الشائعات ...ما هي آثارها؟
أمل حجازي, جنات, نسرين الحكيم, شائعة / شائعات, رزان مغربي, سيرين عبد النور, هاني السعدي, طوني خليفة, سوسن ميخائيل, يمنى شرّي, ترويج, باسكال مشعلاني, هدى سعد, الدعاية, نسرين طافش, مرح جبر
24 مايو 2010نسرين طافش: نظفت بشرتي فسمعت في اليوم التالي خبر تشوه وجهي!
سمعت الكثير عن الشائعات من مختلف الأنواع، وكثيراً ما فوجئت بتلك القصص المختلفة. لكن أكثر ما أدهشني وأزعجني أني من فترة قريبة كنت أراجع مركزاً للتجميل، وهذا من عادتي بشكل دوري، وحين كانت الطبيبة المختصة تقوم بتنظيف بشرتي ببعض المواد الخاصة، ربما زادت كمية إحدى تلك المواد مما هيج بشرتي قليلاً فتلون وجهي بلون وردي أو أحمر فاتح ولمدة عشر دقائق، ثم عادت بشرتي الى طبيعتها، وهذا شيء عادي. وكان في المركز مجموعة من النساء، لاحظن ما حصل، وفجأة انتقل الخبر وإذ بي أقرأ في بعض المجلات أن نسرين طافش تعرضت لحروق من الدرجة الثالثة في وجهها مما جعلها مشوهة. حتى أن تلك المجلات طرحت أسئلة عدة، منها هل سيكون لعمليات التجميل دور في عودة جمال وجه نسرين طافش؟!
حقيقة صعقت عندما قرأت هذا الخبر وانزعجت، وأوضحت من خلال وسائل إعلامية حقيقة ما جرى وأن ما سرى مجرد شائعة سيئة انتشرت بسرعة خيالية وهي عارية عن الصحة.
واعتقد أن من يحب تلك القصص ويؤلفها ويبهرها ليس سوى مريض نفسي، والأسباب عدة منها الغيرة، أو أنهم لا يحبون أن يروا شخصاً ناجحاً. فالشائعات كما هو معروف لا تطال إلا الإنسان الناجح والمتميز.
ولا أستبعد أن يطلق بعض الفنانين تلك الشائعات إن كان على غيرهم أو حتى على أنفسهم، لكن لا أظن أنهم فنانون حقيقيون أو أنهم يحترمون عملهم، لأن من يقدم على إطلاق شائعة التي هي نوع من أنواع الكذب المؤذي، وهو لا يحمل رسالة الفن الحقيقي. لكن الدخلاء على الفن كثر ويطلقون الشائعات ليحصلوا على الشهرة، ويمكن أن يكون غرضهم هو إزعاج الفنانين المتميزين في الوسط.
في بداية حياتي الفنية كنت أنزعج مما أسمعه من شائعات، لكن بعد ذلك لم أعد أقف عند تلك الأكاذيب، إلا بعض الحالات والشائعات التي تنتشر كثيراً. عندها يمكن أن أوضح حقيقة الأمر وأكذب تلك الشائعة».
زهير عبد الكريم: نشر خبر اعتزالي وأنا على رأس عملي
الحمد لله لم أقع في مطب هذه الشائعات بالشكل الذي يزعج. سمعت العديد من الأقاويل ومنها أني قرأت خبر اعتزالي في إحدى الصحف، وبصراحة ضحكت كثيراً ولم أرد إلا من خلال بعض الأعمال التي قدمتها على الشاشة ولاقت نجاحاً.
وأعتقد أن فن الشائعة موجود منذ القدم، وهذا أسلوب يعتمد على كذبة أو اختلاق العديد من الأحداث بناء على حدث صغير، مما يؤدي الى تغيير بعض المسارات أو وجهات النظر، وبصراحة للشائعة تأثير خطير بحال استخدمت بالظرف والوقت المناسب.
أنا شخصياً ضد هذا الأسلوب وخاصة في المجال الفني وللأسف تكثر فيه هذه الشائعات، لكن من يطلقها بالتأكيد أشخاص وصوليون ولا يهتمون إلا بمصالحهم الخاصة، كما أن هناك بعض أبناء الوسط الفني يستخدمون فن الشائعة عندما يكون عدم النجاح حليفهم أو الفشل، فيتخذون من الشائعة أسلوباً للمعان أو الظهور، أو جعل دائرة الأحاديث تدور حولهم.
وعندما أسمع شائعة عني أضحك ولا أقف عند هذا الكلام، أو أني أرد من خلال أعمالي، أما إذا كانت الشائعة تتناول حياتي الشخصية فلا أعيرها انتباهاً أبداً ولا أذكرها، فأنا أعرف حياتي وشؤوني الخاصة أكثر من أي أحد آخر».
الفنان والكاتب هاني السعدي: مقطع البلوتوث المفبرك أدى الى اعتزال ابنتي التمثيل
الشائعة الأكثر سوءاً التي تعرضت لها أنا وعائلتي كانت فبركة البلوتوث لمقطع فيديو يخص ابنتي الفنانة روعة التي حاولت أن تنال من براءتها. والحمد لله كشفت ملابسات الموضوع في وقت قصير، لكن لعبت تلك الشائعة دوراً كبيراً في حياتنا وسببت الأذى النفسي لروعة ولنا كعائلة.
وهذا دليل على مدى السوء والأثر الخطير لمثل تلك الشائعات، فابنتي توقفت عن التمثيل وكرهت الوسط الفني من ذنب لم ترتكبه. وبصراحة يجب على القضاء والجهات المختصة أن تأخذ موقفاً ضد هذه الشائعات التي يمكن أن تؤثر على مستقبل كامل لأي شخص. ويجب أن يحاسب الأشخاص الذين يتعاملون بهذا الأسلوب الرخيص بشكل مناسب وجدي حتى يقف مطلقو الشائعات عند حدهم. فمن غير المعقول تدمير مستقبل شخص لمجرد كذبة تختلق لغايات شخصية دافعها الغيرة والحسد والحقد.
أنا أتعامل مع الشائعات بالشكل اللائق، فإذا كانت شائعة تافهة لا أقف عندها أبداً، لكن اذا كانت تحمل من الأذى ما يؤثر على نفسيتي أو نفسية أحد من أفراد عائلتي فأرد بشكل قاسٍ وأترك القانون يأخذ مجراه».
سوسن ميخائيل: بعدما شفيت من آثار الحادث علمت بخبر تشوهي وعاهتي
تعرضت لحادث سير منذ فترة طويلة والحمد لله تعافيت وعدت إلى حياتي الطبيعية، لكن المؤسف أن أبشع شائعة سمعتها كانت في تلك الفترة، منها أني تشوهت ومنها أني فقدت ساقي، ومنها أني أصبحت مقعدة.
بصراحة صدمت بما سمعت، فأنا تعرضت لحادث قضاء وقدر، وهذه مشيئة الله لكن الحمد الله. رجعت سالمة ومعافاة، فكيف يتحدثون بتلك الأمور الرهيبة!
ومن يطلق تلك الشائعات أشخاص لا يحبونني ولا يريدون لي النجاح، وهم أناس حاقدون فارغون من الإنسانية والنبل، لأن هذه الشائعات هي طلقات رصاص من شيء أصعب من البنادق، ومن يقوم بذلك هو شخص كاره حسود لا يحترم نفسه.
وفي الوسط الفني السوري نادراً ما يحصل أن يطلق الفنان شائعة على نفسه، فالزملاء جميعهم ملتزمون ويعرفون أن العمل مقدس ورسالة يجب أن تصل الى الناس وليس ملعباً للأحاديث الجارحة. ربما بعض الأوساط الفنية الأخرى يمكن أن يحصل فيها ذلك ولو بنسبة قليلة.
وفي كثير من الأحيان أتغاضى عن تلك الشائعات، وأحياناً أخرى أهتم بها فأرد عليه وأوضح الأمر».
من سوريا
مرح جبر: زوجوني من شخصية تحمل هوية فظيعة!
تعرضت منذ فترة لشائعة غريبة وهي زواجي من شخصية غريبة جداً تحمل هوية فظيعة، يعني من أعداء الوطن. هنا صعقت واستغربت هذا الكلام وعلى أي أساس تطلق تلك الشائعات، واكتشفت أنه كان وراء تلك الشائعة الرخيصة فنانة غير معروفة غيرتها مني لا توصف، فبركت القصة التي لا أساس لها من الصحة ولا يمكن أن أفكر بها لا من قريب ولا من بعيد. لكن الله كبير والحقيقة بانت حتى من دون أن أرد أو أوضح للناس وللأصدقاء، فهم يعرفون مرح جيداً.
وكل من يطلق تلك الشائعات هو إنسان غريب الأطوار ليس في رصيده أي تربية أخلاقية.
وبالطبع الفنانون المهتمون بالفن والعمل والأخلاق لا يمكن أن يطلقوا هذه الأكاذيب، لكن هناك بعض ضعاف النفوس يفعلون ذلك لسببين إما لأذية الناس والحسد، أو ليلفتوا الأنظار إليهم لأنهم لا يمتلكون أي موهبة تساعدهم في الظهور أو النجومية.
وأما أتعامل عموماً مع الشائعات بدم بارد، وأعصاب كالثلج، ولا يهمني ما يحكى فأنا أثق بنفسي كثيراً».
أمل حجازي: قالوا إني أنجبت طفلة في السرّ والحقيقة أني تبنيتها
تقول الفنانة أمل حجازي إنها طوال مسيرتها لم تطلق عليها شائعات مؤذية، بل كانت مجرد شائعات عادية وهي تشكر الله على ذلك وتعتبرها نعمة. وتعتبر أن سبب عدم إثارة شائعات مُضخّمة من حولها، قد يكون عدم ردّها في المطلق على أي شائعة وتجاهلها تماماً. فهي لا تكترث للشائعات لأنها واثقة من نفسها، لهذا تتعامل معها وكأنها غير موجودة. ولا تنفي انزعاجها من الشائعة التي انتشرت حول إنجابها سراً قبل سنوات طفلة سمّتها نور. بينما الحقيقة أن نور هي الطفلة التي تبّنتها قبل زواجها. وتقول إنه مهما انتشرت الشائعات، سيأتي يوم ويثبت أنها مجرد أخبار كاذبة كان الهدف منها إيذاء الفنان، لهذا هي لا تجد أن في الأمر مصيبة. وعن الفنانين الذين يطلقون الشائعات عن أنفسهم، تؤكد أنهم موجودون وهي تعرف بعضهم، خصوصاً أن منهم من أخبرها بنفسه أنه أطلق على نفسه شائعة ما. وتجزم بأنها لا يمكن أن تقوم بأمر مماثل، ومن يتصرف على هذا النحو هو فاشل ربما، ويعتقد أنه سيحقق نجاحاً إعلامياً من جراء ذلك. ورغم أن بعض الفنانين حققوا نجاحات معينة وكسبوا استعطاف الناس من جراء الشائعات حسب ما تقول أمل، فإنها ترفض هذا الأسلوب بشدّة لأن السحر يمكن أن ينقلب على الساحر، خصوصاً أن الناس يميلون أكثر إلى تصديق الشائعات التي تتعلق بالحياة الخاصة.
يمنى شري: أنا بعيدة عن الشائعات المدمّرة لأني ببساطة كتاب مفتوح
تقول الإعلامية يمنى شري إنها تشكر الله على كونها من المشاهير المحظوظين، كونها لم تتعرّض لشائعات مؤذية أو مدمّرة، بل مجرد أخبار عادية يمكن نفيها بسرعة والتعامل معها بسهولة. بينما هناك مشاهير تضرروا كثيراً بسبب بعض الشائعات. وترى أن سبب بقائها بعيدة عن الشائعات المؤذية والحملات المشوّهة كما حصل مع آخرين، أنها «كتاب مفتوح» وما في قلبها على لسانها، ولا تهتم سوى بعملها وليس بالثرثرة و«القيل والقال» والردّ على «فلان وعلاّن». لكنها تُبدي أسفها في الوقت ذاته لانتشار شائعات كثيرة عندما قدّمت استقالتها من المحطة قبل سنوات. وتذكر أن مخيّلة البعض روّجت لمقولة أن هناك لافتة على باب مبنى تلفزيون «المستقبل» مكتوب عليها أني ممنوعة من الدخول، وهو أمر مضحك ومبكٍ في الوقت ذاته. حينها تضايقت واتصلت بالسيد نديم المنلا رئيس مجلس إدارة المحطة. فضحك كثيراً ودعاني إلى احتساء فنجان قهوة في مكتبه في التلفزيون، ثم أخبرني عن الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي قال إن الفنان لو جمع الشائعات التي تكتب عنه ووقف عليها سيرتفع أكثر. وقال لي أيضاً أن هذه هي ضريبة الشهرة والنجاح، ونصحني بعدم الإلتفات إلى أمور مماثلة».
وتضيف يمنى أن الشائعة أمر بشع ومؤذٍ كثيراً على الصعيد المعنوي لأنها أحد أنواع الظلم، وليس هناك أصعب من الشعور بالظلم. وتقول: «بصراحة نحتار أحياناً في كيفية التعامل مع الشائعة، فنسأل أنفسنا هل يجب أن نرد؟ ماذا نفعل؟... لكن على الشخص المشهور أن يثق بنفسه كي لا يترك مجالاً للشائعات لأن تؤثّر عليه أو تحطّم معنوياته، إذ يجب أن يدرك أن هناك ضريبة سيدفعها عن شهرته، خصوصاً أن بعض الناس يطلقون العنان لمخيلتهم ويحللون أي تصرّف صغيراً كان أو كبيراً، وهم بالأساس لا يعرفون هذا الشخص ولا يعرفون عن حياته شيئاً. وفي الوقت ذاته، تؤكد يمنى أن ليس كل الناس ميالين إلى التصديق، بل هناك أشخاص أذكياء يدركون أن هناك أهدافاً من وراء انتشار شائعات معينة، وهم يعرفون كيف يفرّقون بين الحقيقة وبين ما هو مركّب، لهذا يدافعون عن الفنان أو الشخص الذي تثار من حوله شائعة معينة. وعن إمكان إقامة دعوى قضائية على إعلامي قد يروّج عنها مثلاً شائعة مؤذية، تقول يمنى إنه يجب على الوسطين الإعلامي والفني أن يكونا جنباً إلى جنب لخدمة هدف، لا أن يفتحا جبهات يحارب كل منهما الآخر من خلالها. لكن في الوقت ذاته «الكرامات خط أحمر ولا يجوز التعديّ عليها. لكني شخصياً أحترم الصحافة كثيراً وأعرف كيف أفرّق بين النقد العادي والهادف وبين التجريح».
باسكال مشعلاني: أقاطع المطبوعة التي تسيء إلى كرامتي وكرامة عائلتي
تقول الفنانة باسكال مشعلاني إن أكثر شائعة ضايقتها وازعجتها وأثرت على محيطها، هي تلك التي كانت عن زواجها السري وإنجابها طفلاً، «وهي الشائعة التي أطلقها المعجب المهووس وأراد أذيتي من خلالها». وتضيف: «لو كنت بالفعل متزوجة، لماذا سأخفي هذا الخبر؟». لهذا نفيت الخبر نفياً قاطعاً في أكثر من وسيلة إعلامية وفي برنامج «للنشر» مع طوني خليفة مباشرة على الهواء. وتؤكد أنها ترفض أسلوب إقامة الدعاوى القضائية على المجلات أو الصحافيين الذين قد يروّجون شائعات مماثلة، لكنها تكتفي بمقاطعة مطبوعة معينة في حال الإساءة إليها بشكل غير مقبول وفيه تعرّض لكرامتها الشخصية وكرامة عائلتها. وتعتبر أن الزمن تغيّر، وصار الجمهور أكثر وعياً بسبب كثرة وسائل الإعلام والإتصالات وغيرها، ممّا وفّر سهولة التواصل مع الجمهور الذي صار يميّز بين ما هو مفبرك وبين ما هو حقيقي، إضافة إلى أنه مهما كبرت الشائعة سيأتي يوم وتتضّح فيه الحقيقة. وتشدد على أنها ترفض سياسة إطلاق الشائعات على نفسها كما يفعل بعض الفنانين، رغم أن البعض استفاد من ذلك، لكنّ آخرين تضرروا من الشائعات التي روّجوها عن أنفسهم.
رزان مغربي: لا أخفي ما أقوم به في العلن
تقول الإعلامية والممثلة رزان مغربي إن أكثر شائعة سببت لها الأذى كانت عندما نشرت إحدى المجلات صوراً لها وهي تسهر في أحد المرابع الليلية برفقة مدير أعمالها وعدد من أصدقائها. وكُتب في المجلة حينها بشكل سيئ عن رزان حسب ما قالت، ورُوّجت عنها أخبار كاذبة حول حياتها الخاصة، بمعنى أنه تمّ تفسير ما يحصل في الصور في شكل غير مطابق للواقع ولا الحقيقة. وتقول رزان إن الصور كانت عادية وهي لا تخفي ما تقوم به في العلن، خصوصاً أن الصور كانت لمجرد سهرة مع أصدقاء لها، لهذا تجاهلت الموضوع لأنها لا تخاف أحداً ولم ترتكب أي خطأ كي ترتعب وتردّ.
وتضيف أنها فكرت أكثر من مرة بإقامة دعاوى على صحافيين ومجلات معينة، إلاّ أنها كانت تتراجع عن قرارها لأنها لا تريد إيذاء أحد رغم تعرّضها هي للأذى، ولأنها مؤمنة وتدرك أن الله سيأخذ لها حقها. وعن إمكان تصديق الناس لمثل هذه الأكاذيب والشائعات المُضخّمة، تقول إن الجمهور صار أكثر وعياً من السابق ولم تعد تنطلي عليه هذه الألاعيب، لأنه صار يعرف أن هناك حملات معينة يمكن أن تكون وراء إطلاق بعض الشائعات. لكن هذا لا ينفي طبعاً وجود أشخاص يميلون إلى التصديق. أما عن الفنانين الذين يُطلقون شائعات على أنفسهم ، فتقول رزان إن هذه الظاهرة موجودة ويهدف الفنان من خلالها إلى استعطاف الرأي العام.
جنّات من المغرب: قالوا إني خنت مصر وغنّيت للجزائر فشعرت بالمرارة والظلم
ترى الفنانة جنّات أن أكثر شائعة تسببت لها بالأذى كانت انتشار خبر غنائها للجزائر بعد فوز المنتخب الجزائري على المنتخب المصري في مباراة التأهل لكأس العالم في كرة القدم، الأمر الذي تسبب بمشاكل كثيرة بين الطرفين وجمهور البلدين وكل ما حصل من جدل إعلامي حينها. وتؤكد أن هذه الشائعة آذتها نفسياً إلى حدّ يفوق الوصف ولا يمكن أن تنساه لأنها شعرت بالظلم حينها، إذ أن البعض أظهرها وكأنها خانت مصر البلد الذي احتضنها واحتضن موهبتها واستقبلها بحفاوة، إضافة إلى كونه البلد الذي تعيش فيه. «لهذا شعرت بالمرارة والألم والصدمة وكأني أختنق، لأنه لا يمكن أن أقابل مصر وفضلها بتصرّف مماثل».
والأسوأ من هذا بحسب جنّات، أنه تم إطلاق صفحة على «الفايس بوك» تدعو إلى منعها من الغناء في مصر. «لم اعرف ماذا أفعل، لكن جمهوري دافع عني بشراسة وطالب باعتذار من مروّج هذه الشائعات، إلى أن تم الإعتذار فعلياً وأُغلقت الصفحة بعدما اتضّح أن الموضوع مجرد كذب». وتقول إنها لا تعير الشائعات اهتماماً كبيراً لأن هذه ضريبة الشهرة، خصوصاً أن هناك من يستغل اسم الفنان المشهور كي يروّج إسمه، كما يفعل بعض الصحافيين مثلاً. «لكن إذا تمادى هذا الطرف واتضّح أنه يسعى إلى تشويه سمعتي ألجأ إلى القضاء، هذا مؤكّد».
وعن تجربتها الخاصة تقول إن الناس للأسف ينقسمون أمام الشائعات، فبعضهم يصدق والبعض الآخر لا، بل يدافع عن الفنان الذي يحب ويقف بجانبه لأنه سيشعر حتماً بأن هناك حرباً ضدّه لتدميره».
وعن ظاهرة إطلاق بعض الفنانين شائعات عن أنفسهم تقول إنها ظاهرة غير صحية وغير مفيدة، لأن سرعة انتشار المعلومات صارت تفضح هذه الأكاذيب، مما سينعكس سلباً على الفنان بعد أن يكتشف الناس أنه كان يكذب عليهم كي يستعطفهم.
ذاكرة الجمهور العربي مليئة بالشائعات، فالجمهور فضولي تثيره أخبار النجوم والمشاهير وتجذبه أخبار الفضائح، ويميل الى تصديق ما سمع. فما هو موقف الفنانين من الشائعات التي تُنسج حولهم، ويتناقلها الناس على انها حقائق؟ سؤال طرحناه على نجوم من لبنان وسوريا فكانت هذه الاجابات:
نبدأ من لبنان
سيرين عبد النور: شائعة طلاقي أكّدت لي أن هناك دخاناً من دون نار
تقول الفنانة سيرين عبد النور إن أكثر شائعة ضايقتها وأزعجتها كانت انتشار خبر طلاقها من زوجها فريد رحمة الذي ارتبطت به بعد قصة حب استمرّت حوالي ست سنوات، والأسوأ أن الشائعة انتشرت بعد شهر واحد من الزواج. وتستغرب سيرين كيف أن البعض بالغوا في الكذب ولم يكتفوا بنشر الشائعة التي لا أساس لها من الصحة، بل كتبوا أيضاً «أنهم اتصلوا بزوجي الذي أكدّ لهم أن خبر الطلاق بيننا صحيح. هذه بالفعل نفسيات مريضة لا تريد سوى الأذى. يقولون لا دخان بلا نار، لكن من خلال تجربتي أقول: هناك دخان من دون نار». وتُضيف أنها واجهت هذه الشائعة ولا تزال تواجهها من خلال الإنتباه والوعي كي لا تقول أي كلام يمكن أيضاً لهؤلاء المرضى تفسيره بالشكل الذي يريدونه.
وحول إمكان مقاضاتها المجلات التي روّجت للشائعة دون التأكد من مصدرها، قالت إنها لا تعالج الخطأ بالخطأ ولا تريد الإنتقام من أحد وتكتفي بمقولة «الله كبير». و تتابع أنها تعتبر الصحافة صلة وصل رئيسية بين الفنانين والجمهور، لهذا هي تطلب من حملة الأقلام أن يراعوا ضمائرهم في ما يكتبون، وأن يراعوا خصوصاً أنهم قد يتسببون بالأذى المعنوي الكبير، ليس للفنان نفسه فحسب، بل أيضاً لأهله وأقربائه ومحبّيه...
«فكيف يسمحون لأنفسهم بترويج أخبار خاصة وكاذبة فقط كي يحققوا سبقاً صحافياً؟ فهل يجوز أن يكون السبق على حساب كرامات الناس؟». وتبدي أسفها الشديد إزاء انتشار الشائعات معتبرة أن الناس يصدقون هذه الأخبار خصوصاً إذا تمّ تدوالها في أكثر من وسيلة إعلامية، لتصبح الشائعة مثل كرة الثلج التي تتدحرج وتكبر شيئاً فشيئاً وكأن هناك حملة معينة ضدّ فنان. لكن دون شك، ودائماً بحسب سيرين، فإن الذين يحبون هذا الفنان لن يصدقوا ما يقال عنه ويتعاطفون معه ويدافعون عنه أيضاً. وتؤكّد وجود أخبار وشائعات يُطلقها بعض الفنانين بأنفسهم، من أجل إثارة الإعلام وحثّه على افتعال بروباغندا تزيد من شهرتهم. لكنها تستبعد أن يُطلق الفنان على نفسه شائعة مؤذية، وإلا سيكون مريضاًَ نفسياً دون شك.
هدى سعد: إتهمّوني بتقليد شيرين فرددت بأغنية من كلماتي وألحاني
تقول الفنانة المغربية هدى سعد إنها بحكم كونها جديدة في الساحة الغنائية، لم تتعرض بعد لكمّ من الشائعات أو الأخبار التي قد تكون مؤذية. «لكن بعد مشاركتي في برنامج «تاراتاتا» في حلقة مع الفنانة شيرين عبد الوهاب، لاحظ الجمهور شبهاً بيننا في الشكل وبحّة الصوت». فسرت شائعة أنها تقلّد شيرين وأنها تهيّئ نفسها لمزاحمتها والجلوس مكانها، «بمعنى أني مغرورة وأعتقد أني أهم منها... لكن هذا غير صحيح على الإطلاق، خصوصاً ان شيرين نجمة وسبقتني فنياً بسنوات، إضافة إلى أن تكويني الفني يختلف عن تكوينها وأنا أبحث عن استقلالية فنية، فتضايقت كثيراً».
وتؤكد هدى أنها رفضت الرد على ما كتب وانتشر عنها لأنه مجرد كذب لا يستحق التوقف عنده. «بل سعيت إلى الردّ من خلال فني وتميّزت بأغنية «ما تفكرنيش» التي كتبتها ولحّنتها بنفسي بطابع غربي، بحكم دراستي الموسيقية واطلاعي على ثقافة الغرب بسبب إقامتي منذ سنوات في جنيف. وبالفعل كثر ممن سمعوا الأغنية أكّدوا أني لا أقلّد شيرين وأن لي هوية خاصة».
وتقول هدى إن الشائعات هي قدر كل الفنانين، خصوصاً أن الجمهور فضولي دائماً تجاه كل ما يتعلق بأخبار النجوم، لهذا هو يميل إلى التصديق أحياناً. «لكن الجمهور ذكي ومنصف في الوقت ذاته وسيكتشف سريعاً أن هناك جهة ما تحارب هذا الفنان، لهذا تطلق عليه شائعة كي تحاربه وتؤثر في نجوميته، من هنا أهمية وعي الفنان الذي يجب أن يعرف كيف يتعامل مع الشائعات ولا يدعها تؤثر في شكل سلبي على جمهوره الذي يحبّه».
وتعتبر هدى أن الأمانة صفة مهمة جداً عند الفنان، لهذا لا يجوز أن يطلق على نفسه شائعات لأنها ستنقلب ضدّه عندما يكتشف الجمهور حقيقتها.
طوني خليفة: الجمهور يميل إلى التصديق لأن الناس يحبّون القيل والقال
يقول الإعلامي طوني خليفة إن أكثر شائعة أثيرت عنه وآذته حقيقة، كانت انتشار خبر كونه أباً لطفل غير شرعي في الوقت الذي كان يستعد فيه للإرتباط رسمياً والزواج قبل سنوات. ويؤكّد أن هذه الشائعة أثّرت كثيراً على محيطه وعلى أهله وعلى زوجته (خطيبته آنذاك) وأهلها، خصوصاً أن الإتصالات كانت تنهال من كلّ حدب وصوب للسؤال عن هذا الأمر. ويرى أن أكثر الشائعات التي تسبب الأذى والضرر المعنويين للمشاهير هي التي تتعلق بالحياة الخاصة، لأنها لا ترتبط بالفنان نفسه فحسب، بل إن ضررها يطال أشخاصاً كثيرين من محيطه.
وعن إتهامه شخصياً بإثارته أموراً شخصية لدى الفنانين في برامجه وحواراته، يصرّ على نفي هذه التهمة عنه، لأنه لا يتناول إلاّ المواضيع التي تكون قد كُتبت أساساً في الإعلام وتحدث الفنان بشأنها. لكنه لا يمكن أن يأتي مثلاً يوم يفضح فيه سراً خاصاً يؤذي الفنان الذي يستضيفه. ويعتبر أن الجمهور لا يتعاطف مع الفنان عندما يسمع عنه شائعة معينة، بل يصدقّها للأسف لأن أغلب الناس يحبّون «القيل والقال». لكن من الضروري ألاّ يستسلم الشخص المشهور للشائعة أو يعتقد أنها ستدمّره، لأنه سيأتي يوم ويتضّح فيه أنها كذبة مهما كان حجمها. ويشكر الله أن الشائعة التي أطلقت عليه لم يكن ضررها بحجم شائعات أخرى أطلقت على فنانين مثلاً وكان يمكن أن تدمرهم، إذ إن بعضهم أهدر دمه مثلاً وآخرين تأثرت نجوميتهم بسبب بعض الشائعات... لهذا على الفنان أن يعرف كيف يتعامل مع الشائعة. أما اعتماد نشر الشائعات من جانب الفنانين أنفسهم، فهو أمر غير مفيد لأنه سينكشف سريعاً، حسب ما يؤكد خليفة.
نسرين الحكيم: تعرضت لحادث سير مروع وأنا في منزلي
قبل عامين وعلى أحد مواقع الإنترنت قرأت خبراً مفاده أن الممثلة نسرين الحكيم تعرضت لحادث أليم وهي تقود سيارتها بسرعة زائدة وفي وقت متأخر من الليل، مما أدى إلى كسور وإصابات قد تصيبها بالعجز. ذهلت عندما قرأت الخبر، ولم استيقظ من ذهولي إلا على رنات الهاتف المتكررة والتي تسأل عن صحة الخبر، مما أزعج أهلي جميعاً.
حاولت معرفة من وراء نشر هذا الخبر، لكني لم أفلح، فقمت بإرسال رد سريع على بعض المواقع الأخرى بأني بخير وهذا الكلام عار عن الصحة. كان موقفاً مزعجاً سبب قلقاً لي وللمحيطين بي من أهل وأصدقاء.
ومن يطلق تلك الشائعات هم أشخاص غير محبين يريدون إثارة بلبلة، أو يريدون كسر نجاح معين أو تخريب عمل معين. وأظن أن من يقوم بتلك الفبركات ليسوا سوى أشخاص سيئين، أو عندهم نقص وعقد عديدة.
ومن سيئات الوسط الفني أن يقوم بعض الفنانين أنفسهم بإطلاق شائعة، وهم عبارة عن مجموعة من المغمورين والوصوليين، وهذا لا ينطبق على الفنانين الحقيقيين والصادقين، لكن لكل وسط عيوبه وأعتقد أن هذه من عيوب الوسط الفني.
وبالنسبة إلي عندما تكون الشائعة بعيدة عن الموت والحياة والصحة لا أفكر فيها على الإطلاق، أما عندما تتعلق بروح الإنسان فهي إساءة كبيرة وتسبب إزعاجاً للجميع».