"عابرُ الدَّهشة" للشاعرة ندى الحاج

08 فبراير 2020
صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط - إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعرة اللبنانية ندى الحاج، بعنوان: "عابرُ الدَّهشة". في مجموعتها التاسعة هذه، تمنحُ الشاعرة ندى الحاج الشعراءَ أحقيَّةَ إعادة صُنعِ العالم، بعد خرابه، أو ربما بعد طوفان آت، تُصبح على أثره الأرض زرقاء، ويعود فيه الحب، بصفته عابراً للدَّهشة وصانعاً لها، كما كتبت في أحدى قصائد الكتاب:

"سيُعيدُ الشعراء خَلْقَ العالم

وتفرحُ الأرضُ بالزُّرقة

ويسيرُ الحبُّ في طريقِهِ

من المنبعِ وإليه، طائراً عابِراً الدَّهشة."

بالحروفِ، تلك الكائناتُ الصغيرة، بأرواحِها الكبيرة وقدرتها على تفكيك أسرار الكون، تكتبُ ندى الحاج، بالغموض الذي يفتح أبواباً عصيَّة، في قصائد ومقولات المتصوِّفة، بما يُضيء العتمة، ويجعلُ اللَّيل ضميراً غائباً في كلامِ النَّهار، في الضمائر حين تتلبَّس ببعضها، كأجساد تستحيلُ أرواحاً شقيّة، وللجُمل حين تتقمّص معانيها أن تُمسي قصائد حيّة، نقرأ سيرورتَها على صفحات هذا الكتاب، كما نقرأ سيرورة النجوم في مجرّة أيامنا الفانية.

تستند الشاعرة إلى جدران صلبةٍ، لتدخل في دوامةٍ لذيذةٍ من البوح الصّافي، إذ تسبقُ قصائدَها عتباتٌ لمن سكنوا في قلبِ العاصفة، عاصفة السؤال واللغة، وحيرة الإنسان وكينونته، من شعراء يتقدّمهم طيفُ الأب في صورٍ شتّى، ومتصوِّفة وعشّاق وحيارى ودراويش ومجانين، كانت لهم ميزةُ الإصغاء لهذا الكون. جاء في إحدى العتبات، لأنسي الحاج "لمْ أرَ أوضح من أحلامي"، ولنا أن نتساءل، نحنُ الذين تعجننا الآلة كلَّ يوم، كيف للرِّقة أن تكون حلماً واضحَ الملامح، شرساً في طريقه إلى التحقّق؟

يذكر أن الكتاب شارك في معرض الكتاب في القاهرة الذي امتد من ٢٢ كانون الثاني (يناير) إلى ٤ شباط (فبراير) ٢٠٢٠، لينطلق بعدها إلى معرض الكتاب في الدار البيضاء في المغرب، وذلك من ٦ إلى ١٦ شباط.