الفائزة بالمركز الأول في مسابقة "وطن من ذهب"... فائقة مسعود: سمّيت العقد "سيرة بطل ومسيرة أمة"

جدة - آمنة بدر الدين الحلبي 01 مارس 2020

احتضنت "عروس البحر الأحمر" جدة مسابقة سعودية مميزة في تصميم المجوهرات بمشاركة 100 مصمّم ومصمّمة تحت شعار "وطن من ذهب"، تهدف إلى تأهيل مصمّمي ومصمّمات المجوهرات لتعزيز قدرتهم على المشاركة الفعّالة في أحد أهم القطاعات الجاذبة للمرأة السعودية، والمساهمة في التنمية الوطنية المستدامة. "لها" حضرت التصفيات النهائية لتلك المسابقة الرائعة، والتي تنافس فيها على المركز الأول 30 تصميماً بأيادٍ سعودية جديرة بالاحترام، وفازت به فائقة مسعود، ونالت عشرة آلاف ريال سعودي. وبالمناسبة، التقت "لها" فائقة في حوار تحدّثت فيه الأخيرة عن تصميمها الرائع الذي أهّلها للفوز بالمركز الأول في مسابقة "وطن من ذهب"، وكشفت بكل ثقة عن طموحاتها المستقبلية.


- بمَ شعرتِ لحظة فوزكِ بالمركز الأول في مسابقة "وطن من ذهب"؟

كنت متأكدة من فوزي وحصولي على الجائزة الأولى في هذه المسابقة، ففور انتهائي من تنفيذ العقد، لاحظتُ أنه نال إعجاب القاصي والداني، نظراً لجماله وروعته.

- من أين استلهمتِ تصميم العقد؟

بما أن مسابقة "وطن من ذهب" وطنية بحتة، فقد استلهمت تصميم العقد من بشت وعقال الملك عبدالعزيز (طيّب الله ثراه)، مع شعار المملكة العربية السعودية، وسمّيتُ العقد "سيرة بطل ومسيرة أمة"، وكان اختياري لهذا الاسم صائباً وموفّقاً.


- متى بدأتِ الاهتمام بهذا بالفن؟

اهتمامي بهذا الفن بدأ منذ طفولتي التي أمضيتها في بريطانيا. فقد شعرت أنني أمتلك رؤية فنية وإحساساً قوياً بالجمال، وسعيت لتنمية موهبتي الفنية وصقلها، فدخلت معهد المجوهرات لتعلّم التصميم والرسم بين إسبانيا والسعودية من خلال الخضوع لدورات متتالية في الرسم والتصميم، وجرّبت كل شيء في هذا المجال من رسم لوحات تشكيلية وتنفيذ تصاميم مختلفة.

- حدّثينا عن تفاصيل العقد؟

بما أن المملكة العربية السعودية غنية بالإرث الثقافي، أحببتُ أن أستلهم تصميم العقد من تاريخ حمل معه ذكرى جميلة لسيرة بطل وحّد أرجاء المملكة العربية السعودية، فكانت لكل قطعة في طقم الذهب حكاية، إذ توسّط العقد شعار المملكة العربية السعودية "السيْفان والنخلة"، كما توسّط شعار المملكة الأقراط والسوار، لأن النخلة تمثّل النماء والخصوبة، ويمثّل السيفان العدالة والقوة، وأضفتُ إلى العقد المصنوع من الذهب عيار 22 قيراطاً حجرَي الزمرد والأونيكس.

- لماذا استخدمت الذهب في التصميم؟

استخدمتُ الذهب في التصميم لأنه معدن نفيس ويتميز بلمعانه، وهو لذلك يمنح المرأة أنوثة طاغية، وتمنحه هي جمالاً فياضاً.

- من شجّع فائقة على الخوض في هذا الفن الجميل؟

بما أنني وُلدت وترعرعت في بيئة فنية لأم مهندسة ديكور وأب طبيب مُحبّ للفن، وبالتالي أمضيت طفولتي في بريطانيا، فقد تشربت هذا الفن الجميل منذ نعومة أظفاري، واستمر شغفي به حتى بعد عودتي الى المملكة، حيث درست الأدب الإنكليزي وقرنته بالعمل الفني الذي أخذته عن والدتي، فقد تعلّمت منها كل شيء حين كنت أشاركها ألوانها وموادها المختلفة، وهي بدورها شجّعتني وقدّمت لي الدعم، وكلما كَبُرت ازداد تعلقي بالفن، فتعلّمت شغل النول لأبسط عليه سجادة فنية صغيرة، أو مفرشاً بألوان متعددة وحبّات خرز بتصاميم جميلة.

- تصاميم النول التي نفّذتها رائعة جداً، كيف بدأتِ بها؟

في البداية، اقترحت عليّ والدتي أن أدرس أكاديمياً تصميم المجوهرات، وشجّعتني على ذلك في وقت لم يكن يوجد في المملكة وللأسف أيٌ من تلك المعاهد، فأشار عليّ والدي رحمه الله بتحصيل الشهادة الأكاديمية أولاً ومن ثمَّ صقل هوايتي بالدراسة. واستمرت حياتي مقرونةً بالتدريب الفني في كل المجالات من لوحات تشكيلية ومهنية وحِرفية، فرُحتُ أصمّم السلاسل كالتي درجتْ عليها طالبات المدارس في تسعينيات القرن الماضي، والجدائل المصنوعة من خيوط ملونة، وأبيعها لصديقاتي في المدرسة كهواية لا أكثر.

- وكيف قررتِ دراسة تصميم المجوهرات؟

بعد تخرّجي في قسم الأدب الإنكليزي، ظلت هواية التصميم تراودني عن نفسها رغم عملي في الموارد البشرية، فقررت دراسة تصميم المجوهرات، وبدأت رحلة الألف ميل بخطوة في "معهد المستقبل للتدريب العالي المهني" الذي تديره السيدة رجاء مؤمنة رئيس اللجنة الفنية في مسابقة "وطن من ذهب"، فدرستْ التصميم والتصنيع وحصلت على شهادة الدبلوم من المعهد بدرجة امتياز، وسافرت بعد ذلك إلى برشلونة في إسبانيا لتطوير دراستي في مجال تصميم المجوهرات.

- ولمن تصمّم فائقة المجوهرات؟

بعدما صقلتُ هوايتي بالدراسة، بدأت بتصميم المجوهرات لصديقاتي وقريباتي، ولكل امرأة تتحلّى بذوق رفيع وترغب بالتزيّن بتصاميمي الرائعة، سواء المشغولة بالذهب أو الفضة أو النحاس مع الأحجار الكريمة، ورغم أن لكل معدن خصائصه ومميزاته، يبقى بريق الذهب متّقداً، ويزيد المرأة التي تختاره سحراً وجاذبيةً.

- ماذا تعني لك المشاركة في المسابقة؟

المشاركة في المسابقة تعني لي ولكل مشارك الكثير، خصوصاً أنها شملت كل أنحاء المملكة العربية السعودية وتمخضت عن فوزي بالمركز الأول بعد مسيرة طويلة من التعب والاجتهاد والسهر، وأنا اليوم أتطلع الى مشاركات دولية وحصد جوائز قيّمة.

- أي الأحجار الكريمة تدخل في تصميم مجوهراتك؟

بما أنني أعشق المجوهرات، فقد أدخلت الأحجار الكريمة على المعادن التي أستخدمها في صنع قطع المجوهرات فتبدو رائعة ومميزة، وخصوصاً حجر الفيروز، فهو بلونه الرائع يضفي رونقاً فريداً على معدن الذهب ويزيده سحراً.

- ما هو حجرك المفضّل؟

الفيروز، فهو يأسر روحي بلونه الأزرق، كما يلفتني الكثير من الأحجار الكريمة مثل المرجان والجاد والأونيكس والزمرد والعقيق الأحمر، لأنها تلامس شغاف القلب وتضفي جمالاً على الروح.

- ماذا تقولين للفتاة السعودية؟

أقول لكل فتاة سعودية، انطلقي في الحياة وحقّقي أحلامك مع رؤية 2030 التي فتحت لنساء المملكة الأبواب وكسرت فيهن حاجز الخوف، وأعطتهن الأمان، فرغم التحديات والعوائق والصعوبات، سيكون النجاح حليفك إذا واظبت على الاجتهاد والعمل الجاد.

كما التقت "لها" برئيسة اللجنة الفنية لمسابقة "وطن من ذهب" الأستاذة رجاء مؤمنة، ومديرة ومالكة "معهد المستقبل العالي للتدريب" وكان هذا الحوار المقتضب.

- حدّثينا أولاً عن مسابقة "وطن من ذهب"؟

المسابقة عبارة عن مبادرة تهدف الى تقديم نخبة من المبدعين والمبدعات إلى سوق العمل في مجال صناعة الذهب والمجوهرات ليصبحوا قادرين على الابتكار والتطوير في تلك الصناعة، بدعم لوجستي من الغرفة التجارية والصناعية في جدة مع الشريك الفني "معهد المستقبل العالي للتدريب" لتشجيع شابات وشبان المملكة من مصمّمي الذهب والمجوهرات كي يعرضوا إبداعاتهم ضمن منافسة شريفة تخاطب الأذواق المختلفة.

- كم هو عدد المشاركين في المسابقة؟

تقدّم للمشاركة في المسابقة أكثر من 100 مصمّم ومصمّمة من مختلف مناطق المملكة بعد فتح باب المشاركة المجانية للجميع تشجيعاً لمواهب "وطن من ذهب"، واختارت لجنة التحكيم 30 مصمّمة ومصمماً لامست أعمالهم الحِرفية العالية، كي يتأهّلوا إلى المرحلة النهائية تمهيداً لاختيار الفائزين بينهم.

- ما هو تصنيف المملكة في إنتاج الذهب؟

تُصنّف المملكة على أنها الأفضل عربياً وعالمياً في إنتاج وصناعة الذهب بفضل إبداعات فتياتها وشبابها في هذا المجال، ليصبحوا روّاداً في سوق العمل، وأنا أُطالب بتبنّي هذه المواهب والاستفادة منها، لتعزيز الصناعة بأيدٍ وعقولٍ وطنية.

- كيف يسير العمل في "معهد المستقبل العالي للتدريب"؟

يضم المعهد قسماً لتصميم وصناعة المجوهرات، وقد افتُتِح قبل 20 عاماً لمساعدة المرأة السعودية على دخول سوق العمل، لكن مع رؤية 2030 تغير الوضع إلى الأحسن، وأصبحت صناعة المجوهرات صناعة محلية من خلال فتح الأبواب أمام الموهوبين، لتسليط الضوء إعلامياً على هذا الحدث المهم جداً، لكون المسابقة محلية تساعد روّاد ورائدات الأعمال للبدء من وطنهم وإبراز مواهبهم بحضور شخصيات مهمة في المجتمع السعودي وحشد إعلامي مميز مع أعضاء لجنة التحكيم.

- وهل من شريك في تطوير المعهد؟

كوني مؤسِّسة "معهد المستقبل العالي للتدريب" وقسم صناعة المجوهرات، وجدتُ بعد طول انتظار شريكاً مشرفاً وهو مؤسّس الصدارة لتنظيم المعارض فيكون هو المبادر للمسابقة، مما حثَّ المعهد على الارتقاء في التدريب بمعايير عالمية من خلال شراكة مع جهة دولية متخصصة في مجال صناعة الذهب والمجوهرات، حققت نجاحاً دولياً باعتماد الهيئة البريطانية للتدريب، لأن تلك الشراكة تصبّ في مصلحة أطراف صناعة الذهب الثلاثة، وهم المستثمر والمصمّم والمستهلك.

- كلمة أخيرة، لمن توجّهينها؟

سأختتم حديثي بتوجيه الشكر الى لجنة التحكيم على حرصها وشغفها بالفكرة، كما أشكر الحاضرين من أطياف صناعة الذهب والمجوهرات، وخصوصاً فتيات وشباب الوطن لما قدّموه من أعمال مميزة وابتكارات ترقى الى العالمية.