بالصور الأولى نادين نسيب نجيم: وجه بيروت الجريح - شقيقتها ندى تروي تفاصيل إصابتها وحالتها النفسيّة

فاديا فهد 16 أغسطس 2020

يروت عاصمة متألّمة. أمّ مفجوعة تبكي ضحاياها، تبلسم جراح الناجين، تفتّش بلهفة عن المفقودين، وتزيل الردم عن تاريخها العريق... هذا التاريخ المجبول بالوجع والفرح، باليأس والأمل، بالانتصارات والانكسارات، بالموت والحياة... نادين نسيب نجيم، النجمة التي نحبّ، هي اليوم وجه بيروت الجريح. تعرّضت نادين لإصابة بالغة في وجهها وجسمها نتيجة الانفجار الذي هزّ العاصمة اللبنانية الأسبوع الماضي، وحصد مئات الضحايا وآلاف الجرحى وعشرات المفقودين. النجمة التي كان من المقرّر أن تصوّر مع فريق مجلتنا هذا الأسبوع غلافاً خريفياً، يواكبه حوار خاص تعلن فيه عن أعمالها التلفزيونية المقبلة بعد غيابها القسري عن السباق الرمضاني، ترقد اليوم في المستشفى، تتعافى من جروح سبّبها الانفجار البشع.


وفي التفاصيل، أن نادين كانت في منزلها الواقع في الطبقة 22 في أحد أبراج الأشرفية السكنية المطلّة على المرفأ، عندما وقع الانفجار الأول، فحملت النجمة هاتفها واقتربت من الواجهة الزجاجية المطلّة على مكان الحادث، تصوّر الحدث (الفيديو القصير نشرته نادين على حسابها في "إنستغرام" وهو يظهر قرب منزلها من مكان الحادث). وما هي إلا دقائق، حتى دوّى الانفجار الثاني الأضخم ليقذف بها أرضاً وشظايا الزجاج المتداخل في وجهها وجسمها. تحاملت نادين على جراحها وأوجاعها، ونزلت 22 طبقة حافية القدمين، الى الشارع حيث أسعفها بعض المارّة ونقلوها الى مستشفى خارج الأشرفية (مستشفى المشرق)، بعدما غصّت مستشفيات المنطقة بالجرحى والجثث. هناك، خضعت نادين الى جراحة استمرّت ستّ ساعات كاملة.

وتروي شقيقتها ندى التي خسرت أيضاً منزلها في الأشرفية، انها تبلّغت بعد ساعة من الانفجار خبر إصابة نادين، فهرعت الى المستشفى متناسيةً خسائرها المادّية «لأن نادين أهمّ» كما تردّد، وتقول: «خفنا على نادين، فهرعنا الى قسم الطوارئ لنكون إلى جانبها في تلك اللحظات الصعبة. ستّ ساعات تحت مبضع الجرّاح كانت الأطول بالنسبة إليّ. خوف، وصلاة، ودموع انتهت على خير، والحمد لله... نادين اليوم بصحّة جيّدة، تتعافى من الحادث الأليم، تحت إشراف نخبة من الأطباء المشهود لهم بالكفاءة".


ماذا عن الجراحة الثانية التي خضعت لها نادين؟

تجيب ندى: "بعد يومين من الجراحة الأولى، تبيّن أن أنف نادين تعرّض لكسر جرّاء الحادث، فكان عليها أن تخضع لجراحة تقويمية في أنفها".

كيف هو وضع نادين النفسيّ اليوم؟

نادين متماسكة، قدر الإمكان. إنّ ما تعرّضت له من صدمة وألم ليس بالأمر السهل. وهي امرأة شجاعة وصاحبة عزيمة يحرّكها عشقها الكبير للحياة، وهي لا تستسلم بسهولة.

ما أكثر ما أثّر فيكِ في هذه المحنة؟

تناقُل البعض الشائعات عن تشوّه وجه شقيقتي نادين، وهي شائعات مغرضة وعارية من الصحّة. وجه نادين «بيجنّن» وجمالها هو هو.

كيف كان اللقاء بين نادين وطفليها بعد الحادثة؟

مؤثّراً جداً... زاراها في المستشفى، وكانت دموع وكلمات طفولية نابعة من القلب «سلامتك ماما، نحن نحبك».



ماذا عن نيّة نادين في الهجرة من لبنان، هل عَدَلت عنها؟ وهل تحاولون كعائلة أن تؤثروا في قرارها هذا؟

إنه قرارها الشخصي، ولن نحاول أن نؤثّر فيه. وهي حتى الساعة، مصمّمة على الهجرة.

شاهدنا فيديو مؤثراً عن الأضرار التي لحقت بمنزل نادين، هل بدأتم ترميم ما تهدّم أم بعد؟

الفيديو صوّرته أنا في اليوم الثاني على الانفجار. فقد ذهبت الى منزل نادين لمعاينة الأضرار، وكان هذا الفيديو الذي يشهد على هول ما حدث. لم نشرع بعد بالترميم لأننا مشغولون بنادين وصحّتها. البشر أولاً، ثم الحجر.


نادين نجت من موت محتّم، وقد حمى الله ولديها اللذين كانا مع والدهما هادي، وهي تردّد للمقرّبين «الحمدلله ان ولديّ سلما من هذه الحادثة المروعة، وهذا هو الأهمّ بالنسبة إليّ. يمكنني أن أتحمّل الألم الجسدي والنفسي، لكنني أعجز عن تحمّل مكروه، أيّ مكروه يصيبهما!».

هذا الغلاف الذي يضمّ نادين والعَلَم اللبناني هو تحيّة الى بيروت ونادين الثائرة الجميلة والشجاعة، في انتظار عودتها الى جمهورها متعافية من جراحها الجسدية والنفسية، متفائلة ومبتسمة كما نعرفها أبداً... على أمل غلاف قريب يجمعنا بها وتصوير خاص يكرّس هذه العودة المنتظرة.