إلهام علي... نجاح فني وسعادة زوجية

القاهرة - محمود الرفاعي 08 ديسمبر 2023

تقول الفنانة السعودية إلهام علي إن النجاح الكبير الذي حققه فيلمها الجديد “السجين” فاق كل توقعاتها، حيث تصدّر قوائم المشاهدة عبر منصة “برايم فيديو”. في حوارها مع “لها”، تكشفت إلهام علي عن كواليس فيلمها الجديد، وتفاصيل مسلسلها الجديد “سندس 2”، وتتحدث عن تجربتها في فيلم “تشيللو” ووقوفها أمام نجوم عالميين أمثال جيرمي آيرونز وتوبين بيل، وسرّ نجاح علاقتها بزوجها الفنان السعودي خالد صقر.


- ماذا عن ردود الفعل على فيلمك الجديد “السجين”؟

فيلم “السجين” الذي عُرض أخيراً عبر منصة “برايم فيديو” حصد نجاحاً باهراً فاق كل توقعاتي، وأنا أشعر بسعادة غامرة لأن الفيلم استطاع خلال فترة وجيزة أن يتصدّر قائمة الأكثر مشاهدةً عبر هذه المنصة، كما نال إشادات كبيرة عبر منصة “إكس”. علماً أن طرحه في دور السينما تأجّل أكثر من مرة، رغم أننا انتهينا من تصويره منذ أكثر من عام ونصف العام.

- كيف كانت التحضيرات لشخصية “روان” التي تعاني من الاكتئاب والحزن؟

أعتقد أن من الطبيعي أن يكون لدينا كممثلين رصيد كافٍ من القصص التي نقرأها أو نسمعها من الناس. وعموماً، أنا أحرص في كل عمل فني أشارك فيه على دراسة الشخصية جيداً، وكنت ملمّة بكل تفاصيل شخصية “روان” المرأة التي فقدت ابنها “ريان”، وعانت بسبب ذلك من الاكتئاب والحزن الشديد، وكانت خسارتها كبيرة... وأحمد الله أنني لم أختبر هذا الشعور في الواقع، ولكن حاولت قدر الإمكان محاكاة تلك الخسارة بالاستفادة من قراءة النص، وسؤال السيدات اللواتي مررن بتلك التجربة الصعبة التي فقدن فيها أطفالاً. وأعتقد أن الأكثر صعوبةً بالنسبة إليّ هو فهم شعور فقدان طفل، لأنني لم أصبح أمّاً بعد، وهذا حفّزني على دراسة الشخصية لأنني بحاجة إلى اختبار شعور الأمومة.

- يتناول الفيلم مواضيع اجتماعية عدة مثل أهمية العائلة ومرارة الفقد والشعور بالذنب... كيف نجحتِ في تقديم دور معقّد يشمل هذه المواضيع؟

أرى أن التعامل مع الأمور الخيالية وغير الواقعية، والتي لا تمت الى الواقع بصلة، يمنحني هامشاً أكبر للاستفادة من مخيّلتي وابتكار تفاصيل الشخصية بسهولة أكبر. وبالطبع، لم أكن لأستطيع التعبير عما في مخيلتي وإضافته إلى تفاصيل شخصيتي من دون مساعدة صنّاع الفيلم، بدءاً بمخرج العمل محمود كامل، وصولاً إلى زوجي خالد صقر الذي يشاركني دور البطولة، وقد فكرت مليّاً في الطرق المناسبة التي تمكّنني من التعامل مع هذه الشخصية الخيالية في الفيلم.


- ما الصعوبات التي واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟

الصعوبة بالنسبة الى أي ممثل تكمن في إيصال مشاعره الحقيقية إلى جمهور المشاهدين وإقناعهم بها، لذا حاولت دراسة شخصية “روان” جيداً وتجسيدها بأدق تفاصيلها، فغصت في أعماق هذا العالم الذي نسجته مخيّلاتنا، وسعيت إلى نقل هذا الشعور الى الجمهور بكل صدق، ومن المؤكد أنني واجهت صعوبات كثيرة في الفيلم، فأنا أقدّم خلاله شخصية خيالية لم أتعامل مع مثلها في حياتي، ولكن عندما يلمّ الممثل بجوانب الشخصية ويمتزج بأحاسيسها ويتسلل إلى عالمها الخاص، يتمكن في النهاية من إدخالها إلى قلوب المشاهدين، وهذا هو التحدّي الحقيقي الذي واجهته في الفيلم.

- جسّدت في الفيلم شخصية امرأة تعاني مشاكل زوجية... لكن ماذا عن حياتك مع زوجك الفنان خالد صقر؟

أعتقد أن القصة التي تجمع بطلَي الفيلم هي قصة واقعية نراها في حياة كل زوجين، لأن جميع المتزوجين يواجهون مشاكل مشابهة في مختلف المجتمعات حول العالم، لكن الأزمة الحقيقية بين بطلَي الفيلم “عمار” و”روان” تتمثّل في عدم التواصل بينهما، أي أنهما لا ينصت أحدهما للآخر ويتفهّمه لإيجاد حلّ للمشاكل قبل تفاقمها... وأنا وخالد لا نواجه هذه المشكلة أبداً، لأن علاقتنا الزوجية مبنية في الأساس على الصدق والوضوح، والتكاتف في مواجهة الصعوبات التي قد تعترض حياتنا معاً.

- هل شخصيتا “عمار” و”روان” قريبتان من شخصيتكما أنتِ وخالد؟

لا، شخصية كل منا في الفيلم لا تمت إلى واقع حياتنا الشخصية بصلة، وهذا تحدٍّ كبير بالنسبة إلينا، وآمل أن ننجح في توعية المشاهدين حول سلبية السكوت عن المشاكل الزوجية ونتائج تفاقمها، وأنا سعيدة جداً باستعراض هذا النوع من العلاقات والتطرق إليه بطريقة غير مباشرة، لإيصال العبرة إلى المشاهدين بأسلوب سلس. ففي حقيقة الأمر، قدّمنا عملاً من أفلام الرعب من خلال قصة خيالية، لكنه عمل غني بالمواضيع الاجتماعية المهمة التي تشتمل على رسائل خفية... وهذا ما شدّني في الفيلم منذ اللحظة الأولى لقراءة النص.

- ما الرسائل التي تأملين إيصالها من خلال تجسيد شخصية “روان”؟

أكثر ما لفتني في الفيلم هو كم الرسائل والعِبر التي يسعى لإيصالها الى المشاهدين، فأنا أدرك أن العمل الفني يحمل العديد من الرسائل، وقد يكون عملاً ترفيهيّاً بحتاً، لكن فيلم “السجين” استطاع الجمع بين الميزتين، فهو فيلم رعب مشوّق بقصة جميلة، وفي الوقت نفسه مليء بالرسائل المهمة، ومنها مشاكل تتعلق بعدم التواصل بين الزوجين، والمعاناة من الاكتئاب، والحزن ومرارة الشعور بالفقد، إلى جانب تصوير براءة الأطفال التي تكبر معهم حتى تتلوث أفكارهم بسبب ما يعيشونه داخل نطاق عائلاتهم أو لتأثير المجتمع فيهم. ويتضمن الفيلم رسائل يمكن قراءتها بين سطور النص، وهذا أكثر ما أثار إعجابي ودفعني لقبول المشاركة فيه وإضافته إلى قائمة أعمالي بلا تردّد. ولفيلم “السجين” مكانة خاصة في قلبي، وأتمنى أن تصل الرسائل التي يحملها بين طيّاته إلى جميع المشاهدين الذين يمتلكون ذوقاً فنيّاً رفيعاً وتحضّهم على التفكير والبحث عن الإجابات المحتملة.

- كيف وجدت مشاركتك في الفيلم السعودي “تشيللو” عن قصة للمستشار تركي آل الشيخ؟

هي التجربة الأهم في مسيرتي الفنية، وخطوة مهمة بالنسبة إليّ نحو العالمية، لأنها أتاحت لي الوقوف أمام فنانين حاصلين على أهم الجوائز السينمائية في العالم، مثل جائزتَي “الأوسكار” و”إيمي”.

- هل واجهتِ صعوبة في الوقوف أمام نجوم كبار أمثال جيرمي آيرونز وتوبين بيل؟

بالتأكيد شعرت بضغوط قوية في بداية الأمر، لأنني أمثّل بلدي السعودية، ولكنني بذلت قصارى جهدي لتقديم أفضل صورة عن الفن السعودي، وأعتقد أنني نجحت في ذلك مع عرض الفيلم في دور السينما.

- ماذا تحضّرين من أعمال فنية؟

أصوّر حالياً الموسم الثاني من مسلسل “سندس”، والمقرر أن يُعرض خلال الفترة المقبلة عبر مجموعة mbc، وهو مسلسل عائلي كوميدي خفيف، وأجسّد فيه شخصية “سندس”، كما قدّمتها في الموسم الأول، لكن مع اختلاف في بعض تفاصيل القصة، حيث سيكون هناك المزيد من المقالب والمفاجآت.


- احتفلت أخيراً مع زوجك خالد صقر بعيد زواجكما الخامس... كيف تقيّمين هذا الزواج؟

بصراحة، أشعر أنها خمسة أسابيع وليست خمس سنوات، فالله أنعم عليّ بعدة مكرمات في حياتي، من بينها زوجي خالد.

- ما ردّك على مَن يحسدكما على حبّكما؟

الحاسدون مرضى في قلوبهم، أنا وخالد صديقان قبل أن نصبح زوجين، والحب وُلد قبل زواجنا، وأهم ما يميز علاقتنا هو التفاهم والاحترام.

- هل خالد عاطفي؟

خالد إنسان رائع، وهو عاطفي معي في البيت أكثر من خارجه.