لندن: مدينة الضباب والقصور الملكية

جولي صليبا 16 مايو 2021

من منا لا يحلم بزيارة لندن؟ فهي إحدى أجمل مدن إنكلترا وأرقاها عالمياً في مجال الثقافة والأزياء والتمويل والسياسة والتجارة. وهي المدينة التي عاشت فيها أميرة القلوب الليدي ديانا، ويعيش فيها حالياً الجيل الجديد من العائلة الملكية البريطانية، الذي نجح في كسر القيود التقليدية وأضاف لمسة عصرية إلى البروتوكولات الملكية... لندن هي واحدة من أعرق المدن في العالم تاريخاً وحاضراً، الحاضرة في مسرحيّات شكسبير والعديد من الرّوايات العربيّة والعالميّة. وهي مقصد السيّاح من كل أنحاء العالم لما فيها من طبيعة جميلة ومعالم سياحيّة فريدة...


ساعة بيغ بن Big Ben

لا يمكن الوصول إلى لندن من دون زيارة الساعة الأشهر في العالم، ساعة بيغ بن. يبلغ عمر الساعة أكثر من قرن ونصف القرن، وتشتهر بدقتها اللامتناهية في قياس الوقت، وتعتبر دقّاتها رمزاً للتوقيت العالمي.

تشهد ساعة بيغ بن حالياً أعمال ترميم واسعة، بدأت في 22 آب (أغسطس) 2017، بحيث صمت جرس الساعة أربع سنوات بهدف تجديد البرج الذي ترتفع عليه، علماً أن بيغ بن لم تتوقف عن العمل طوال 157 عاماً.

يعود بناء الساعة في لندن إلى أكثر من قرن ونصف القرن، إذ تم إنشاؤها وافتتاحها في عام 1858، وارتبط الاسم "بيغ بن" بالجرس لا بالساعة. أشرف على تصميم برج الساعة وتنفيذه وزير الأشغال البريطاني بنيامين هول، ويقال إنه كان ضخم الجسم، فأطلقوا عليه لقب "بيغ بن"، وحمل جرس الساعة الضخم اسمه تكريماً له.

يبلغ ارتفاع ساعة بيغ بن 2.28 متر وعرضها 2.75 متر، فيما يبلغ طول كلٍ من عقربيها 9 و14 قدماً. ويُشار إلى أنه يمكن سماع دقّات بيغ بن من داخل البرلمان حيث الأجواء أكثر هدوءاً على عكس الشارع.

وفي استطلاع أُجري عام 2008، احتلت ساعة بيغ بن المرتبة الأولى كأفضل معلَم في بريطانيا. وفي العام 2012، بات البرج يُعرف رسمياً باسم برج إليزابيث، بدل برج الساعة، تكريماً لليوبيل الألماسي للملكة إليزابيث الثانية.


قصر باكنغهام Buckingham Palace

قصر باكنغهام هو أحد أهم القصور الملكية في العالم، ومقرّ السكن الرسمي للملكة إليزابيث الثانية. إنه أحد أشهر الأماكن السياحية في لندن، ويضمّ عدداً من أكبر الحدائق الخاصة في العالم.

يقع قصر باكنغهام في مكان ساحر بطبيعته بين حدائق هايد بارك وسانت جايمس وغرين بارك. يمكن الوصول إليه سيراً على الأقدام لأنه يبعد دقائق قليلة عن ميدان ترافلغار الشهير في مدينة لندن.

يبلغ ارتفاع القصر الملكي حوالى أربعة وعشرين متراً، ويتألف من خمسة طوابق مع واجهة لافته للأنظار يبلغ طولها مئة وثمانية أمتار. يضمّ القصر أربعة أجنحة و557 غرفة.

قبل الدخول إلى قصر باكنغهام، يمكن زيارة الحديقة الخاصة بالعائلة الملكية، حيث توجد بحيرة كبيرة وسط الأشجار والنباتات الخضراء. كما يمكن رؤية الإسطبل المليء بالخيول الأصيلة.

عند دخول قصر باكنغهام، يبرز النصب التذكاري الفيكتوري الذي أنجزه النحّات السير توماس بروك عام 1911 ويُعرف باسم "كعكة الزفاف" نظراً لشكله المميز. وتبرز أيضاً القاعات الملكية الفخمة والمتميزة بروعة أثاثها وجدرانها المزيّنة بلوحات زيتية أصلية.


قصر وستمنستر Palace of Westminster

قصر وستمنستر هو أحد أقدم القصور في لندن، إذ تم بناؤه في القرن التاسع عشر ويُعدّ مثالاً رائعاً للعمارة الفيكتورية الجديدة والقوطية. يتميز القصر بموقعه الاستراتيجي على نهر التايمز، وبات اليوم مكاناً لاجتماع البرلمان والمجلس العمومي. يمتاز القصر بتصميمه المعقّد بحيث يضم 1100 غرفة و100 سلَّم، ومن أهم معالمه الجزء القديم من قاعة قصر وستمنستر، التي يقدَّر عمرها بحوالى 950 عاماً.

يضمّ القصر أيضاً كنيسة وستمنستر ماري التي تخطف الأنظار بروعتها، وهي مخصّصة للعمادات وحفلات الزواج وتتويج الملوك ودفنهم. ومن أشهر العظماء المدفونين هناك، نذكر إسحاق نيوتن وتشارلز والكثير من الشعراء الإنكليز، الأمر الذي جعل القصر ينضم إلى هيئة اليونسكو العالمية في نهاية القرن التاسع عشر.

ولا تفوّتوا زيارة دير وستمنستر الشهير الواقع بجانب القصر، والذي يعرض العديد من القطع الأثرية الملكية، إضافة إلى تاريخ ملوك إنكلترا وإنجازاتهم.


عين لندن London Eye

عين لندن أو عجلة الألفية... هما اسمان لواحد من أهم المعالم السياحية في لندن. وقد أُنشئت احتفالاً بمهرجان بريطانيا سنة 1951 وهي تقع في الطرف الغربي من حدائق اليوبيل، تماماً على الضفة الجنوبية لنهر التايمز، بين جسرَي وستمنستر وشونغيرفورد. كما أنها معلَم سياحي منافس لساعة بيغ بن وبرج لندن، المشهورين أيضاً في مدينة الضباب. وقد فازت عين لندن بالجائزة البرونزية لأفضل أماكن الجذب الترفيهية في المملكة المتحدة عام 2011.

كان اسمها الرسمي في البداية "عين لندن الخطوط الجوية البريطانية"، ثم أصبح لاحقاً "عجلة لندن لـ ميرلين الترفيهية"، وتغيّر بعدها ليصبح "عين لندن لشركة EDF للطاقة". ومنذ منتصف شهر كانون الثاني/ يناير 2015، بات اسمها "عين لندن كوكا كولا" نتيجة اتفاقية تم توقيعها مع الشركة عام 2014.

عند الركوب في عجلة لندن الشهيرة، يمكن مشاهدة مدينة لندن العملاقة، ويصل مدى الرؤية في الأفق حتى مسافة 40 كيلومتراً، والتقاط أجمل الصور التذكارية من الأعلى أثناء دورانها حول محورها، علماً أن مدة الدورة الواحدة في عجلة لندن تستغرق 30 دقيقة.

برج لندن London Tower

برج لندن هو عبارة عن قلعة تاريخية في وسط لندن على الضفة الشمالية لنهر التايمز. بدأ بناؤه في أواخر عام 1066، واكتمل عام 1078، وكان ويليام الفاتح هو مَن أمر ببناء البرج الأبيض ليصبح رمزاً لقوة الأسرة الحاكمة في إنكلترا. استُخدم برج لندن كمستودع لحفظ الأموال والأسلحة والحيوانات، وكدار لصكّ العملات، وحفظ السجلّات العامّة، ومقرّ لحفظ الكنوز الملكيّة.

يتألّف البرج من ثلاثة أجنحة رئيسيّة، حيث يحتوي الجناح الأعمق على البرج الأبيض، وهو أقدم مباني البرج أو القلعة، يلتفّ حوله الجناح الداخليّ الذي بُني في عهد الملك ريتشارد قلب الأسد، والجناح الثالث هو الجناح الخارجيّ الذي يحيط القلعة.

اليوم، يعتبر برج لندن نموذجاً رائعاً للحضارة العريقة التي سادت لندن عبر العصور التاريخية المختلفة، وهو وجهة رئيسية للسيّاح. عند زيارة هذا المعلَم السياحي، يمكن مشاهدة العديد من الآثار في ذلك البرج مثل الأسلحة والدروع الملكية التي تعود الى الأسر الملكية التي توالت على حكم إنكلترا، والاستمتاع بالإطلالة البانورامية التي يوفرها البرج على مدينة لندن.

يُذكر أن هذا البرج مجهّز لذوي الاحتياجات الخاصّة، ومصنّف ضمن مواقع اليونسكو التراثية.

جسر البرج Tower Bridge

جسر البرج هو جسر معلّق ومتحرك يربط بين ضفّتَي نهر التايمز، ويتألف من برجين رئيسييّن يصل بينهما في الطابق العلوي ممران أفقيان للمشي.

صمّم البرج المهندس جون وولفي باري عام 1876 وبدأت أعمال البناء فيه عام 1886 لتنتهي عام 1896. هكذا، أصبح جسر البرج الأكثر ارتفاعاً في العالم، بحيث بلغ طوله 244 متراً مع البرجين، وارتفاعه 65 متراً.

عند زيارة جسر البرج، يمكن مشاهدة تصاميم الجسر الداخلية والتجوّل في الممرات التي توفر إطلالات رائعة على أفق لندن ونهر التايمز.

يُذكر أن محيط جسر لندن يضمّ العديد من المقاهي والمطاعم حيث يستطيع السائح الجلوس في أحدها وتناول وجبة لذيذة مرفقة بإطلالة ساحرة.


المتحف البريطاني

تحتضن لندن العديد من المتاحف المذهلة التي تجذب عدداً كبيراً من الزوّار، ويعتبر المتحف البريطاني الأقدم بين تلك المتاحف إذ تم إنشاؤه عام 1756، وجرى افتتاحه في الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير 1759 في منطقة بلومزيري.

يضم المتحف العديد من الآثار التي تعود إلى كل الحضارات منذ أقدم العصور. بالفعل، يحتوي المتحف على أقسام متعددة، منها القسم المصري والقسم الآشوري والقسم اليوناني والقسم البريطاني وغيرها. يعرض المتحف البريطاني تاريخ الحضارات الإنسانية من خلال أكثر من 13 مليون تحفة نادرة من أغلب القارات والشعوب التي تتالت على الحضارة الإنسانية. ويضم المتحف قسم علم السلالات البشرية وعلم الحيوان وعلم المعادن والجيولوجيا وعلم النبات، إضافة إلى قسم خاص للبحث العلمي والتحاليل.

كما يمكن التعرّف على آثار العصور الوسطى في الأقسام الآسيوية والمصرية واليونانية والرومانية، حيث يعرض المتحف القطع الأثرية المفقودة من المدينة الغارقة المعروفة باسم "أتلانتس مصر"، والتي تم العثور عليها في أعماق البحر المتوسط في وسط الدلتا.

متحف العلوم

يعتبر متحف العلوم والتكنولوجيا في لندن أحد أهم المتاحف في أوروبا وأكثرها شهرةً. يعرض المتحف آلاف التُّحف التي تشمل اختراعات عالمية مثل كبسولة أبولو للتحكّم الفضائي، إضافة إلى آلات قديمة حازت براءات اختراع.

يجذب المتحف حوالى 2.7 مليون زائر سنوياً، ويُعدّ أحد أكبر المتاحف الرئيسية في لندن. تأسّس عام 1857 وكان يعرض في بداياته عدداً من المقتنيات المختلفة منها القطع الفنية إلى أن تم فصله لتشكيل متحف فيكتوريا وألبرت، وأصبح متحف العلوم متخصصاً في الاختراعات والقطع العلمية منذ عام 1909.

لا بدّ من زيارة صالة الطاقة في الطابق الأرضي حيث تُعرض منجزات العلوم والتكنولوجيا على مدى العصور، والاستمتاع بعروض سينمائية لأفلام وثائقية علمية متنوعة بشاشات عرض ثلاثية أو رباعية الأبعاد. كما يمكن رؤية الحمض النووي الذي ابتكره جايمس واتسون عام 1953 وحصل على جائزة نوبل للطب عام 1962.

ولا تفوّتوا زيارة الصالات التفاعلية التي تساهم في النقاش العلمي، مما يسمح للسيّاح بالتعرف على التكنولوجيا الحديثة والمتطوّرة.


معلومات مهمة عن لندن

الموقع الجغرافي: على ضفة نهر التايمز جنوب بريطانيا

المناخ: معتدل مع هطول أمطار على مدار العام

العملة: باوند بريطاني

فارق التوقيت بين لندن والإمارات: 3 ساعات