المستشارون... والمواهب في عيونهم
شيرين عبد الوهاب, صابر الرباعي, كاظم الساهر, عاصي الحلاني, مستشارة, مواهب فنية, برنامج المواهب الشابة تلفزيوني, تدريب, the voice, إيمان حسني, غادة شبير, محمد أبو الخير, خليل أبو عبيد
30 أكتوبر 2012مستشارة كاظم الساهر إيمان حسني
أدرّس الغناء العالمي في أكاديمية الفنون، تكنيك الأوبرا والغناء الأوروبي الكلاسيكي، كما أدرّس الغناء العربي غير التقليدي، أو بكلمة أصحّ الغناء المسرحي الذي يعتمد على الإلقاء.
عندما حدّثني الأستاذ كاظم عن البرنامج وأخبرني عن فريقه الذي يتمتّع بأصوات جميلة جداً تنقصها الخبرة، وقال إنه بحاجة إلى من يعّرف كل فرد فيهم على جهازه الصوتي وكيفية التحكّم فيه والطريقة الصحيحة للتنفّس، وتصحيح عاداتهم السيئة في الغناء، قبلت فوراً المشاركة لأن هذا هو مضمار عملي، وهذا ما أدرّسه في الأكاديمية وأحرص على إيصاله إلى جميع من يتتلمذ على يديّ.
همّ كاظم كان إفادة المواهب حتى لو خرجت مبكراً من المنافسة، هو يريد أن يعلّم المشاركين شيئاً يبقى معهم حتى بعد خروجهم من البرنامج وهذا ما نعمل عليه حالياً. هو يحضر التمارين معي، ويلفت انتباهي إلى أشياء يجب أن أركّز عليها عند المشاركين، بما أنه يعرفهم ويعرف أصواتهم حقّ المعرفة.
هدف كاظم ورغبته اللذان يتخطّيان حدود البرنامج مشابهان تماماً لهدفي ورغبتي، لذا نحن متّفقان على الخطوط العريضة للتمرين وهذا ما يسهّل الأمر عليّ.
المواهب في كلمات
فوجئت بالمواهب التي في فريقنا وإصرارها على التعلّم. فهناك بعض الأشخاص يحضرون التمارين مع ورقة وقلم ليدوّنوا كل شاردة وواردة أقولها لهم. يستيقظون منذ الصباح الباكر ويمارسون التمارين الصوتية التي أعطيتهم إياها.
بيني وبين كاظم
الاتفاق بيني وبين كاظم 105 في المئة. هو يقول الملحوظة التي أريد أن أقولها، ويقيّم المواهب كما أقيّمها تماماً. أنا راضية عن الاختيارات، وليس هناك من موهبة مظلومة، وأظنّ أن الأمر يعود إلى حرص الأستاذ كاظم على حضور كل التمرينات، وأخذها في عين الاعتبار أثناء أخذ قرار الإقصاء.
مستشارة عاصي الحلاني غادة شبير
غادة شبير، مغنية لبنانية تدرّس أصول الغناء الشرقي والعلوم الموسيقية، كرّست نفسها للبحث في الموسيقى التقليدية الشرقية في منطقة الشرق الأوسط والأناشيد الدينية، وجمعت بين الفن والعلم الموسيقي والغنائي، وبين الموهبة والتخصص الأكاديمي.
اختيارات المواهب
تكاملنا أنا وعاصي في تدريب المواهب، حتى خلال انتقاء الأصوات في مرحلة المواجهة كان رأيانا متشابهين.
كنا نتوقّع هذا الأداء للمواهب التي غنّت على الحلبة الفنّية. فوجئنا ربّما ببعض المواهب التي كنا ننتظر منها أن تعطي أكثر وأن تلتزم بالأمور التي طلبناها منها أثناء التمرين لكنّها خذلتنا بعدم الأخذ بهذه التعليمات، كياسمينا التي نصحتها بالتخفيف من حدّة صوتها، ومن الصراخ وقوة شدّ صوتها، ولم تأخذ بنصيحتي. وكل التعليقات التي وردت من المدرّبين عندما سمعوها كانت منصبّة حول حدّة الصوت، فلو أخذت بنصيحتي التي مرّنتها عليها كثيراً لكان الأمر مختلفاً بالنسبة إليها.
أتمنى لها التوفيق وأنصحها أن تخفّف من حدّة صوتها حتى تصل إلى مبتغاها. أميمة لم أنصح عاصي باختيارها، لأنها تخرج من ذاتها في كل مرّة تغنّي فيها، وتصل إلى مرحلة تنسى فيها أنها تغني فتخرج عن الطبقة. نصحتها بأن تركّز أكثر على غنائها كي لا تحيد عن الغناء الصحيح، وفي كل التمرينات التي خضناها معاً ركّزت معها على هذه النقطة، حتّى أني حذّرتها من مغبّة عدم التركيز وقلت لها «إذا ما ركّزتي رح تصيري برا»، وعلى الرغم من هذا ضاعت على المسرح وفقدت تركيزها.
إيناس هي الوحيدة التي أخذت بالنصائح ونفّذت ما طلبته منها حرفياً، وفازت، كما مراد الذي نفّذ «العرب» تماماً كما تمرّنا وتأهّل. عموماً الذي وصل إلى نتيجة هو الشخص الذي أخذ بالنصائح والتزم التمارين التي نصحناه بها عاصي وأنا.
مستشار صابر الرباعي خليل أبو عبيد
أستاذ جامعي يدرّس الموسيقى وتقنيات الغناء ولديه خبرة في مجال البرامج التلفزيونية التي تعنى بالغناء، فقد سبق له أن شارك في برنامج «ستار أكاديمي» ودرّب أصوات مواهبه.
صدفة...
بحكم معرفتنا المسبقة ببعضنا التقينا أنا وصابر وفاجأني بأن طلب أن أكون معه في برنامج the Voice. كان الأمر محض صدفة.
بعد طلبه أن أكون مستشاره، لم أتردّد لحظة واحدة في اتخاذ قرار الموافقة، لكني أخذت وقتي لأني كنت منشغلاً بأمور أخرى، ووافقت على المشاركة فور الانتهاء منها.
البرنامج «روعة»، وصابر صديقي منذ زمن، وهذا أمر مريح لي.
مهمّتي في سطور
التدريب في برنامج the Voice احترافي إلى أقصى حدود. فالتمارين التي أمارسها مع المواهب الـ 12 تتشابه تماماً مع التمارين التي أعطيها لتلاميذي في الجامعة والمعهد. لا يتوقّف الأمر عند قشور التدريب كفتحة الفم وما إلى هنالك من أمور بديهية، بل ندخل في عمق تقنيات الغناء وأبقى معهم ساعات طوالاً حتى يستفيدوا من التمارين.
أنا في التمرين صعب ولا «أغنّج» المواهب، وليربح الأفضل.
المواهب
الأصوات في فريقنا جميلة جداً، وقد مرّنت قبل البرنامج كريستيان الذي أدرّسه في المعهد منذ أربع سنوات، ولمياء جمال التي شاركت في برنامج «ستار أكاديمي».
- بعد اللغط الذي شاب انتقاء أغنية لمياء جمال ومحمد طارق، هل تعتبر أن محمد ظلم باختيار هذه الأغنية؟
طبعاً لا. درسنا طبقة الصوت جيداً قبل أن يغنّيها محمد ولمياء. بل أكثر من ذلك، أعتبر أن لمياء ظلمت لأن الطبقة كانت أعلى من طبقة صوتها لتناسب صوت محمد، ما جعلها تُخطئ في الغناء العالي.
لمياء ومحمد متقاربان جداً في المستوى، ونحن الفريق الوحيد الذي، بحسب اعتقادي، يقرّر بعد غناء المواهب على المسرح مباشرةً من دون أن نكون قد أخذنا قرارات مسبقة بمن سيبقى ومن سيرحل.
- ماذا عن قصي وابراهيم؟
الصوت لا يقتصر على التكنيك والعرب. الصوت هو خامة. ابراهيم خامته جميلة لكنها صغيرة ورومنسية، أما قصيّ فخامته كبيرة على الرغم من صغر سنّه كما أنه يستطيع «التعريب»، فلو أعطيناه قليلاً من الوقت بعد سيسطع نجمه ويتخطّى ابراهيم بمراحل. اليوم نحن نختار الشخص آخذين في الاعتبار إمكان تطوّر صوته على المدى البعيد، وليس فقط صوته الآن.
- هل تختلفان أنت وصابر على الاختيارات؟
تقييم صابر وتقييمي متشابهان بنسبة 99 في المئة، والأمر لا ينحصر بفريقنا فقط، بل برأينا في مواهب الفرق الأخرى.
إجمالاً، ليس هناك اختلاف في الرأي بقدر ما أسمّيه ترجيح كفّة شخص على آخر، وهذا ما حصل مع مريم الشجري ولمياء الزايدي. كنت أرجّح كفّة مريم فيما صابر رجّح كفّة لمياء. أرى أن الصوتين متساويان تماماً، ويبقى الاختيار قصّة ذوق، أي صوت قريب إلى قلب صابر أو إلى قلبي.
مستشار شيرين محمد أبو الخير
أنا مغنّي أوبرا، وعمري الإحترافي 21 سنة. درست الإخراج المسرحي الموسيقي الأوبرالي في ألمانيا وأمارس المهنة. رجعت إلى مصر في العام 2004 ومنذ ذلك الحين أدرّس في الجامعة الأميركية في مصر الغناء الغربي والأوبرا والغناء الشرقي. هذه المرّة الأولى التي أشارك فيها في برنامج تلفزيوني، ولا أخفيكم أني أشعر بالفرح لمشاركتي هذه لأن البرنامج على خلاف البرامج الأخرى قائم على الصوت والصوت فقط.
مشاكل المواهب
الأصوات في فريقنا جميلة جداً، ومشاكلها بسيطة لا تتطلّب منّي عملاً كثيراً. أبرز المشاكل التي أواجهها معهم هي العادات السيّئة التي اكتسبوها من مطربين يقلّدونهم. من خلال تدريبي لهم أحاول أن أخلّصهم من هذه العادات التي تضرّ بالمغنّي، كما أسعى إلى تخليصهم من أثار السترس والتعب على أصواتهم، والأهم أمرّنهم على عدم «الرغي» في الغناء، وأقصد بالـ «الرغي» زيادة العرب بطريقة مبالغ فيها وزيادة بهارات على الصوت تفقده جماله.
اختيارات المتأهّلين
أنا متّفق مع شيرين على الاختيارات وأظن أن هذا الأمر واضح. بالنسبة إلى نوردين وفريد كان هناك «سنّة» وضوح في الفارق بين الصوتين، وأوافق شيرين على اختيارها فريد.
بالنسبة إلى عبد العظيم ومحمد، الصوتان متقاربان جداً، يغنّيان «شبه بعض»، لكنّي أحب هدوء محمد على المسرح وطريقته في التحكّم في نفسه وأظنّ أن هذا الأمر سيفيده جداً في المستقبل. أما عبد العظيم الذي يعتمد على التكنيك بشكل كبير، فخامة صوته مختلفة لا تشبه خامة أحد وأظنّ أن هذا ما ميّزه ورجّح كفّته، وسأعمل معه على التحكّم في أعصابه وتعزيز ثقته بنفسه.