ملكة جمال لبنان للمغتربين دانييلا رحمة

ملكات / ملكة جمال, أوستراليا, دانييلا رحمة, مغترب / مغتربين

19 يوليو 2011

رغم أنها وُلدت وترعرعت في أوستراليا في القسم الآخر من الكرة الأرضية، لم تستطع المسافات الزمنية والجغرافية أن تسقط من ذاكرتها ووعيها وطنها لبنان، فذكرياتها فيه، رغم قلتها، فيها سحر غريب تعجز عن تفسيره. إنها دانييلا رحمة ملكة جمال لبنان للمغتربين التي قررت ترك أوستراليا، حلم الكثيرين، والعودة إلى لبنان لتعيش في أحضان وطنها الأم. "لها" التقت دانييلا وكان هذا الحوار.


- من هي دانييلا رحمة؟

أنا فتاة لبنانية وُلدت من أبوين لبنانيين هاجرا إلى أوستراليا خلال الحرب الأهلية اللبنانية. ولكن عائلتي لم تنقطع عن لبنان بل عدنا إليه بعدما قرر والدي الرجوع إلى لبنان ولكن ظروف الحرب أرغمته على العودة إلى أوستراليا والبقاء فيها.

- من شجعك على خوض ملكة جمال لبنان في أوستراليا؟
والدي يعمل مع رئيس الوكالة المنظّمة والراعية لحفلة انتخاب ملكة جمال لبنان في أوستراليا، فسأله المدير عن سني وكنت وقتها في الثامنة عشرة، فشجعه على السماح لي بالمشاركة في انتخاب ملكة جمال لبنان في أوستراليا، وفي حال فوزي باللقب أشارك في مسابقة ملكة جمال لبنان للمغتربين. في البداية لم أكن متحمسة رغم أني كنت أعمل في مجال التصوير وأحب الكاميرا، ولم يكن تخطر في بالي المشاركة في مسابقات ملكة جمال، خصوصًا أن فكرتي عن هذا الأمر سلبية بسبب النموذج المقولب عن ملكة الجمال بأنه غير مطلوب منها أن تكون ذكية بل فقط جميلة. لذا كنت مترددة في خوض هذه التجربة، ولكن أحيانًا تجدين نفسك تقومين بأمور غير مقتنعة بها بيد أن نتائجها تجعلك تقولين الحمد لله لأنني لم أخضع لأفكاري المترددة.

- كيف تصفين لحظة الفوز الأول بلقب ملكة جمال لبنان في أوستراليا؟ 
كانت مفاجأة بالنسبة إلي، خلال 24 ساعة تغيرت حياتي 360 درجة. تخيلي أنك تنامين على شيء وتستيقظين على شيء آخر. كنت في الثامنة عشرة، ولم أكن مهيأة بعد لهذا الكم من المسؤولية، فالملكة ليست كما كنت أظن، بل يقع على عاتقها الكثير من المسؤوليات التي لم أكن أتوقعها. أهمها أنها سوف تكون مثالاً للفتيات لا سيّما المراهقات، وعليها أن تدرس كل خطواتها.

- ما هي مسؤوليات ملكة جمال لبنان في أوستراليا؟
المشاركة في الأعمال الخيرية، والتواصل المستمر مع الجالية اللبنانية في أوستراليا، والتعامل مع المسؤولين اللبنانيين في البلديات. ومن الأمور المهمة التي قمت بها هي عقد المصالحة بين الجالية اللبنانية والجالية الهندية بعد الأحداث التي وقعت بينهما، إذ اتفقت مع ملكة جمال الهند للمغتربين على لمّ شمل الجاليتين في حديقة سيدني، وألقينا خطابين شددنا فيهما على العلاقة الجميلة التي كانت تربط الجاليتين وكيف أن الإعلام ضخّم المشكلة وعقّدها.

- ما هي الامتيازات التي حزتها من خلال لقبك ملكة جمال لبنان في أوستراليا؟
عقد وجه إعلاني لسنترو بنكز تاون وهو مركز تجاري يرتاده الكثير من اللبنانيين. عندما رأت إدارة المركز صوري في المجلات المحلية في أوستراليا، اتصلوا بي، لم أكن متوقعة ماذا سيطلبون مني وفوجئت أنهم أرادوا أن أكون وجه المركز الإعلاني. كان الهدف جذب المزيد من الزبائن اللبنانيين خصوصًا أني ملكة جمال لبنان في أوستراليا ، وهكذا وقعت عقدا معهم لمدة سنتين، و خضت عالم الأعمال.

- كيف هي علاقتك مع الملكات السابقات؟
هناك منافسة كبيرة لم أركز على علاقتي معهن.

- كيف كانت مشاركتك في ملكة جمال المغتربين؟
أتيت إلى لبنان، بعدما فزت بلقب ملكة جمال لبنان في أوستراليا، وبقيت شهراً ونظمت لي قريبتي الإعلامية دنيز رحمة لقاءات مع وسائل الإعلام اللبنانية وزيارة رئيس الجمهورية، وكان حدثًا كبيرًا جدًا بالنسبة إلي.

- ماذا قلت لرئيس الجمهورية؟
لم أتحدث إليه كثيرًا لأن كان هناك الكثير من الكاميرات والصحافة لم آخذ راحتي في التحدث إليه خلال عشر دقائق.

- ما الفارق بين لبنان وأوستراليا في تنظيم الحدث الجمالي؟
التحضير في أوستراليا لم يكن بالأهمية نفسها في لبنان، فقد كان على مستوى محلي جدًا. بينما هنا المؤسسة المنظمة كانت تهتم بأدق التفاصيل لذا كان التنظيم على مستوى عال من الحرفية، ومكثنا ثلاثة أسابيع في الفندق. التقينا الكثير من الناس، هنا شعرت بالنجومية وكانت كاميرا الـ "إلـ. بي. سي." تلاحقنا أينما ذهبنا، فضلاً عن أن عدد المتباريات كان كبيرًا جدًا. فجميعهن من أصول لبنانية أتين من كل أنحاء العالم. كانت تجربة رائعة بالنسبة إلينا جميعًا، اكتشفت خلالها أن بعض الفتيات لا يعرفن شيئًا عن لبنان وطنهن الأم فيما بعضهن يعرفن القليل مثلي، لذا فوجئنا جميعًا بجمال لبنان وروعته على كل الأصعدة عندما زرنا المناطق اللبنانية.

- كيف كانت الفكرة المسبقة عن لبنان؟
لم أكن أتوقع أن هناك الكثير من الجمال في لبنان على جميع الأصعدة، الطبيعة الخلابة والمدن العصرية. الناس لطيفون جدًا ومضيافون، المدن هنا لا تنام والشعب يحب الحياة وعصري جدًا. لم أكن أتوقع إتقان اللبناني لغات عدة، وتواصله اليومي مع العالم. أحببت فكرة أن أكون على الشاطئ وبعد نصف ساعة في الجبل في أعلى قمة، لم أكن متصورة هذا الأمر. والصبايا المتباريات كان لديهن الانطباع نفسه.

- تتحدثين العربية بطلاقة؟
عندما تركنا لبنان أصرّ والدي على تعليمي وأختي وأخي اللغة العربية. حتى السادسة عشرة كنا في مدرسة لبنانية نتعلم اللغة العربية وفي المنزل نتحدث العربية. أكتب العربية ولكن في السادسة عشرة انتقلت إلى مدرسة أوسترالية فتعثرت لغتي العربية لا سيّما في الكتابة، رغم أننا نتحدث العربية في المنزل. وعندما عدت إلى لبنان استعدت طلاقتي بها سريعاً.

 

- كيف كانت لحظة تتويجك ملكة جمال لبنان للمغتربين؟
كنت أقول في نفسي فزت بقلب ملكة جمال لبنان في اوستراليا وأكتفي بذلك ولم أظن أن يكرمني الله بلقب جديد. ربحت أو لم أربح فهذه تجربة ولا أريد أن أكون طمّاعة. وفي المقابل أنا أحب المسرح وكنت سعيدة جدًا وكانت لدي طاقة كبيرة... في سهرة التتويج لم أكن أفكر في الفوز، ولكن عندما وصلت إلى المراتب الخمس الأول شعرت بالخوف، لا سيّما حين وقفت أمام لجنة التحكيم وسألني د. عزيز عن الابتسامة،  فكان جوابي أن الضحكة التي تأتي من الداخل وتنعكس على العينين هي أجمل ضحكة لأنها صادقة تنبع من القلب، أما إذا كانت من الخارج أيضًا تكون امتيازًا.

وقلت له ممازحة ربما بعد المسابقة أزورك لأصحح أسناني... كنت عفوية وطبيعية. وضحك الجميع وأعجبوا بالجواب، ولحظة الإعلان عن الفائزة كنت وملكة مونتريال متشابكتي الأيدي وعندما أعلنوا اسمي لم أعد أرى شيئًا، كانت اللحظة سريعة جدًا لم أستوعب الحدث، في وقتها الكل كان يهنئني وأذكر وجوه وصياح وعبارات تهنئة كما لو كنت في حلم. وبعد الفوز مكثت في لبنان 3 أشهر وشاركت في أعمال خيرية. ثم مثلت لبنان في الصين، كانت تجربة رائعة.

- سماتك ليست لبنانية، ألم تُسألي عما إذا كان نصفك أوروبيًا؟
بالفعل لأنهم يظنون أننا سمر ولكن يعرفون أن اللبنانيات مشهورات بجمال العينين.

لماذا قررت العيش في لبنان علمًا أن أوستراليا هي حلم كل لبناني؟
صدّقيني رغم أنني وُلدت وترعرعت في أوستراليا لا أذكر شيئًا عن طفولتي الأوسترالية بقدر ما أذكر عن طفولتي في لبنان التي كانت مدتها قصيرة جدًا ومتقطّعة، إنه إحساس سحري لا أعرف سره فأنا متعلقة بلبنان. وعندما عدت إلى هنا سألت نفسي عما أفعله في أوستراليا، هنا بلدي الحقيقي، هنا أشعر بانتمائي لا أريد الرحيل عن لبنان، صحيح أني أحب أوستراليا وهي منحتني ومنحت أهلي مستقبلاً آمناً وحياة كريمة وأنا جزء منها، ولكن عندي رغبة قوّية في أن أجرب العيش في لبنان فأتخذت القرار. أنا في مرحلة أفكر ما إذا كان في إمكاني البقاء هنا وأبني مستقبلاً مهنيًا.

- ما الفارق بين لبنان وأوستراليا؟
هنا الناس يعملون ويعيشون حياتهم والعمل ليس كل همّهم، فتجدينهم يخرجون للسهر أو تناول العشاء في منتصف الأسبوع. فيما الحياة في أوستراليا فيها رتابة وهي آلية أكثر منها إنسانية. هنا في لبنان رغم كل شيء تجدين الناس مغرمة بالحياة، الفوضى جميلة جداً، العلاقات الإنسانية هنا أقوى وأكثر ترابطاً.

- أنت ملكة جمال وفُتحت لك أبواب كثيرة. معظم ملكات الجمال يستفدن من اللقب بينما أنت تركزين على الدرس. لماذا؟
كنت أدرس الإعلام في أوستراليا، وعندما شاركت في مسابقة ملكة الجمال انقطعت عن الدراسة، والمهم بالنسبة إليّ التحصيل العلمي لأنه إذا أردت العمل في مجال يجب ان تكون لي الخلفية العلمية. فأنا لا أريد أن أفرض نفسي فقط كملكة جمال سابقة، بل كشابة لها خلفية ثقافية، وخوضي مجال العمل يكون عن جدارة. قررت أن أكمل دراستي الجامعية لأنها مهمة. واليوم أتابع دراستي في جامعة سيدة اللويزة إختصاص راديو- تي.في. ونجحت الفصل الأول بدرجة عالية. أحب هذه الجامعة وأبذل كل جهدي في دراستي.

- تسلمين التاج وأموراً أخرى. كيف تشعرين؟
أحضر لخطابي في حفلة ملكة جمال المغتربين الذي يقام في تموز/يوليو. لست حزينة بل بالعكس سعيدة جدًا لأني أقدم الشيء الذي كان لي لصبية جديدة، وأتوقّع  أن تفعل  أكثر مما فعلته.

- ما هي النصيحة التي تسدينها إليها؟
عليها أن تكون صبورة، عندما تحمل هذا اللقب لأن أمورًا كثيرة تحدث وتفاجئ وعليها وضع خطط واضحة لبرنامج عملها، وتضع كل جهودها في هذا المجال وألا تكون أنانية. فالملكة ليست مجرّد لقب بل مسؤولية كبيرة تقع على عاتقها وهي ستكون سفيرة. وأطلب منها تشجيع جميع اللبنانيين على العودة إلى لبنان.

- لاحظت أنك طبيعية جدًا ولا تضعين الماكياج؟
عشت في أوستراليا، والبنت هناك لا تبالغ في الاهتمام بمظهرها كما البنت اللبنانية، هنا الشابة تهتم أكثر بأناقتها وتضع الماكياج وترتدي بحسب آخر صيحات الموضة وهذا مهم ولكنه ليس كل شيء، فالناس يهتمون بداخلك. في الصين لم أكن مجهزة نفسي لأكون دائمًا أنيقة وفوجئت بالصبايا كيف كن دائما ينتعلن الكعب العالي ويضعن الماكياج... شعرت بأنني مقصّرة ولكن هذا لم يغيرني. أحب ذلك ولكن ليس طوال النهار، فأنا أعتني ببشرتي من خلال شرب الماء، ولا أنكر أن الاهتمام بالمظهر ضروري ولكن هو أيضًا يخضع لمزاج الشخص فأحيانًا تشعرين بإحباط وتهملين نفسك، ولكن المهم أن تبقي متفائلة.

- بعدما تُوّجت ملكة، هل غيرت رأيك في ملكة الجمال؟
بعد خوضي التجربة أدركت فعلاً كواليس العمل الحقيقي للملكة، طبعاً غيرت رأيي، البنت يمكنها أن تكون ذكية وجميلة وتساعد الآخرين.

- ماذا تقولين عن لبنان؟
عندما أفكر في لبنان لا يوجد بلد مثله، فهو قليل من كل شيء والناس مضيافون، يرحبون بالغريب، ويمكن بناء صداقة بطريقة عفوية. تأخذين تاكسي وتجرين حوارًا وتعرفين قصة... اللبناني فخور ببلده لا يهتم بما يحدث سياسياً ويؤمن بأن لبنان أجمل بلد في العالم.