مازن حايك: أُغادِر "مجموعة MBC" وقلبي مليءٌ بالامتنان والتقدير

07 يناير 2021
يغادر مدير عام العلاقات العامة والمتحدّث الرسمي باسم مجموعة «ام. بي. سي» مازن حايك، منصبه من المجموعة مودّعاً الصحافة والفنانين وقادة الرأي ورواد الأعمال الذين تعامل معهم خلال 14 سنة كما عائلة «ام.بي.سي» التي أحبّ ويحبّ، برسالة مؤثّرة ومعبّرة تنمّ عن وفاء كاتبها للمؤسسة التي أعطته الكثير وأعطاها الكثير الكثير.


كتب مدير عام العلاقات العامة والمتحدّث الرسمي باسم مجموعة «ام. بي. سي» مازن حايك في وداع المؤسسة التي عمل فيها أكثر من 14 عاماً، رسالة مليئة بالمشاعر ذاكراً 14 محطّة طبعت تاريخ المجموعة وتاريخه المهني فيها. بنبل كبير نصّ حايك رسالته التي كتبها وصبّ فيها من عقله وقلبه، وجاء فيها:

«بعد أكثر من 14 عامًا، أُغادر "مجموعة MBC" – مع حلول نهاية العام الحالي - تاركاً مهامي فيها كمدير عام للعلاقات العامة ومتحدِّث رسمي باسمها، وهو المنصب الذي شغلته منذ شهر أكتوبر 2006، طبعاً، دون أن أتخلّى عن عائلتي الكبيرة فيها... وذلك لأخوض غمار تجربة مهنية جديدة.

على مر السنين، كان لي امتياز التعاون مع ألمَع ما ومن عليها في قطاع "الإعلام والترفيه"؛ ومجموعة واسعة من القادة في العام والخاص؛ وروّاد الأعمال؛ وقادة الرأي؛ والصحفيين المرموقين من المنطقة والعالم؛ وأبرز نجوم الفن والترفيه؛ ممَّن يتِّسع لهُم قلبي، وتحتضِنُهم ذاكرتي... هم الذين أثروا حياتي، كلٌّ على طريقته، وساهموا في العديد من النجاحات التي حققناها معاً، وشكّلوا مصدر إلهامٍ لي. فأنا مَدينٌ لهم جميعاً!


تلك السنوات المعبّرة لن تبرح ذاكرتي ما حييت، وإن كان لي أن أختصر أكثر من 14 عاماً من المتغيّرات والأحداث في 14 محطة - لا أدّعي، لا سمح الله، أنني أنجزتها لوحدي بل، أنني بالأحرى ساهمت فيها وكُنت شاهداً عليها من خلال موقعي المهني. فاسمحوا لي أن استحضر معكم ما يرافقني ذكراه... بحلوه ومرّه، وفرصه وتحدّياته:

30 أكتوبر 2006: أول مؤتمر صحفي عقدتُهُ باسم "مجموعة MBC" في دبي، إلى جانب الزميل جورج قرداحي، وذلك لإطلاق برنامج "التحدّي" على MBC1... مروراً لاحقاً بـ "من سيربح المليون – 2"... ووصولاً إلى مغادرة قرداحي المجموعة، في سبتمبر 2011.

أغسطس/سبتمبر 2008: مسلسل "نور" Gümüş، الذي كان بمثابة أول غيث الدراما التركية المدبلجة في العالم العربي، وما أحدثه بطلاه "نور" و"مهنّد" من وقعٍ عند إطلالتهم الجماهيرية الاولى في دبي، قُبيْل نهاية عرض المسلسل. ثم، ظهور "نور" وعايشه" خلال المؤتمر الصحفي في بيروت، الذي كانت سبقته زيارة مشتركة لنا إلى "دار الأيتام الإسلامية"، على وقع صيحات الأطفال والدموع والابتسامات.

26 يناير 2009: أول مقابلة متلفزة للرئيس الأميركي باراك أوباما مع أي شبكة إخبارية بُعيْد تنصيبه في البيت الأبيض. سجّلت حينها قناة "العربية" سَبْق صحفي عالمي حمل مجموعة من الدلائل والرسائل، في عدّة اتجاهات.

رمضان 2010: انتشار "باب الحارة"، مسلسل البيئة الشامية الأكثر شهرةً ورواجاً وشعبيةً في العالم العربي، الذي كان حديث الناس وشغلهم الشاغل، ثم الألفة التي نشأت بين نجوم العمل وبيننا... والظاهرة التي أحدثها بعد عرض ثاني أجزائه على MBC1، وصولاً إلى تحوّله إلى علامة تجارية استمرت على مدى أكثر من 9 مواسم متعاقبة.

رمضان 2012: انتاج وعرض مسلسل الفاروق "عمر" على MBC1. ولأن الشي بالشيء يُذكر، يحضرني كذلك مسلسل "غرابيب سود" في عام 2017؛ و"أم هارون" في رمضان 2020، وما رافق تلك الأعمال من جدل على مواقع التواصل والمنصّات والشاشات، محلياً وإقليمياً وحتى عالمياً... ناهيك عن أعمال كُبرى تبقى في الذاكرة، على غرار: "الملك فاروق"، و"سرايا عابدين"، و"مخرج 7"، وإبداعات "طاش ما طاش"، وغيرها الكثير ممّا لا يتسع المجال لذكره.

2012 / 2014: إطلاق "MBC مصر" - خلال فترة سياسية حرجة - في حفل ضخم أقمناه داخل قلعة صلاح الدين التاريخية في القاهرة، بحضور أبرز نجوم الفن والمجتمع والإعلام. ولا أنسى لاحقاً صعود "البرنامج" مع د. باسم يوسف على الشبكة نفسها، عام 2014، ثم توقّفه عن البث.

عام 2013: فوز الشاب الفلسطيني محمد عسّاف بلقب الموسم الثاني من البرنامج العالمي Arab Idol بصيغته العربية، وما تلاهُ من ثناء وعناوين بارزة على امتداد القارات الخمس. ثم زيارة عسّاف، بدعم ورعاية من MBC، إلى مبنى الأمم المتحدة في نيويورك ولقائه الأمين العام بان كي-مون، وتسلّمه جواز سفر دبلوماسي مع لقب سفيرٍ الـ UNRWA للشباب والنوايا الحسنة، ومرافقتي له في تلك الرحلة الحالمة، مع زملاء آخرين.

2012 / 2013: المشاحنات الطريفة (أحياناً) بين الثنائي - النجم راغب علامة وأحلام، ضمن Arab Idol، وطلب أحلام وجبة دجاج "كينتاكي" إلى داخل الاستديو في بيروت، على الهواء مباشرةً! وفي المقلب الآخر، أذكر النجاح المدوّي الذي حصده برنامج the Voice Kids، الذي جاء ليبني على المتابعة الجماهيرية التي كان حظي بها قبله الموسم الأول من البرنامج العالمي the Voice بصيغته العربية على MBC1، عام 2012. أخيراً، المؤتمر الصحفي الختامي لـ Project Runway ME الذي أعقب الحلقة النهائية، والتي بُثت على الهواء مباشرةً من "حي دبي للتصميم – d3"، بمشاركة المصمّم اللبناني-العالمي إيلي صعب، رئيس لجنة التحكيم، أواخر عام 2013.

رمضان 2013: تأسيس "MBC الأمل" - ذراع المسؤولية المؤسساتية والاجتماعية (CSR) للمجموعة، تحت إدارة العلاقات العامة. وأستحضر الفَرق الذي أحدثته "MBC الأمل" خلال سنوات عملها، من بلسمة الجراح، ومساعدة المبدعين، وتمكين المرأة، ودعم الشباب، وتوفير الغذاء والتعليم والرعاية للأطفال الأقل حظاً خصوصاً في دول اللجوء... إضافة إلى تحفيز ريادة الأعمال في العالم العربي، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وندوات وورشات عمل المواءمة بين الاختصاصات الأكاديمية وسوق العمل، وإطلاق مسابقات لتخطيط وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجدّدة... وأخيراً وليس آخراً، وضع حجر الأساس لـ "أكاديمية MBC" عام 2018.

عام 2017: فوز الشاب الفلسطيني (المسيحي) ابن "بيت لحم" يعقوب شاهين بلقب Arab Idol بموسمه الرابع، بتصويت الجمهور العربي (بأغلبيته المُسلِمة)، على شبكة MBC الإعلامية (السعودية) الرائدة... فتجلّت عبر هذا الفوز قيَم التسامُح والانفتاح والعيش المشترك وقبول الآخر... وطبعاً، تصويت الجمهور للموهبة أولاً.

أواخر عام 2017: الأخبار الواردة من الرياض... ثم، بعدها بأشهُر، الرحلة التنفيذية التي قمنا بها إلى "نيوم - NEOM" السعودية، في أغسطس 2018.

مايو 2018: إطلاق "الحكاية" مع عمرو أديب على "MBC مصر". وكذلك، المشاركة في تكريم إيلي صعب حين تم إصدار طابع بريدي في لبنان يحمل اسمه وصورته.

سبتمبر 2019: إطلاق "MBC5" للجمهور في بلاد المغرب العربي، بالتعاون الوثيق مع الزميل محمد عبد المتعال.

يناير 2020: بداية الحقبة الجديدة. وإطلاق "شاهِد" الجديد كلياً من "دار دبي للأوبرا": إنه العالم الرقمي بأبهى حلله!


في كل الأحوال، كُلّي ثقة بأن الأيام المقبلة ستجلب مزيداً من النمو والتطوّر لصناعة المحتوى وقطاع "الإعلام والترفيه" في عالمنا العربي عموماً، ولـ "مجموعة MBC" خصوصاً... علماً بأن المحتوى الإعلامي الفريد يستمر في تعزيز مكانته ووجوده في منطقتنا، إن كان عبر شاشات التلفزيون، أو المنصّات الرقمية... كما يواصل دوره كأحد أبرز دعائم اقتصاديات المعرفة، والعنصر الأهم في تحريك عجلة التطوّر الاقتصادي - الاجتماعي والمعرفي. من شأن هذا المحتوى النوعي أن يشكّل الحلقة الأبرز في مسيرة التطوير والتحديث، والدافع نحو المزيد من سرد القصص المُلهمة من المنطقة إلى العالم، والمحفّز للاستمرار في نبذ التطرّف والإرهاب والتعصُّب والكراهية والعنف والتعنيف والتنمّر، بكافة الأشكال والألوان... وبالتالي، تعزيز ونشر قيَم التسامح والانفتاح والعيش المشترك وحوار الحضارات والأديان... وحب الحياة.

أخيراً، لا بُدّ من رسائل شخصية إلى الزملاء والأصدقاء في قطاع "الإعلام والترفيه"؛ ولشركاء وروّاد الأعمال؛ وقادة الرأي؛ وصنّاع القرار؛ الذين ساعدوني ووقفوا إلى جانبي على طول الدرب. بأمانة، ما كنت لأُحقّق ما حقّقتُه في مسيرتي المهنية حتى الآن بدون دعمكم، بل لكان بقي ذلك في خانة المستحيل، ولم يرقَ حتى إلى مستوى الأحلام!

رسالتي أيضاً لشركاء الأعمال التجارية في "مجموعة الشويري"، وأخص بالذكر المؤسّس الراحل أنطوان الشويري وعائلته وكافة الأصدقاء - أعضاء فريق العمل: إن كنت أنسى فلن أنسى!

رسالتي لزميلاتي وزملائي داخل "مجموعة MBC" - على كافة الصُعد والمستويات - ولكل من تقاطع عمله مع عملي: أشكركم من صميم قلبي وأتمنّى لكم دوام الصحة والنجاح والتألّق... اعذروني إن أخطأت.

رسالتي لفريق عملي المقرّب، ماضياً وحاضراً، على مرّ السنين: أنا لا شيء بدونكم!

رسالتي للأستاذ علي الحديثي وللزملاء - المدراء العامّين في "مجموعة MBC": أرفع قبّعتي لكم تقديراً.

أما رسالتي الأخيرة فهي لـ الشيخ وليد آل ابراهيم، ولـ الأستاذ عبد الرحمن الراشد، ولـ سام بارنيت، الذين أقول لهم: شكراً لكم على الخير، كل الخير! لكُم مني المحبّة والاحترام والامتنان والتقدير والوفاء.. والدُعاء. أنا فخور لكوني جزء من فريق عملكم على مر السنين. شكراً على هذه الرحلة الحالمة التي كان لي شرف مرافقتكم فيها، والتي إن عاد بيَ الزمن، لما كنتُ غيّرتها أو استبدلتها بأي شيء آخر في هذه الدنيا، بل سأُعيدها معكم مجدداً، مراراً وتكراراً.

أما الآن، فحان وقتُ الوداع! إن الأمر بالنسبة لي أكثر من مجرّد البقاء في "مجموعة MBC" أو مغادرتها... ببساطة، إنها مسؤولية. مسؤولية معنوية ومهنية أتحمّلها وأحملها معي دائماً، أينما حللت، ومهما فعلت.

إلى أن نلتقي مجدّداً…»