لم تمهل الظروف فتاة سعودية "الجوهرة" لتحتفل بعيد الأضحى مع والدها، حين كانت متجهة للاحتفال معه بالعيد، بسبب وفاتها في حادث مأسوي مع أسرتها في "أبحر الشمالية" لمحافظة جدة، وراح ضحية الحادث والدتها وأُصيب شقيقها في الدماغ بحيث كان يقود السيارة.

الحادث وقع حين ارتطمت سيارة العائلة بجدار، وتعذّرت رؤيته بسبب الظلام الدامس وظهوره بشكل مفاجئ وسط الطريق، كما أن الشارع يفتقر الى الإسفلت.

وروى والد الفتاة، عبدالله العشري لـ"العربية.نت"، تفاصيل الحادث المروري، حين ارتطمت المركبة التي يقودها ابنه، بسور واقع على أحد الطرق الترابية بأبحر الشمالية، ما أدى إلى وفاة ابنته ووالدتها وتعرّض ابنه سعود لإصابة بالغة، رقد على أثرها في العناية المركزة بمجمع الملك عبدالله الطبي في جدة، بعد تعرضه لكسر في الجمجمة وفقد عينه اليمنى تماماً، وكسور في العمود الفقري، ويعيش حالياً على التنفس الاصطناعي.

في حين نفى العشري ما نشر حول أن من كان يقود السيارة امرأة، وأن الذي يقودها ولده وبرفقته والدته، رحمها الله، كانت بجواره وشقيقته في المقعد الخلفي، وقال: "إن الحادث كان أول أيام عيد الأضحى الساعة الثامنة مساءً، وعلى طريق ترابي يؤدي الى حي الياقوت، حيث إن هذا الطريق 52 افتتح قبل ثلاثة شهور وممهد بتراب فقط، ومن المفترض أنه تم سفلتته من فترة، لكن تم افتتاح الطريق، والكثير يمر به بشكل عشوائي، ولم يكن هناك رقابة من الجهة المشرفة عليه، حيث يعد شارعًا رئيسًا وسط حي جديد مكتظ بالسكان، ولا يوجد أي تحذيرات أو تنبيهات عن وجود سور بمنتصف الطريق المظلم".

وتابع حديثه: "هذا الجدار دمر أسرتي بالكامل على الرغم من أن ابني حاول تفادي الجدار ولم يتمكن من ذلك، ما أدى إلى هذا الحادث المروع، فلدي أطفال في البيت حرموا من والدتهم وأختهم".

وتابع: "كانت هناك ثلاثة إشعارات من البلدية وضعت على السور منذ 9 شهور، لكن لم يكن هناك متابعة بشكل جيد من الجهة المسؤولة، ولم يراجعهم من قام ببناء السور، كاشفًا أن أحدًا من سكان الحي قد أبلغ لكن لم يتم إنهاء الوضع، مؤكدًا عزمه مقاضاة المتسبب في الحادثة".

من جهته، أكد المتحدث الرسمي لأمانة جدة محمد البقمي لـ"العربية.نت" قائلاً: "تأسف أمانة محافظة جدة للحادث المؤلم، ونسأل الله أن يتغمّد الموتى بواسع رحمته والشفاء العاجل للمصابين، وأعلنت الأمانة عن فتح تحقيق فور وقوع الحادث لكشف الملابسات واتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين".