كــنـــــــــــز

فاديا فهد 21 يوليو 2023

كلّ امرأة تحمل حكاية في قلبها، تحمل سرّاً صغيراً صنع طريقها وكرّس نجاحها في مجال ما. تعلّم كلّ أمّ، كلّ أخت، كلّ صديقة، كلّ سيدة أعمال، كلّ مديرة ورئيسة، قصّة نجاح يمكن أن يُقتدى بها. لقد تعلّمت المرأة العربيّة تحديداً أن تصنع نجاحها بنفسها من تجارب أولى فاشلة، بخطوات صغيرة، وبإصرار كبير. لم يكن طريق النجاح للمرأة العربيّة معبّداً ومفروشاً بالورود والأزهار، ولم يكن سهلاً أبداً. كلّ نجاح في مجال معيّن كان ثمنه سنين طويلة من الكفاح الفردي. تقول المهندسة العالمية عراقيّة الأصل زها حديد في مقابلة سابقة، إنها «فشلت في العالم العربي لأنها امرأة. ولو كانت رجلاً أميركياً لنالت احتراماً أكبر وحصدت نجاحات بأصداء أوسع». مرّ وقت طويل قبل أن يؤمن الرجل العربي بأن المرأة تستطيع، وقادرة: تستطيع أن تقود سيارة أو طائرة أو حتى فريقاً رياضياً، وأن تنجح في الاختصاصات العلمية وفي البورصة وعالم الأعمال وتنافس في مجال السياسة الذكوري. كذلك هي قادرة على التوفيق بين بيتها وعائلتها وتربية أطفالها، وعملها خارج المنزل وتفوّقها المهني والاجتماعي. مرّ وقت قبل أن يتقبّل الرجل المرأة كشريكة حقيقية في كلّ المجالات. وإذا كانت بعض المجتمعات العربية قد طوّرت قوانينها لملاقاة تطوّر المرأة، فإن بعضها الآخر لم يفعل حتى الساعة. ولا تزال المرأة في مناطق نائية عدّة تعاني الحرمان من التعليم والجهل والزواج في سنّ مبكرة في صفقات مالية تعود بالنفع على العائلة، وتموت من نقص الدواء والمعرفة الصحّية. في هذا العدد، نستلهم تجارب نسائية ناجحة هي لنا بمثابة كنز ثمين، من أجل تمكين نساء لا يزلن يعشن في ظلال قاتمة.


نسائم

في المساءات الفائضة بضباب حزين

يستغيث زورق ذات أفق بعيد

في غمرات السكينة والتيه الكئيب

مثقلاً بحمولة ذاكرة تفيض وتفيض

ولا تسقط منها قطرة... ولا ترتاح