"تقول لي أخصائية التغذية أنني بحاجة إلى كمية محددة من السعرات الحرارية في اليوم، لكن نهاري كان سيئاً، كل ما جرى كان ذريعة لأكل وجبة سريعة من الهامبرغر مع الجبن.. أعتقد بأنني أكلت نحو 1700 سعرة حرارية فيما هذه الشوكولاتة هي فقط 90 سعرة حرارية".

تعترف سوزان على صفحتها بموقع فايسبوك، بأنها فشلت فشلاً ذريعاً عند قامت بعد السعرات الحرارية كل يوم لمدة عام. سجلت كل شيء تأكله، وكانت تتناول البطاطس المقلية مرة واحدة في الشهر وتضغط على خانة السعرات الحرارية في هاتفها لتحسب النتائج. تدرس قائمة الأطباق في المطاعم قبل تناول الطعام وتختار طبقاً بعدد السعرات الحرارية التي تركتها لهذا اليوم. وبالرغم من أنها حققت هدفها، إلا أنها كانت محبطة، وكرهت القيام بالحسابات قبل كل وجبة وبعدها، ولم تكن راضية.

توقفت سوزان عن حساب السعرات الحرارية، وكتبت: "لم أعد أستمتع بشيء أبداً، وشعرت بأنني مقيدة.. بصراحة، سئمت هذا الشعور". وذهبت للبحث عن مسار أفضل، ليس فقط لفقدان الوزن "كنت أبحث عن طريقة يمكنني اتباعها طوال حياتي".

تحارب مدونة lilynicholsrdn أخصائيي الحميات، وتسأل المتابعين: "إذا كنتم سعيدين بتناول الطعام الذي لا طعم له، قليل الدسم، الجوع، وعدم فقدان الوزن، فاحسبوا السعرات الحرارية واخفضوا الدهون من نظامكم الغذائي"، بالنسبة لها وبصراحة تعلق: "ليس لدي الوقت أو الطاقة لحساب كل ما يدور في فمي".

عداد السعرات الحرارية

عندما يتعلق الأمر بإنقاص الوزن، فعادة ما تكون عملية حساب السعرات الحرارية هي خطة الانتقال. وبحسب موقع oxygenmag الصحي، فقد بدأ عصر جديد يقصف هذه المعادلة القديمة، ولا يعمل على حساب السعرات الحرارية. وخلصت دراسة أخيرة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد إلى أن الأشخاص الذين خفضوا السكر المضاف والحبوب المكررة والوجبات السريعة والمشروبات المحلاة في مقابل تناول المزيد من الأطعمة الصحية والحبوب الكاملة، والخضروات والفواكه والمكسرات واللبن الزبادي، بغض النظر عن السعرات الحرارية، فقدوا الكثير من الوزن على مدار العام. 

هذا لا يعني أن السعرات الحرارية لا تؤثر على معركة الانتفاخ. كما أن "100 سعرة حرارية من عصير محلى ليست نفس 100 سعرة حرارية من البروكلي، كما أنه لا يشير عدد السعرات الحرارية في الطعام إلى حالتها الصحية"، طبقاً لليزا يونغ، الحاصة على شهادة الدكتوراه في الطب، RDN، ومؤلفة كتاب "Final Full slim 30.

وتقول: "إن أفضل خدمة تقدمها للأشخاص هي تحويل أولوياتهم بعيداً عن حساب السعرات الحرارية نحو تحسين جودة النظام الغذائي وعادات الأكل"، إذ أن حساب السعرات الحرارية ليس فقط مملاً وغير دقيق، إنه أيضا لا يُعطي الصورة الكاملة.

استمتعي

"كنت أعتقد بأن حساب السعرات الحرارية هو مضيعة للوقت، فماذا أفعل بدلاً من ذلك؟" تسأل همسة عبر "تويتر". الجواب بسيط بحسب أحد المغردات، والتي قالت: "استمعي إلى جسدك، كلي دائماً عندما تكونين جائعة، اجلسي عندما تأكلين، امضغي كل لقمة قبل الحصول على الأخرى، تذوقي النكهات: الشعور، الصوت، الملوحة أو الحلاوة، وابذلي قصارى جهدك لتناول الأطعمة الصحية ذات المذاق الجيد بالنسبة لك، واختاري أحيانًا تناول الأطعمة لمجرد الاستمتاع بتناولها، حتى عندما لا تكون صحية".

في المقابل تقدم ميرا إيليك، اختصاصية تغذية سريرية في كليفلاند كلينك من خلال موقع timeinc طريقة أخرى للحماية من الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون، وهي الإبطاء في تناول الطعام على الطاولة، تقول ايليك "الكثير من الناس يأكلون بسرعة كبيرة، بينما يستغرق الأمر 20 دقيقة على الأقل حتى يلتقط الدماغ الشبع".

هبة دنش - "شبكة الحياة الإجتماعية"