خالد صالح: لم أقدّم الريان لتجميل صورته أو إدانته...

السينما السورية, فضل شاكر, خالد صالح , حسني مبارك, فايز المالكي, شخصية , حملة إعلانية, إدارة الأعمال, الطموح, الجمهور, مسلسل, الثورة المصرية

27 سبتمبر 2011

رغم أنه كان يتوقّع النجاح لمسلسله «الريان»، يعترف بأن ما تحقق من نجاح فاق كل توقعاته. الفنان خالد صالح يتحدث عن أسرار مسلسله، ولقائه الريان وابنته، ورأيه في اعتراض الريان الحقيقي على العمل، وتهديده بإقامة دعوى عليه.
كما يعترف بأنه قدم حملة إعلانية من أجل المال ولا يرى هذا عيباً، ويقدم الشكر لفضل شاكر على هديته، ويعلن رفضه الانضمام إلى أحزاب سياسية، ويكشف سر حماسته لتقديم شخصية الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، واستعداده أيضاً لتقديم شخصية الرئيس المصري السابق حسني مبارك.


- في البداية كيف وجدت ردود الفعل على مسلسلك «الريان»؟
الحمد لله، النجاح الذي حققه المسلسل فاق كل توقعاتي، ولكنه أيضاً كان تكليلاً لمجهود كبير جداً بذله فريق عمل ضخم، خاصة أن التصوير استمر خلال أيام رمضان وهذا كان أمراً صعباً، لأن المجهود كان مضاعفاً حتى نضمن اللحاق بالعرض اليومي. لكن النجاح جعلنا ننسى كل التعب.

- ما الذي جذبك لتجسيد شخصية أحمد الريان؟
هذا الرجل صاحب شخصية مثيرة، وعاش حياة ثرية ومليئة بالأحداث الدرامية التي تعتبر مغرية جدا وصالحة لعمل درامي مشوق، وقصته توضح وجود شعرة بين الطموح والطمع، وهذه الشعرة كانت تعبر عن موضوع جديد، وغير مثار بهذه الطريقة في الدراما.
ولذلك وجدت أن هذا العمل سوف يحمل معنىً مهماً إلى جانب كونه وجبة درامية ممتعة. بالإضافة إلى أن شخصية الريان كانت مؤثرة في فترة الثمانينات، وكانت نقطة تحول في اقتصاد مصر. ومن المثير أيضاً أن أجسد حياة شخص مازال على قيد الحياة.
وفي موازاة شهرة هذا الرجل على المستوى المهني، فإن حياته على المستويين الشخصي والأسري كانت مثيرة درامياً أيضاً، فكان لديه أسلوب حياة خاص به، وتزوج ثلاث عشرة مرة لأسباب مختلفة.

- لكن ألم تقلق من تجسيد شخصية رجل مازال على قيد الحياة؟
دائماً أضع في اعتباري أني لا أجسد حياة شخص معصوم من الخطأ، ولكني أتحدث عن شخص أخذ مساحة كبيرة جداً من تفكير الناس وشغلهم في فترة من الفترات، ودخلت أخباره بيوتاً كثيرة من كل الطبقات والشرائح، وهو شخصية عامة يجب تركيز الضوء عليها.

- لكنه اعترض على أحداث المسلسل وقال إنها شوهته، فما ردك؟
من الطبيعي أن تصدر آراء مختلفة حول المسلسل، وليس من الطبيعي أن ينال إعجاب الجميع. وبالنسبة إلى الريان لم يكن في خطتي أن أقدم عملاً لتجميل صورته ليخرج بالشكل الذي يراه، لكني أحترم عقلية مجتمع مثقف يعرف الكثير عن هذا الرجل وعن تاريخه، وكثير من هؤلاء الناس ادّعوا عليه وحصلوا على حكم بسجنه، فليس من المنطقي أن أغيّر هذه الحقائق لكي أرضي أحداً.

- ألم تقلق من احتمال انصراف الجمهور عن المسلسل لعدم تعاطف الكثيرين مع هذا الرجل؟
لم أقدم هذا المسلسل لكي أدين الريان، ولا لأجري تقويماً له بالسلب أو بالإيجاب، كما أني لن أعيد محاكمته، فهذا الرجل حوكم ونفذ حكماً السجن. وهذا العمل يهدف إلى إظهار حقبة من الزمن كانت الحياة فيها تسير بطريقة معينة، حاولت أن ألقي الضوء عليها. 
كما أن الناس كانوا يريدون معرفة الحقيقة لأن شخصية هذا الرجل وملابسات قضيته لم تكن عادية وتحمل بعض الغموض، كما أن الطريقة التي كُتب العمل بها والشكل الذي ظهر به استطاعا أن يجذبا الناس.

- هل معنى ذلك أن المسلسل لم يكن سيرة ذاتية للريان؟ 
المسلسل ليس عن أحمد توفيق الريان فقط، بل يتناول معظم الظواهر التي كانت موجودة في تلك الفترة، وأحمد الريان إحدى هذه الظواهر التي تحدثنا عنها بشكل مفصل، أسرته وحياته وتعاملاته التي أثرت فيه وأخرجت لنا هذه الشخصية.
فنحن قدمنا نموذجاً إنسانياً اجتماعياً من خلال حقائق موضوعية وعمل كبير، وشخصية موجودة ربما أخطأنا في التعامل معها وممكن أيضاً أن يكون الخطأ منه شخصياً، وهذا ما ظهر من خلال الأحداث في المسلسل.

- البعض كان يظن أنك ستظهر الريان كضحية مثلما يحدث في الأعمال التي لا يزال أبطالها على قيد الحياة!
هذا ليس منطقياً ومن المستحيل أن يحدث، فأنا أقدم شخصية حقيقية يعرفها الناس، ولا يمكن أن أظهره كملاك. هذه الشخصية اتهمت بكثير من الفساد وأنا فضلت أن أقدمها بكل ما فيها من ملامح إنسانية حقيقية، لأن الملائكة لا يعيشون على الأرض.

- كيف كان رد فعل من حولك عندما علموا باستعدادك لتجسيد شخصية الريان؟
لا أنكر أن ردود الفعل كانت مختلفة، والكثير من التعليقات كانت سلبية من خلال الناس الذين تضرروا منه، وخاصة الفئات التي خسرت أموالها، وأيضاً كان هناك ردود فعل إيجابية من خلال من تهمّهم معرفة الكثير عن هذه الشخصية، من خلال عمل يشمل كل جوانب شخصيته وجميع الظروف التي أحاطت به.

- وكيف وجدت شخصية الريان في السيناريو قبل أن تجسدها؟
وجدته شخصاً مرناً جداً، يعرف كيف يتعامل مع كل الظروف وكل الفئات العمرية والعقلية، وهذا الشخص وليد الحارة التي يعرف عن أبنائها الجدعنة والرجولة، وهذه الشخصية فيها الكثير من التناقضات الإنسانية ، وأنا أحب أن أجسد الشخصيات المركبة التي تمر بكثير من المحطات. 


ابنة الريان قالت لي: أنت تشبه والدي

- ما الذي دار في لقائك مع ابنة أحمد الريان؟
التقيتها قبل التصوير بفترة قصيرة، خاصة أني كنت في حاجة إلى معرفة بعض التفاصيل عن أسلوب الريان وانفعالاته ومفاتيح شخصيته. ووقتها عندما شاهدتني ابنته باللحية فوجئت بها تعلن اندهاشها وتقول: أنت فعلا تشبه والدي!                                               

- وماذا عن لقائك الريان نفسه؟
لم نجلس معاً كثيراً لضيق الوقت، وإنما تحدثنا باختصار عن بعض تفاصيل الأحداث وكان لديه الكثير من الأمور التي يريد الحديث عنها، ولكن الوقت كان ضيقاً، ووجدت أن هذا الرجل خفيف الظل وما زال يحتفظ بأسلوبه الجذاب جداً.                                               

- لماذا لم تتناول الأحداث مرحلة ما بعد دخول الريان السجن؟
بعد جلسات عمل مع المؤلفين حازم الحديدي ومحمود البزاوي والمخرجة شيرين عادل، وبعد مناقشات وجدنا أنه من الأفضل أن نركز على شباب هذا الرجل، ومرحلة صعوده وتحول مسار حياته، والأخطاء التي ارتكبها، وأسباب سقوطه، واستعراض ذكائه ونشاطه، وغيرها من الأمور التي أظهرتها الأحداث، ووجدنا أنه ليس ضرورياً تقديم كل الأحداث لأن الدراما لها ضوابط مختلفة.
- هل أدهشك موقف الريان بعد عرض العمل وإقدامه على الادّعاء؟
لا أقوم بتجسيد مسلسل الريان بدعوة من أحمد الريان حتى يعاقبنا على رؤيتنا لشخصيته في المسلسل. شخصية الريان شخصية عامة مطروحة ومؤرخة في التاريخ ويتحدث عنها الناس، وهناك جلسات عمل جمعت أحمد الريان بالمؤلفين البزاوي وحازم الحديدي، ولديهما تسجيلات بصوته للوقوف على حقائق عن شخصيته في هذا العمل، ولهذا لا أعرف لماذا يتراجع عن كلامه... وفي النهاية له مطلق الحرية.

- هل تحدثت مع أحمد الريان بعد عرض المسلسل؟
بصراحة لم يحدث ذلك، لأنني كنت مشغولاً طوال شهر رمضان باستكمال تصوير المسلسل، ولم أنته منه إلا مع قرب انتهاء الشهر الكريم. كما أن هاتفي المحمول لم يكن يعمل في ذلك الوقت، اذ إنه سقط منى في إحدى المرات وأنا في طريقي للتصوير ولم يعمل بعدها، ولم يتح لي الوقت لشراء غيره، فجلست كل تلك الفترة دون هاتف محمول، ولم تتح لي الفرصة للحديث معه.
فأنا قابلت أحمد الريان مرة واحدة في المؤتمر الصحافي الخاص بالمسلسل، لكنه حضر قبلها عدة جلسات عمل مع مؤلفي المسلسل حازم الحديدي ومحمود البزاوي، وكان متجاوباً جداً معهما، وأعطاهما معلومات كثيرة عن حياته لا يعرفها أحد.

- لماذا تبحث دائماً عن الأعمال الصعبة والمثيرة للجدل؟
الفنان لا بد أن يكون جريئاً، فالجرأة إذا لم تظهر من الفنانين فمن سيظهرها؟ وأنا أحب أن أقدم الأعمال الصعبة وليس السهلة لأنها تدفعني إلى تحقيق النجاح والاقتراب من المشاهدين عن طريق تجسيد أدوار عميقة ومتنوعة وجريئة، خاصة أنها تجعلني أدخل في تحدٍ مع نفسي.

- لماذا عدت للتعاون مع المخرجه شيرين عادل في هذا العمل؟
شيرين عادل نموذج رائع للمخرجة المالكة لأدواتها، وتعاونت معها في ثلاثة مسلسلات كل واحد منها مميز جداً، ومن خلال تعاملي معها اكتشفت كيمياء غير عادية بيننا، فالتفاهم يجعل العمل يخرج بنكهة خاصة، فلماذا لا أكرر العمل معها؟


أشكر فضل شاكر على هديته

- وما حقيقة غناء فضل شاكر التيتر بدون أجر؟
في البداية أحب توجيه الشكر إلى المؤلف وكاتب الكلمات أيمن بهجت قمر الذي استطاع أن يشرح قصة المسلسل كاملة في دقائق معدودة، وأعتقد أن التيتر له نصيب كبير في نجاح هذا المسلسل.
كما يجب أن أشكر الفنان فضل شاكر الذي غنّى التيتر دون أخذ مقابل مادي، رغم أن شركة الإنتاج عرضت عليه أجراً قليلاً نظراً للظروف الاقتصادية التي تمر بها الصناعة والبلد بشكل عام، ولكنه رفض أخذ أي أجر مقابل غناء التيتر، وأهداه لفريق عمل المسلسل، وهذا يدل على أنه فنان حقيقي.

- وكيف وجدت المنافسة هذا العام، خاصة أن عدد المسلسلات أقل من الأعوام الماضية؟
مع أن أعداد المسلسلات أقل هذا العام، أعتقد أن مستوى جودتها أكبر، وهذا شيء إيجابي بالطبع، لأننا دائماً كنا نطالب بالاهتمام بالكيف بدلا من التركيز على الكم، وهذا سيضمن التقدم للدراما المصرية.

- قدمت أحد الإعلانات في رمضان فهل إقدامك على تلك الخطوة كان بسبب المال؟
ليس عيباً أن أقدم إعلاناً من أجل المال، لكن أنا لا أقوم بذلك بشكل دائم، لأني أختار جيداً ما أقدمه للمشاهد. أقدمت على تلك الخطوة بعد أن أعجبتني فكرة الإعلان، فقد اقتطعت جزءاً من وقتي لأصوره لأني رأيت أنه يخدم المشاهد، كما أنه إعلان طريف وبه بعض الكوميديا، وأعتقد أنه نال إعجاب الجمهور.

- لماذا زرت خالد الصاوي في بلاتوه مسلسل «خاتم سليمان»؟
هذه ليست الزيارة الأولى بيني وبين الصاوي، فنحن صديقان منذ خمسة وعشرين عاماً تقريباً، وجاءت هذه الزيارة بالصدفة لأننا كنا نصوّر في المكان نفسه تقريباً، وعندما علمت ذلك قررت الذهاب إليه لأبارك له على مسلسله الجديد «خاتم سليمان».

- ما رأيك في ما وصل إليه حال الوسط الفني بعد ثورة «25 يناير»؟
أرى أننا نحتاج إلى تغيير مفاهيم كثيرة في الوسط الفني، لأننا ما زلنا متأثرين بفترة السبعينات التي حولت الفن إلى تجارة، وبدأ السوق يتعامل من هذا المنطلق، واختفى اسم المؤلف والمخرج وبدأنا نتعامل باسم النجم والمنتج، على عكس فترة الستينات حين كنا ننافس إيطاليا وأميركا بأفلام ثرية ومليئة بالأفكار الجادة... أرى أن السينما والتلفزيون والمسرح تتعامل بمنطق تجاري وتحت سطوة النجم والمنتج، وأتمنى أن نعود إلى المؤلف والمخرج ليكون لهما السيادة في العمل، وهذا هو الأصح لنجاح العمل الفني.

- ما هو مصير فيلمك «كف القمر»؟
انتهيت من تصويره منذ فترة طويلة، وهو يحمل فكراً ويتناول قضية مهمة، ومن إخراج خالد يوسف وهو صاحب وجهة نظر مميزة. ويشاركنى في البطولة وفاء عامر وجمانة مراد وعدد من الفنانين. وأنتظر عرضه وهو يستحق الانتظار، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.

- لماذا لم تبدأ تصوير عمل سينمائي جديد؟
أستعد لتصوير فيلم جديد مع المخرج محمد أمين لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيله الآن.          

- وهل صحيح أنك تستعد لتقديم فيلم عن الثورة؟                
بالفعل أدرس حالياً فكرة تقديم عمل عن الثورة، وتلقيت أفكاراً ولكن لم أحسم الأمر ولم يقع اختياري على أي عمل بعد، ولكن أرحب بتقديم عمل جيد وصادق عن الثورة.   

- لماذا لم تنضم إلى حزب سياسي مثل كثير من الفنانين؟          
لا أحب أبداً الانضمام إلى أحزاب سياسية، لأنني أرى أن الفنان عندما ينضم إلى حزب سياسي يصبح مقيداً بأفكار هذا الحزب، ومع احترامي للجميع أرى أن الفنان لا بد أن يكون ضمن القاعده الشعبية، وناقداً وقادراً على رؤية كل الأمور.

- لماذا أعلنت حماستك لفكرة تجسيد شخصية الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي؟          
ليس لأي سبب سوى أن حياته ثرية درامياً ومليئة بالكواليس والأحداث المشوقة التي تصلح لأن تكون في صورة عمل درامي إذا تم تقديمه في عمل جيد متكامل، كما أن الجمهور يريد أن يعرف تفاصيل مهمة في حياة بن علي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرئيس السابق حسني مبارك الذي أتمنى كفنان تجسيد شخصيته.