلت مع أسرة العندليب، خاصة "زينب" ابنة شقيقته "علية"، وزوجها محمد الشناوي ابن الفنان كمال الشناوي، وذهبت إليهم واتفقت معهم على إهدائهم لوحة للفنان الراحل لوضعها في غرفة نومه، والتي حين دخلتها شعرت براحة نفسية كبيرة، فأحسستُ بأن حالة من الروحانية تربطني به طوال حياتي، وكنت أتمنى أن ألقاه في الحقيقة لأعبّر له عن مدى إعجابي به، علماً أنني رسمت الكثير من اللوحات الرصاصية له، وأنوي مستقبلاً تنظيم معرض خاص له يضم كل الأشكال والألوان الفنية، لأنه شخصية ثرية وموحية يستلهم منها أي رسام، وقد رسمتُ لوحة للعندليب وشاركت بها في أحد المعارض التي أُقيمت في دار الأوبرا، وحظيت بإعجاب زوّار المعرض".

وتشير منى فتحي الى أن معرفتها بسيرة حياة "العندليب" أفادتها في حياتها الشخصية، فأصبحت تقتدي به في ما يتعلق بتحديد الهدف والسعي الدؤوب والتحلّي بالإرادة الصلبة لقهر الصعاب، فالعندليب ولد في قرية الحلوات في محافظة الشرقية، وكان الابن الأصغر بين أربعة إخوة، هم "إسماعيل" و"محمد" و"علية"، وقد توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يكمل عبدالحليم عامه الأول، توفي والده ليعيش يتيم الأم والأب، وينتقل للعيش في بيت خاله، وأُصيب بمرض البلهارسيا الذي دمّر حياته، وقد التقط العدوى بهذا المرض حين كان يسبح مع أولاد عمّه في ترعة القرية، ولعل هذا ما دفعه للقول "أنا ابن القدر"، حيث خضع لإحدى وستين جراحة، ورغم الآلام التي عاناها كان يصرّ على إسعاد الشعوب العربية بأغانيه وأفلامه، بعد أن حوّل حلمه إلى حقيقة، مستفيداً من خبرة أخيه المطرب إسماعيل شبانة، حتى أصبح رئيساً لفرقة الأناشيد في مدرسته، ثم التحق بمعهد الموسيقى العربية، ورفض السفر في بعثة حكومية إلى الخارج، مفضّلاً العمل مدرّساً للموسيقى، ثم قدم استقالته والتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية كعازف على آلة الأوبوا، واكتشفه الإذاعي الكبير حافظ عبدالوهاب، الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلاً من شبانة، وحوّل رفض الجماهير له في بدايته بأغنية "صافيني مرة" إلى نجاح شامل، حيث تخطّى عدد أغانيه الـ250 أغنية، وعشرات الأفلام، رغم أنه توفي في سنّ السابعة والأربعين.

وتنهي منى فتحي كلامها، مؤكدةً أنها صقلت موهبتها بالدراسات الحرة في كلّيتي الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، ثم حصلت على دبلوم شامل في الرسم، رغم أنها في الأصل مهندسة زراعية، وقد استقالت من عملها حتى تتفرغ للرسم الذي شجعتها عليه أسرتها.