جيسي كرم: العمل الإذاعي أصعب لأنه قائم على المضمون

ممثلة, مراسلة إذاعية, برنامج إذاعي, محطات فضائية, برنامج ديني, أستوديو 03, جيسي كرم

30 نوفمبر 2011

تُعتبر تجربة جيسي كرم مذيعة «بانوراما» في مجموعة «ام بي سي» مع العمل الإذاعي أكبر تأكيد لعودة المحطات الإذاعية لتنافس بقوة في عالم الإعلام بعد سيطرة الإعلام المرئي لسنوات، ساحباً البساط من الراديو المسموع الذي صنع بأدواته البسيطة أجيالاً من المستمعين الذين يتلهفون لبرامج منوعة ومتخصصة.
وترى
جيسي كرم أن العمل في الإذاعة أصعب من العمل في التلفزيون لأن على مقدم البرامج أن يكسب ثقة متابعيه عبر الأثير دون الاتكال على الشكل.


- لماذا تؤكدين أن العمل الإذاعي أصعب من العمل التلفزيوني؟
لأن التلفزيون يعتمد على الشكل أكثر من المضمون، وعلى مادة إعلامية مكتوبة ومعدة مسبقاً. وفي التلفزيون هناك تحضيرات غير موجودة في الإذاعة.
وفي "إم بي سي" يكون المذيع شاملا بمعنى أنه مسؤول عن كل شيء في برنامجه، ويمتد الأمر من التقديم والإعداد إلى التعامل بحرفية مع فنون العمل الإذاعي من هندسة الصوت وسوى ذلك.

- لكنك لم تذكري الثقافة لتكون معياراً لنجاح الإعلامي؟
المفروض في من يتصدى لعمل إعلامي أن يكون لديه ثقافة متنوعة قد اكتسبها على الأقل من دراسته، ومن الحرص على القراءات والمتابعة لما يحدث حوله، وعليه بعدها صقل كل ذلك وتنمية ثقافته بشكل يومي ليعرف على الأقل ما يتحدث فيه بوعي وإدراك.

- هل ترين أن الإذاعات تجد اليوم إقبالا من المستمعين؟
نعم وبكل تأكيد لأني أرى ذلك بوضوح على الأقل في "ام بي سي"، خاصة أن إذاعتي "إف إم" " وبانوراما" كانتا السباقتين في اجتذاب المستمع السعودي، كما أن مذيعي إذاعات "ام بي سي" يتمتعون بشهرة كبيرة في السعودية على سبيل المثال، وينافسون مقدمي البرامج التلفزيونية، واكتسبوا محبة طوال السنوات الماضية.

- هل تجد بانوراما وإف إم منافسة اليوم من إذاعات أخرى؟
بكل تأكيد وهي منافسة مشروعة وفي صالح إذاعات ام بي سي لأنها السباقة والحريصة على ريادتها. وبالتأكيد المنافسة أصبحت قوية، لكن تبقى لإذاعاتنا قوة انتشارها ونسبة مستمعيها الكبيرة. وحتى من يتابع إذاعات أخرى يظل حريصاً على العودة للاستماع إلينا لأن علاقتنا بمستمعينا هي علاقة صداقة.

- خلال ما يقرب من ثلاث سنوات هل نجحت جيسي في أن يكون لديها قائمة طويلة من المستمعين؟
بكل تأكيد وأفتخر باني كوّنت صداقة متميزة مع المستمعين، ومنذ أن بدأت عملي مع" بانوراما" كان لابد من أن أعتاد على المستمعين ويعتادوا عليّ، وبعد سلسلة برامج أصبحت عنوانا للبرنامج الصباحي الرئيسي الذي شهد نسبة إقبال ومتابعة افتخر بها. وهذا البرنامج يمتد أربع ساعات يومية ويعد من اقوى البرامج التي يرتبط بها المستمعون.

- كيف ترين ردود الفعل على برنامجك الصباحي؟
أحمد الله على ما حققته حتى الآن لأن الأرقام تؤكد انه البرنامج الأول، ونجح في أن يرتبط بكل مستمعيه بعدما كان لسنوات ضمن المراتب الخمس الأولى في قائمة المتابعة من جانب المستمعين.

- وإلي أي أمر تردين هذا النجاح؟
إلى منظومة متكاملة، فالبرنامج أصبح نموذجاً للعمل الإعلامي الإذاعي سواء في الإعداد والتقديم وتنوع الفقرات، ولم يعد كلاسيكياً عبر أخبار ومعلومات صباحية فقط، بل وصل الأمر إلى مسابقات وترفيه وتسلية ارتبطت بالمستمع وتفاعل معها.
ويكفي الناس متابعة الأخبار وأحداث مليئة بالهموم والمشاكل على مدار اليوم، ويهمنا هنا أن نضع الابتسامة والتسلية وحتى إنعاش الفكر والذاكرة في بداية يوم المستمع من خلال الفترة الصباحية، الى جانب موضوعات اجتماعية، بينما هناك تغطيات إخبارية تفرض نفسها ونقدمها أيضا.

- آلا تعد أربع ساعات مدة طويلة لبرنامج واحد؟
لا أنكر أن أربع ساعات للبث المباشر مدة طويلة ولكنها مسؤولية تؤكد الثقة بما نقدمه، وهي مهمة ليست بالهينة، لأني أكون على أعصابي خاصة عندما أقدم اتصالات مباشرة، وهو ما يتطلب وعياً دائماً واستعداداً نفسياً ومهنياً، وضرورة التنبه والسيطرة على كل شي، وهو ما يؤكد احترافية هذا العمل.
وأعود لأقول إن الأمر بالفعل متعب ولكن تفاعل المستمعين مع فقرات البرنامج يذيب أي تعب أو إرهاق أو حتى الملل لأن الفقرات جميلة ومتعددة، والدليل على ذلك أن إجازة لمدة يوم واحد تجعلني في اشتياق للعودة سريعاً بسبب ما أجده من متعة التواصل مع المستمعين.

- هل يعد المذيع في الإذاعة أكثر قرباً والتصاقا بجمهور المتابعين منه عبر الشاشة الصغيرة؟
أعتقد ذلك من واقع تجربتي وخبرتي طوال ثلاث سنوات، فهناك صداقة متينة مع جمهور المستمعين، وهناك رسائل يومية وردود عليها بيننا وبين المستمع، وأحيانا يعرضون مشاكلهم لنساهم في إيجاد الحل لها، وبعضهم يحكي لك ما دار على مدار يومه، وهذا يعني أنك أصبحت جزءاً من حياته ومن يومه.

- الجمال والأناقة والماكياج عناوين لمذيعة التلفزيون، فلماذا تحرصين عليها؟
أنا حريصة على أناقتي منذ صغري وهذا طابع شخصي لا يرتبط بالعمل. أما الماكياج فهو ليس من متطلبات العمل، ثم أين هي المذيعة التي تملك وقتاً لوضع ماكياج قبل برنامج يبدأ في السادسة صباحاً؟ والحمد لله الذي أراحني من ذلك، لكني سرعان ما أجد نفسي مضطرة لوضع الماكياج المناسب والبسيط أيضاً في منتصف النهار قبل ظهوري كمذيعة تلفزيون على قناة «وناسة»، وبشكل عام الأناقة والحرص على الجمال جزء من التكوين الإنساني فما بالكم بالمرأة المذيعة حتى لو كانت مذيعة في إذاعة.

- عنصر الخيال يلعب دوره في العمل الإذاعي، فماذا عنك؟
أنا أكثر إنسانة تتفاعل مع هذا العنصر وأعيش تلك الحالة لأني أتفاعل بصدق مع المستمعين، وحتى أثناء تقديمي المسابقات اشعر بحالات الفوز والخسارة لأي مشارك. ودائماً أضع نفسي في موقع المستمع.

- هل تكتفين بهذا النجاح الذي حققه برنامجك الصباحي؟
نجاح برنامجنا مرتبط بالتطوير الدائم لمحتواه حرصا منا على عدم إصابة المستمع بالملل والتفاعل مع كل جديد ومبتكر في فنون العمل الإذاعي، وأيضاً للمحافظة على تصدرنا الاستطلاعات في مجال المنافسة مع المحطات والبرامج الشبيهة.

- هل تطمحين الى الانتقال من كرسي الإذاعة إلى استوديوهات التلفزيون؟
أنا بالفعل مذيعة تليفزيونية على شاشة «وناسة» من خلال عدة برامج مثل «التوب تن» والأخبار الفنية. وبالطبع تظل شاشة «إم بي سي» الأولى هي طموح كل إعلامية عربية، فكيف الحال وأنا أعمل داخل المبنى نفسه؟ وأتمنى أن أقدم عبر تلك الشاشة الرائدة برنامجا تفاعليا يتضمن ضيوفاً وجمهوراً كبيراً. كما أحب الإعلام السياسي.

- وكيف ترين علاقتك بكاميرا التلفزيون بعيداً عن ميكروفون الإذاعة؟
لم أنفر أو تنفر مني الكاميرا يوماً بل هناك علاقة ود متبادلة، وفي برامجي التلفزيونية يبدو هذا واضحاً، وبالطبع أفادني عملي الإذاعي في ذلك لأن حديثي أمام الكاميرا أصبح أكثر سلاسة وتلقائية، بل أصبحت لدي الأفكار الجاهزة والقدرة على إدارة الحديث، ولا أبحث عن الكلمات، بل لدي دائماً ذهنية حاضرة لما أقوله، دون حفظ أو تلقين.

- تردد كلام عن تلقيك عروضاً للعمل كممثلة؟
نعم حدث ذلك أكثر من مرة ومن خلال عروض سينمائية وتلفزيونية، ورفضتها كلها لأني إعلامية ولست فنانة، وهذا عملي الذي أعشقه وأتمنى الاستمرار فيه.